قالت مجلة بوليتيكو إن التحول المفاجئ فى دعم دونالد ترامب بين المحافظين الدينيين يدق أجراس الإنذار داخل حملة إعادة انتخابه ، حيث اعتمد مساعدوه منذ فترة طويلة على توسيع القاعدة الإنجيلية للرئيس كجزء أساسى من استراتيجيتهم للفوز فى نوفمبر.
ظهر القلق بشأن مكانة ترامب مع اليمين المسيحى بعد أن أظهرت نتائج الاستطلاعات فى وقت سابق من هذا الشهر انخفاض الثقة فى استجابة الإدارة للوباء بين المجموعات الدينية الرئيسية، ومع انخفاض فى تفضيل الرئيس بين الإنجيليين البيض والكاثوليك البيض وكلاهما دائرتان حاسمتان دعمتا ترامب فى عام 2016 ويمكن أن تغرق فرص إعادة انتخابه إذا قلت نسبة إقبالهما فى نوفمبر.
قدمت الاستطلاعات صورة مقلقة لترامب الذى اعتمد على توسيع دعمه الدينى على الأقل للتعويض عن ضعف اسهمه بين النساء وسكان الضواحي، وقال أحد مسؤولى الحزب الجمهورى إن تراجع الدعم الإنجيلى ظهر أيضًا فى استطلاعات الرأى الداخلية للحزب.
للحفاظ على علاقته بالمحافظين الدينيين طالب ترامب يوم الجمعة حكام الولايات بالسماح بإعادة فتح دور العبادة على الفور وهدد "بتجاوز" الذين يرفضون الامتثال لتعليماته، وهو الإعلان الذى جاء بعد أيام من حذف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها المؤسسات الدينية فى إرشادات جديدة حول إعادة افتتاح امريكا أظهر نداءات واضحة إلى الإنجيليين البيض الذين دعم الكثير منهم أجندة ترامب المحافظة اجتماعياً منذ فترة طويلة.
وجاءت تعليقات ترامب من البيت الأبيض غير المخطط لها ليعزز من موقفه حيث هاجم حكام الولايات قائلا: "يعتبر بعض الحكام أن متاجر الخمور وعيادات الإجهاض ضرورية ، لكنهم تركوا الكنائس ودور العبادة الأخرى مغلقة وهو ما ليس على حق .. لذلك ، أنا أصحح هذا الظلم وأعتبر بيوت العبادة ضرورية".
أخذ بعض الحلفاء على عاتقهم تحذير المانحين والمتطوعين من عدم القلق من دعم ترامب الضعيف بين المحافظين الدينيين مقللين من أهميته في الاصوات الإجمالية لفترة ولاية ثانية.
قال رالف ريد احد داعمى ترامب ومدير تحالف الايمان والحرية: "لقد أجريت عددًا من الإحاطات مع المانحين وأصحاب المصلحة الرئيسيين ، وقلت أنه كلما طال هذا الأمر ، سيكون هناك تعويم واضح ويمكن التنبؤ به .. سينتظر الناخبون ويصدرون حكمًا بمجرد أن يقيّموا المهمة التي قام بها الرئيس ترامب لإعادة الاقتصاد إلى مرحلة التعافي بعد الخروج من الوباء".
يستجيب مساعدو حملة ترامب ومسؤولو البيت الأبيض والحلفاء للتهديد من خلال تعزيز تواصلهم مع الناخبين المتدينين ووعدهم بإعطاء الأولوية للتجمعات الدينية في الوقت الذي يضغطون فيه لإعادة فتح الاقتصاد الأمريكي.
ووفقا للتقرير أجرى مسؤولو الإدارة مكالمات عديدة مع الجماعات المسيحية المحافظة لضمان دعمهم، وحضر ترامب بنفسه مؤخرًا خدمة عبادة عبر الإنترنت استضافتها كاتدرائية القديس باتريك في نيويورك كما عقد نائب الرئيس مايك بنس مائدة مستديرة مع الزعماء الدينيين في ولاية أيوا في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال المتحدث باسم حملة ترامب كين فارناسو في بيان إن عملية إعادة انتخاب ترامب "ستشرك المجتمع المسيحي في جميع أنحاء البلاد لإعادة انتخاب الرئيس ترامب بأغلبية ساحقة في عام 2020".
وأضاف فارناسو: "بالإضافة إلى سجله الاستثنائي في القضايا المحافظة والقائمة على الدين ، فقد عيّن أكثر من 180 قاضيًا فدراليًا محافظًا .. دافعوا عن الحريات الدينية"
كما طرح ترامب اليوم الخميس خطوة محتملة من قبل إدارته لإعادة فتح دور العبادة في المستقبل القريب، وقال: "إن الكنائس لا تعامل باحترام من قبل الكثير من الحكام الديمقراطيين مثل في ميشيجان أريد فتح كنائسنا وسنتخذ موقفا قويا جدا بشأن ذلك قريبا".
وقال مارك بيرنز قس في ساوث كارولينا ومؤيد بارز لترامب: "أولئك الذين لا يفهمون قانونية العملية يمكن أن يلوموا الرئيس أو الإدارة عندما تتعامل الحكومة الفيدرالية مع قضايا حقوق الولايات".
ولم يتضح على الفور ما إذا كان توجيه الرئيس وهو أنه يجب على المسؤولين المحليين اتخاذ إجراءات فورية لإعادة فتح المؤسسات الدينية مسموح به قانونًا ، ولم يكن واضحًا كيف خططت الإدارة لفرض التوجيه.
لم تذكر المبادئ التوجيهية التي أصدرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها هذا الأسبوع بشأن إعادة فتح بعض المؤسسات كيف ينبغي للمؤسسات الدينية العودة إلى خدمات العبادة، وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية إن التوجيه تم حذفه بسبب مخاوف من أن التوجيهات التي يعتزم الخبراء تقديمها كانت مقيدة.
من غير المحتمل أن يكون منتقدو إغلاق الكنائس وحدهم مسؤولين عن انخفاض اسهم ترامب بين التركيبة السكانية الدينية الناقدة، فوفقًا لاستطلاع ،يعتقد 43% من الإنجيليين البيض و 52% من الكاثوليك البيض أن القيود الحالية على النشاط العام في مناطقهم مناسبة مقابل 42% و 31% يفضلون قيود اقل.
كما قال عدد أكبر من الإنجيليين البيض والكاثوليك البيض إنهم أكثر خوفًا من قيام حكام ولاياتهم برفع القيود المفروضة على النشاط العام في وقت مبكر جدًا عن تخليهم عن القيود لفترة طويلة جدًا.
مع اقتراب عدد وفيات كورونا من 100،000 قالت لورا جيفورد مؤرخة السياسة والدين في جامعة جورج فوكس ، إنه من المحتمل أن يصبح من الصعب على مؤيدي ترامب تبني خططه من أجل تسريع إعادة فتح البلاد، واقترحت أنه كلما تناقض ترامب مع مسؤولي الصحة الذين حذروا من إعادة الفتح كلما قل قبول مؤيديه المعتادين في رده العام.
يشير مؤيدو ترامب الدينيين إلى الحرية الدينية كواحدة من أهم أولوياتهم ومجال يعتقدون أن إدارة ترامب تعتمده بشكل استثنائي.
وفي حديثه عن تأثير قيود النشاط العام على دور العبادة قال مايك بنس نائب ترامب ان الحريات المنصوص عليها في الدستور لا تزال تنطبق على كل أمريكي ، حتى في منتصف حالة الطوارئ الوطنية.
وحذر مسؤولو وزارة العدل حاكم ولاية نيويورك الديموقراطي جافين نيوسوم من أن إجراءاته لتخفيف المبادئ التوجيهية للتمييز الاجتماعي في جولدن ستايت لا يمكن أن تميز ضد الجماعات والمؤسسات الدينية.
لكن تقييد الحرية الدينية قد لا يهم إذا ظل الاقتصاد في حالة سقوط حر خلال انتخابات نوفمبر حتى بعد السماح للكنائس بإعادة فتح المجموعات الخارجية وتكثف وصولها إلى الناخبين المتدينين.
قال بيرنز القس الداعم لترامب إنه وآخرون "يصرخون لإعادة فتح أمريكا مشيرا انه لا تزال هناك عقبات كبيرة في الطريق، واضاف "الرئيس لديه بالتأكيد معركة شاقة."