بابتسامة تملأ الوجوه، استقبلت أسر شهداء الشرطة، هدايا الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدما أوفدت أجهزة وزارة الداخلية بمديريات الأمن على مستوى الجمهورية مأموريات إلى عدد من منازل أسر الشهداء والمصابين من رجال الشرطة لتقديم التهنئة لهم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وتقديم إهداء رئيس الجمهورية.
جاء ذلك في ضوء الدور الذى تضطلع به وزارة الداخلية نحو تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية لأسر أبناء الشرطة الأبطال من الشهداء والمصابين إعلاءً لقيم الوفاء وتضحيات ذويهم وتخليداً ووفاءً وعرفاناً لما قدموه من تضحيات فى سبيل الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بتقديم هدايا لأسر الشهداء والمصابين، الذين وهبوا أرواحهم ودمائهم الغالية أثناء تأدية واجبهم الوطنى فى سبيل الدفاع عن تراب وطنهم العزيز وأمن شعبه، لمشاركتهم الإحتفال بعيد الفطر المبارك.
وأعرب أسر الشهداء والمصابين عن إعتزازهم وتقديرهم رئيس الجمهورية لحرص سيادته الدائم على رعاية أسر الشهداء والمصابين وتقديم الدعم الكامل لهم وكذا حرصه على التواصل معهم بكافة المناسبات.
وقدم أسر الشهداء والمصابين الشكر لوزارة الداخلية لحرصها على تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية لهم، مؤكدين على أن الدولة المصرية لن تنسى أبداً أبنائها الذين قدموا التضحيات من أجل الدفاع عن الوطن.
وقالت والدة الشهيد عمر القاضي: شكراً للرئيس، وابني كان بطل أول من أصيب بالكمين وأخر من استشهد، ونظراً لكون شخص مميز استشهد يوم العيد، و"لادنا مش بيخافوا".
وقالت والدة الشهيد في حديث سابق لليوم السابع:"عرفت أربي وأكبر"، هكذا تحدثت عن البطل وشقيقه الذي يعمل ضابط شرطة أيضا، فكنت حريصة أن يكون الاثنين ملتزمين دينيا وخلقا، حيث كان الجميع يشهيد ب "عمر"، وتدينه وعلاقته الطبية مع الآخرين، لذا قال لي الرئيس عبد الفتاح السيسى لدى مصافحته لي أثناء تخرج دفعة جديدة من طلاب الشرطة وإطلاق اسم ابني عليها: "انت ربيت عمر أزاي كدا؟ ثم قبل رأسي".
تحملت مسئولة تربية عمر، خاصة بعدما رحل عنا والده، وهو طالب في الفرقة الثانية بكلية الشرطة، واجتهد وتخرج، وكان حريص على تحقيق حلم والده، أن يكون ضابط شرطة مشهود له بالكفاءة والخلق.
الأم تتحدث عن ابنها بعد وفاة زوجها، بصوت ممزوج بالأسى: فرحنا جميعا لدى تخرج عمر وعمله بالأمن المركزي، وكان خوفي عليه لا يتوقف، خاصة بعد اصابته في إصبعه، وكتفه في بعض الماموريات ، لكنه كان "راجل بمعنى الكلمة" وبطلا منذ نعومة أظافره حتى استشهاده.
وعن يوم الاستشهاد تقول الأم، يومها كان قلبي حاسس بشىء ما " قلب الأم بقى" حاولت الاتصال به عدة مرات منذ الخامسة فجراً دون التمكن من الوصول اليه، وكان قلبي يحدثني بشىء ما، لكني تماسكت، وتصاعدت تكبيرات عيد الفطر المبارك، وذهبت لأداء صلاة العيد، وفوجئت بابني الثاني يقول لي أنه سيذهب لعمته "يعيد عليها"، وشعرت أن هناك أمراً ما لا يريد يخبرني به، سألته: فرد "مافيش حاجة يا ست الكل"، مع أن قلب الام لا يكذب أبدا.
تكمل الأم سرد اللحظات الاصعب في حياتها على الإطلاق، تعودت اتصفح الانترنت من هاتفي المحمول للاطمئنان على حال البلاد والأولاد، لكني اكتشفت ان الانترنت عير موجود، ولم أدري ان ابن عم ابني قطع سلك الانترنت حتى لا أعرف هذا الخبر ، لكن لم تمر سوى سويعات قليلة وعرفت بالأمر كله، وشعرت وقتها ان الحزن فالق كبدي.
عمر كان يتمنى الشهادة، فتقول الأم : كتب ابني عدة مرات على السوشيال ميديا يتمنى الاستشهاد ، حيث كتب :" لكل أجل كتاب، عيدوا انتم وأنا هستناكم هنا"، " ربما الموت يقترب منى، وأنا لا أشعر به لطفك يا الله في سكرة موتي أن تكون خاتمتي حسنة ثم الجنة".
بصوت مكلوم، تقول الأم ، كنت اتمنى أفرح به، فلم يخطب أو يتزوج بالرغم من إلحاحي عليه في هذا الأمر، وتم اقامة جنازة شعبية مهيبة له بمسقط رأسنا بالمنوفية.
عاش بطلا ومات بطلا، هكذا تحدثت الأم عن ابنها ، قائلة: شرفنا حيا وميتا، فقد سطر بطولات عديدة رغم عدم تجاوز عمره 25 سنة، وسأحتفل بعيد ميلاده الخامس والعشرين يوم 5 أغسطس المقبل ، لأني أشعر بانه معي في كل لحظة.
وحول اطلاق اسمه على دفعة الشرطة 2019، قالت والدة الشهيد عمر القاضي ، الدولة لا تنسى ابناءها و"عمر" لم يك ابني بمفردى وسيظل في ضمير ووجدان هذا الوطن، وأقول للخريجين الجدد من كلية الشرطة :" خلوا بالكم من نفسكم..وربنا يحافظ عليكم".
4
RF
مدرسة الشهيد عمر القاضي
والدة الشهيد عمر القاضي
والدة الشهيد مع بدلته