يعد القرن العشرون من أهم عصور الاكتشافات الأثرية المصرية القديمة، والتي أحدثت ضجة كبيرة فى مختلف دول العالم، لما تحمله من قيمة أثرية وتراثية متميزة لتاريخ وحضارة عريقة مثل الحضارة المصرية القديمة، حيث قام بهذه الاكتشافات المثيرة علماء آثار أفذاذ حققوا نتائج وإنجازات مذهلة لم يسبق لها مثيل حين نقبوا ونشروا حضارة مصر القديمة على العالم أجمع، وفى ظل الأزمة التي تمر بها مصر وجميع دول العالم من تفشى فيروس كورونا، وتحت شعار "خليك فى البيت" نستعرض يوميا كشف من تلك الاكتشافات، واليوم نحكى عن "خبيئة معبد الأقصر".
خبيئة معبد الأقصر
يعد اكتشاف خبيئة معبد الأقصر من أهم الاكتشافات التى حدثت فى منطقة طيبة، حيث تم العثور في عام 1989 على مجموعة من التماثيل الفرعونية الفريدة لبعض الآلهة والملوك التي ترجع إلى عصر الدولة الحديثة.
خبيئة معبد الأقصر
ويقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، أنه عندما قام الدكتور محمد الصغير ببعض أعمال التنظيف وتسوية الأرض، إلى جانب إجراء الاختبارات لتقوية أرضية فناء الملك أمنحتب الثالث (1405- 1370 ق.م.) في معبد الأقصر، والذي كان مخصصا أغلب الظن للاحتفالات الدينية التي كانت تشارك فيها فئات الشعب المختلفة، لاحظ ميل بعض الأساطين، وهى عبارة عن صفين من الأساطين، شُكلت على هيئة حزم سيقان البردى، ومجموعها 64 أسطوانة، وفى هذا الوقت، تم العثور على قاعدة لتمثالين على عمق حوالى 50 سم فى أرضية فناء أمنحتب الثالث مختلفي الحجم ومصورة بالحجم الطبيعى، وفى حالة حفظ جيدة، ومصنوعة من الديوريت، ونقش على القاعدة رسم صاحب التمثال "نب- ماعت- رع أمنحتب- حقا واست" (أمنحتب الثالث)، مما دعا إلى القيام بحفائر فى تلك المنطقة.
خبيئة معبد الأقصر
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، كان من بين أهم نتائج البعثة أن عثر على مجموعة من التماثيل أهمها: تمثال للإله آتوم (إله هليوبوليس) والملك حور محب على قاعدة واحدة، مصنوع من الديوريت، وهو تمثال فريد فى الفن المصرى القديم، وصور الملك حور محب راكعا مقدما إناءين يعرفان بـ"النو" للإله آتوم، ومرتديا النمس والصل الملكى، واللحية الملكية المستعارة، وصور الإله آتوم فى هيئة بشرية جالسا على كرسى العرش، مرتديا التاج المزدوج، واللحية الإلهية المستعارة، وممسكا فى اليد اليسرى علامة الحياة عنخ الموضوعة على فخذه. وزين كرسى العرش بمناظر تمثل إله النيل وربط نبات البردي (رمز الشمال) ونبات اللوتس (رمز الجنوب) للدلالة على وحدة أراضي مصر السفلى والعليا.
خبيئة معبد الأقصر
وتابع، تمثال الملك أمنحتب الثالث، مصنوع من الكوارتزيت، ارتفاعه حوالى 2.5 م، وصور الملك واقفا على قاعدة تشبه الزحافة، ومرتديا التاج المزدوج، واللحية الملكية المستعارة، وممسكا علامة مكس فى يديه، وتمثال للإلهة حتحور، ويعود إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، ومصنوع من حجر الديوريت، وارتفاعه حوالي 170سم. وصورت الإلهة فى هيئة إنسانية، جالسة على كرسى العرش، وممسكة فى اليد اليمنى علامة الحياة عنخ الموضوعة على فخذها، ومرتدية التاج المميز لها الذي هو عبارة عن قرص شمس بين قرنى بقرة، وتمثال للإلهة أيونيت ممثلة فى هيئة بشرية بالشعر المستعار الذي يصل إلى الصدر، وتمسك بيدها اليمنى علامة الحياة عنخ الموضوعة على فخذها، وتكوِن مع الإلهة ثننت والإله مونتو ثالوث مدينة أرمنت المقدس، وتمثال على هيئة "أبو الهول" مصنوع من المرمر، ويرجع إلى عهد الملك توت عنخ آمون، ويرتدى الملك تاج الوجهين البحري والقبلي، وتمثال للإله "كا- موت- إف" على هيئة ثعبان الكوبرا، وارتفاعه حوالي 140سم، ومصنوع من حجر الجرانيت، ويرجع إلى عهد الملك الكوشى طهرقا، وقد زاد عدد التماثيل التى عثر عليها فى خبيئة معبد الأقصر عن العشرين تمثالاً بجانب بعض الأواني التى ترجع إلى العصر المتأخر.