تفاصيل مؤلمة تمتزج بين آلام فراق الأحبة ومشاعر الأمومة النابعة من التخوف على الأولاد، روتها الدكتورة شيرين الجيار زوجة الدكتور الراحل هشام الساكت شهيد الجيش الأبيض من جامعة القاهرة أثر إصابته بفيروس كورونا المستجد ، تفاصيل الإصابة والعلاج والعزل الصحى خاصة بعد إصابتها واحتجازها بالعزل الصحى أيضا وكيف تم اكتشاف الإصابة وكيف تعاملت كطبيبة لعلاج زوجها رغم الاشتباه فى إصابته بكورونا.
ويأتى لقاء "اليوم السابع" مع الدكتورة شيرين فراج على هامش تكريم رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت لأسرة الدكتور الراحل الدكتور هشام الساكت وكيل كلية طب قصر العينى ، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسى بتكريم أسر الشهداء من الجيش الأبيض.
وقالت الدكتورة شيرين الجيار زوجة الدكتور هشام الساكت وكيل كلية الطب بقصر العينى والذى توفى آثر إصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" إن تكريم الرئيس لأسرة الراحل حيث أنه يعد قدوة للشباب الصاعد بأن ما يقدمه لعمله وبلده لن يضيع إطلاقا ، ونحن بالفترة الحالية نحتاج أن يكون هناك نماذج قدوة أمام الشباب.
وكشفت الدكتورة شيرين الجيار، عن إصابتها أيضا بفيروس كورونا المستجد فى نفس توقيت إصابة الراحل الدكتور هشام الساكت ، وقضت فترة العزل الصحى داخل مسشتفى الحجر ، موضحة أن الإصابات كانت فى أماكن مختلفة ، متابعة "كنا نعيش فى عزل منزلى قبل شهر من اكتشاف الإصابة بصورة رسمية وكنا نعيش فى غرف منفصلة بعيدا عن الأبناء بالمنزل، خاصة وانه كان هناك حالات إصابة داخل أماكن العمل وكنا نتخوف من العدوى بفيروس كورونا والتعرض للإصابة ثم نقل العدوى للأولاد فكان لزاما نعيش فى المنزل منفصلين عنهم لفترة طويلة قبل اكتشاف الإصابة والانتقال لمستشفى العزل.
وبصوت يمتزج بالحزن والألم قالت الدكتورة شيرين الجيار "قضيت فى العزل أسبوعين نفس الأسبوعين التى قضاها الدكتور هشام وفى نفس المستشفى ولكن إرادة ربنا أن كل واحد منا يخرج على طريق مختلف خاصة وان خروجى من مسشتفى العزل لم يكن بسبب وفاة الراحل ولكن الخروج بعد أن أصبحت النتائج سلبية.
وانهمرت فى دموعها واكملت حديثها ، أن التكريم بمثابة فخر لى ولأولادى وسيظل لهم ويخفف من الألم ، متابعة فقدنا أب وزوج وفقدنا كبير ونحتسبه من الشهداء وعزاءنا تمثل فى كل الحب والكلام الذى سمعته من الطلبة والمرضى وزملاء الراحل، وحتى الآن اتلقى تليفونات من مرضى الراحل وزملاءه واسمع كلام يبكينى ولكن فى نفس الوقت يسعدنى وأتمنى أن يكون فى ميزان حسناته والرسائل والدعوات تجعلنى مطمئنة على الراحل .
وتحدثت الدكتورة شيرين الجيار عن تفاصيل اكتشاف إصابة الدكتور الراحل هشام الساكت شهيد فيروس كورونا المستجد قائلة" التفاصيل مؤلمة ووجدنا لديه ارتفاع فى درجات الحرارة وقبل الذهاب إلى المستشفى بحوالى يومين وطلبت منه النزول وإجراء أشعة مقطعية على الصدر ولكنه رفض فى البداية بسبب تناوله بعض الأدوية للعلاج ، ولكن بعد يومين رصدت وجود ارتفاع فى درجة الحرارة لديه ومشكلة فى التنفس وبدأت فى توقيع الكشف عليه فى المنزل وعملت كطبيبة وبدأت فى قياس الأكسجين لديه وبسرعة نزلت وتحركت على مستشفى قريبة من مكان العمل وتعاملت معه داخل المستشفى بنفسى وذلك بعد إبلاغ المستشفى بوجود اشتباه إصابة بفيروس كورونا وقمت بتعليق الأكسجين والمحاليل له ، وخرجنا من المستشفى بأنبوبة الأكسجين لعمل الأشعة المقطعية وكشفت وجود إصابة شبه مؤكدة وبعدها قمنا بعمل المسحة وتم نقله فجرا لمستشفى العبور التابعة لجامعة عين شمس .
وأشارت الدكتورة شيرين الجيار، إلى أنه فور الإصابة بفيروس كورونا تواصل الدكتور الراحل هشام الساكت مع الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وابدى استعداداه العاجل للانتقال إلى مسشتفى قصر العينى الفرنساوى بعد تخصيصه كمستشفى عزل للعاملين بجامعة القاهرة، ولكن فضلنا مستشفى العبور نظرا لقربها من المنزل، والدكتور الخشت كان على تواصل دائم معه، وشهدنا تناغم كبير بين قصر العينى وجامعة عين شمس وكان هناك تواصل يومى بالفيديو بين الفرق الطبية لمتابعة الحالة الصحية للدكتور هشام، والمنظومة بها تناغم جميل خاصة وأننا جميعا فى نعمل فى منظومة واحدة.
محتاجين يكون فيه دعم للأطباء طول الوقت خاصة الأطباء الشباب وكذلك هيئة التمريض والإداريين المتواجدين فى المستشفيات وكافة العاملين بالمنظومة ولابد من وجود دعم نفسى وتأهيل نفسى لهم بجانب الدعم المادى الذى يشمل كل ما يحتاجه الأطباء لتسهيل العمل وتأمينهم بحيث يكون لهم تأمين صحى لهم جميعا بما يطمئنهم من توفر خدمة صحية لهم حال الاحتياج للخدمة، وتلك الأمور تطمئن الأطباء والتمريض الموجودين على خط النار، وفى نفس الوقت تكريم شهداءهم يكون قدوة للأطباء الشباب والفريق الطبى بصورة كاملة، خاصة وأن هناك تأثيرات داخل منازل الأطباء أيضا وعلى سبيل المثال قبل شهر من الإصابة بفيروس كورونا كنت أعيش فى عزل داخل المنزل والدكتور الراحل هشام الساكت نفس الأمر ونعيش فى عزل عن الأولاد لا تناول معهم الطعام وكل واحد مفصول عن الآخر، وبالتالى نحتاج لدعم نفسى للفرق الطبية والمرضى بالعزل فى المستشفيات لأن كورونا ليس مرض عضوى ولكنه يؤثر نفسيا داخل الانسان بسبب الإصابة.
وأكدت الدكتورة شيرين الجيار أن تكريم الرئيس لها يمثل رسالة دعم للعاملين بالفرق الطبية، مؤكدة أن الأطباء وهيئة التمريض والعاملين بالمستشفى جنود المعركة الحالة لمواجهة فيروس كورونا مثلهم مثل المقاتلين من الجنود .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة