يتخطى التحول نحو السيارات ذاتية القيادة فكرة الاسترخاء وراء مقود السيارة فقط، ويتجه نحو تحول ثورى لمفاهيم التنقل الفردى وتقديم خدمات جليلة لأصحاب الهمم، لكن حدوث هذا الأمر يتطلب من صناع السيارات الالتزام بتوجيه عملية التصميم إلى استهداف جميع فئات المجتمع وهو أمر غائب حاليًا.
وربما لا يدرك صناع السيارات أن أصحاب الهمم يشكلون نسبة لا يُستهان بها من المجتمعات، إذ تصل نسبتهم فى المملكة المتحدة -مثلًا- إلى 22%، ومعظمهم غير قادرين على قيادة السيارات التقليدية، ويُضاف إليهم كبار السن المضطرين إلى التخلى عن القيادة بسبب تراجع صحتهم. ولذلك فإن التحول إلى وسائل تنقل أسهل، هو المفتاح لتمكين الناس من تحسين نوعية حياتهم؛ سواء من خلال الفرص الاقتصادية الأفضل، أو تقليل العزلة الاجتماعية أو استعادة الكرامة.
ويمثل الصعود والنزول من السيارة العقبة الأبرز لأصحاب الهمم، ولهذا تشتد الحاجة إلى وضع لمسات تصميم مدروسة؛ مثل المقابض والدرجات الجانبية، ويشكل الوصول وتثبيت أحزمة الأمان عقبة أخرى أمام صناع السيارات، ما يوجب العمل للتوصل إلى مظهر جديد وإعادة التصميم باستخدام مبادئ التصميم الشاملة لضمان سهولة استعمالها من الجميع.
ويسهل تصميم سيارات مناسبة للجميع إن تم مراعاة احتياجات السكان المتنوعة فى وقت مبكر من عملية التصميم، وهذا أمر قلما التزم به صناع السيارات، وعلى الرغم من النقاشات العميقة والموارد الكبيرة الداخلة فى تغيير التنقل الشخصى، من خلال تطوير السيارات الذاتية القيادة فلا يبدو أن التصميم الشامل جزءًا محوريًا من العملية. ويشمل هذا المنظمين الذين يحدثون معاييرهم لاستيعاب تجارب المركبات ذاتية القيادة لكن دون النظر فى كيفية إفادة ذوى الهمم من تلك التصاميم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة