سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل.
فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقى الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا".
وإليكم الحلقة 29: رئيسة سويسرا
رئيسة اليونان
بطلة حلقة اليوم، هى عازفة بيانو في أكاديمية لوسيرن للموسيقى، ودخلت السياسة عبر ملجأ للنساء في فريبورج، ثم أصبحت تحظى بشعبية كبيرة في حماية حقوق المستهلكين، حتى اصبحت رئيسة لدولة سويسرا لعام واحد.
سيمونيتا سوماروجا، متحفظة ولكنها أيضا ماهرة للغاية وعملية ومثابرة - لدرجة كسب الاحترام والثناء حتى من خصومها السياسيين، ومن صفاتها الرئيسية الاستماع إلى الآخرين.
وتباشر سيمونيتا ولايتها الثانية مشددة على قربها من المواطنين من خلال تقديمها التهاني بحلول السنة الجديدة من مخبز في الحي الذي تقطنه.
الرئيس السويسرى
وتتولى سوماروجا منذ يناير الرئاسة السنوية للكونفدرالية السويسرية، وهو منصب رمزي يتولاه أعضاء الحكومة السبعة مداورة.
وسيمونيتا سوماروجا هي عضو في الحكومة السويسرية منذ 2010، ودافعت عن سياسة الحد من الهجرة وتحرير الخدمات العامة، وهي مدافعة قوية ايضا عن المساواة في الرواتب بين الرجال والنساء.
وحصلت على 181 صوتا من اصل 236 ناخبا في المجلس الوطني مجلس النواب، وهى خامس امراة ترأس الاتحاد السويسرى.
الرئيسة سومارجا
انتخبت سوماروجا البالغة من العمر 59 عام وهي عضو في الحزب الإشتراكي، في 11 ديسمبر، بأغلبية 186 صوتا لمنصب الرئاسة من قبل مجلسي البرلمان، وكان من المتوقع انتخابها نظرا لتناوب أعضاء الحكومة السبعة على تولي هذا المنصب.
وسبق لهذه السيدة المنحدرة من مدينة برن والتي نشأت في كنف أسرة مؤلفة من أربعة أولاد، أن شغلت هذا المنصب في العام 2015.
بعد دراسة العزف على البيانو في معهد لوسرن للموسيقى، وقامت بتدريسه لعدة سنوات في فريبورج، واشتهرت كرئيسة هيئة حماية المستهلك في الإقليم الناطق بالألمانية.
بالاحمر لونها المفضل
بدأت مسارها السياسي في الـ 37 من عمرها عندما تم انتخابها في المجلس المحلي لمدينة كونيز، التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة وتقع بالقرب من برن، وبقيت في المنصب 8 أعوام.
وعلى المستوى الوطني، تم انتخابها لعضوية المجلس الوطني في عام 1999 وانضمت بعد ذلك بأربع سنوات إلى مجلس الولايات، حيث مثلت إقليم برن حتى عام 2010.
انضمت سوماروجا للحكومة في سبتمبر 2010، وشغلت منصب وزيرة العدل والشرطة من العام 2010 لغاية 2018 ثم وزيرة البيئة والنقل والاتصالات والطاقة.
ولِدت في 14 مايو 1960 في كانتون تسوج، ونشأت في بلدية "سينس" في كانتون آرجاو، وكان والِدها من كانتون تيتشينو ، و كان والدها مدير مصنع وكانت والدتها ربة منزل ترعى حديقة خضار كبيرة، و بعد حصولها على البكالوريا الأكاديمية ، حضرت أكاديمية لوسيرن للموسيقى حيث درست لتصبح عازفة بيانو.
كما درست اللغة والآداب الإنجليزية واللأدب الإسباني في جامعة فريبورج، واستلمت إدارة مؤسسة حماية المستهلك التي تولت رئاستها في عام 2000، بعد تخلّيها عن مهنة الموسيقى ومتابعة الدراسة.
سيمونيتا رئيسة سويسرا
انضمّت إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وفي عام 2001، وقامت بالتوقيع على بيان يُطالب بانتهاج نهج أكثر ليبرالية للحزب، مما أثار ردود فعل قوية في أوساط نقابات العمّال وجناح اليسار في الحزب.
مع زوجها
كانت سيمونيتا سوماروغا مديرة للمؤسسة السويسرية لحماية المستهلك من عام 1993 إلى عام 1999 ، ورئيسة المؤسسة من عام 2000 إلى عام 2010. وعملت كمستشارة محلية للحكومة البلدية في كونيز من عام 1997 إلى عام 2005 ، حيث تولت إدارة فرق الإطفاء وإدارة الحماية المدنية.
في عام 1999 ، تم انتخاب سيمونيتا سوماروغا في المجلس الوطني لسويسرا وفي عام 2003 في مجلس الولايات حيث مثلت كانتون برن حتى عام 2010. وكانت في لجنة مجلس الولايات للشؤون الاقتصادية والضرائب في لجنة الشؤون الاجتماعية الأمن والصحة ، وشغل منصب نائب رئيس لجنة البيئة والتخطيط المكاني والطاقة.
كما شغلت منصب نائب رئيس الوفد السويسري في لجنة أعضاء برلمان دول الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة ولعلاقاتها مع البرلمان الأوروبي
وتقول سيمونيتا سوماروجا، الرئيسة الجديدة للكنفدرالية: "نحن بحاجة إلى ثقافة سياسية تقوم على احترام المخالفين في الرأي على جميع المستويات: في الحكومة الفدرالية وفي البرلمان وفي صفوف الشعب".
وتعامل سيمونيتا سوماروجا على المستوى الفدرالي، المواطنون السويسريون المقيمون في الخارج على قدم المساواة مع المواطنين المقيمين في سويسرا، وقد دعم المجلس الفدرالي دائما مسألة النهوض بمشاركة هؤلاء المواطنين في الحقوق السياسية، وهكذا، قامت مؤخراً على سبيل المثال، بتعجيل قرار آخر حول إدخال التصويت الإلكتروني تدريجياً.
واليوم، هناك 135,000 مواطن ومواطنة سويسريين مقيمين في الخارج مُسجّلين في سِجل انتخابي ويمارسون حقوقهم والْـتزاماتهم السياسية.
مع الرئيس الأمريكى
كما تكافح سيمونيتا بحزم ضد ظاهرة تهريب البشر والمنظمات القابعة خلفها - كونها تجارة لاإنسانية مع الأكثر ضعفاً، ومن جملة أمور أخرى، استجوبت طالبو اللجوء الى سويسرا ، بغية اقتفاء أثر هذه العصابات السرية.
و أصبح تغير المناخ في وقت لاحق القضية الرئيسية خلال عام الانتخابات. سوماروجا ، التي حثت بالمناسبة المجلس الاتحادي على اتخاذ إجراءات المناخ عندما كانت لا تزال عضوًا في مجلس الولايات في عام 2006 ، أثبتت مهارتها في تحويل هذا لصالحها.
وسرعان ما دعت وزيرة البيئة الجديدة الناشطين الشباب إلى مكتبها، كما نزلت إلى الشوارع في سبتمبر ، حيث سار عشرات الآلاف عبر برن للدعوة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة بشأن تغير المناخ - كانت هذه أيضًا فرصة جيدة للحزب السياسي قبل الانتخابات الفيدرالية.
سيمونيتا
وتحدثت الرئيسة السويسرية عن الأقليات قائلة: النساء اللاتي تعرضن للتمييز أو الإساءات: "لديّ إحساس قوي بالعدالة ، وهذا المكتب سيمكنني من الاعتناء بحقوق أضعف وأولئك الذين يحتاجون إلى حماية أكبرمنهم وأطفال الوالدين المطلقين وطالبي اللجوء وضحايا الاتجار بالبشر.
كما أنها أقنعت الحكومة بدعم مشروع قانون يدعو إلى إدخال حصة 30 ٪ من النساء في مجلس إدارة جميع الشركات السويسرية المدرجة في البورصة، وآخر سيمكن الأزواج والمثليين غير المتزوجين من تبني أطفال شريكهم.
كما تواجه سوماروجا المهمة الدقيقة المتمثلة في إيجاد حلول وسط لمختلف القضايا المهمة التي تمت الموافقة عليها مؤخرًا ولكنها تتعارض مع القانون الوطني أو المعاهدات أو الاتفاقيات الدولية التي وقعتها سويسرا.
وسيتعين على سوماروغا أيضًا التعامل مع مبادرة حظر المتحرشين المدانين من العمل مع الأطفال مدى الحياة ، والتي تم دعمها بنسبة 63.5 ٪ من الناخبين في مايو على الرغم من معارضة الحكومة.
وفى لفتة طيبة منها أعلنت الرئيسة السويسرية سيمونيتا سوماروجا، مايو الماضى، أنها ستحتفل بعيد ميلادها المقبل برفقة سويسريين سيبلغون سن الستين مثلها في 14 مايو 2020.
ووجهت سوماروجا الدعوة عبر تغريدة على تويتر قالت فيها: "يسعدني أن تسجلوا لحضور حفلة عيد ميلادي".
ومنذ عام 1959، تتقاسم الأحزاب السياسية الأربعة المهيمنة الحقائب الوزارية السبعة للحكومة، وفقًا للنظام المعروف باسم "الصيغة السحرية". وينتخب البرلمانيون الرئيس والوزراء في نفس الوقت.
ويستلم كل من حزب الشعب والحزب الاشتراكي والحزب الليبرالي الراديكالي وزارتين فيما تعود الوزارة السابعة إلى الحزب الديمقراطي المسيحي.
وسجل حزب الخضر، في الانتخابات التشريعية الأخيرة في أكتوبر، تقدمًا تاريخيًا، وأضحوا الطرف الرابع في المجلس الوطني إلا أنهم فشلوا في ضم وزير منهم إلى الحكومة.
سيمونيتا سوماروجا متزوجة من الكاتب لوكاس هارتمان، وفي الشتاء تكرس لحظات فراغها لعزف البيانو وقراءة الروايات، وفي الصيف ، تحب قضاء الوقت في حديقتها والتنزه في الجبال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة