كشفت دراسة حديثة أن الحياة على الأرض تشكلت بعد اصطدام مجرة درب التبانة بمجرة قزمة قريبة قبل أكثر من خمسة مليارات سنة، وقال علماء إسبان إن ولادة الشمس ترجع إلى لقاء وثيق مع مجرة رفيقة أصغر على شكل حلقة تسمى القوس.
ويشير تحليل عمر النجوم القريبة إلى أنها تشكلت بعد وقت قصير من اقتراب وثيق من مجرة القوس فى ثلاث مناسبات منفصلة على الأقل، كما إن التموجات التى سببها التصادم الكونى أطلقت سلسلة من الأحداث، أدى أحدها إلى تكوين شمسنا قبل حوالى 4.7 مليار سنة.
تستند النتائج إلى ملاحظات القمر الصناعى Gaia التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الذى تم إطلاقه فى ديسمبر 2013 لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لدرب التبانة.
قال المؤلف الرئيسى للدكتور توماس رويز لارا: "من المعروف من النماذج الحالية أن مجرة القوس سقطت فى درب التبانة ثلاث مرات - أولاً قبل حوالى خمسة أو ستة مليارات سنة، ثم قبل مليارى سنة، وأخيرًا قبل مليار سنة".
وأضاف: عندما نظرنا فى بيانات Gaia حول درب التبانة، وجدنا ثلاث فترات من زيادة تكوين النجوم التى بلغت ذروتها قبل 5.7 مليار سنة ، قبل 1.9 مليار سنة و 1 مليار سنة مضت، وهو ما يتوافق مع الوقت الذى يعتقد فيه أن القوس قد مرت من خلال درب التبانة ".
نظر الباحثون فى لمعان ومسافات وألوان النجوم فى نطاق حوالى 6500 سنة ضوئية حول الشمس وقارنوا البيانات بنماذج التطور النجمى الموجودة.
وتتكون مجرة القوس من أربع مجموعات كروية يبلغ قطرها حوالى 10000 سنة ضوئية، مقارنة بأكثر من 100،000 سنة ضوئية تشكل درب التبانة.
على الرغم من الاختلاف بين حجمى المجرات، فإن فكرة أن المجرة القزمة قد يكون لها مثل هذا التأثير منطقى، وفقًا لتوماس، إذ قال: "فى البداية كان لديك مجرة درب التبانة هادئة نسبيا، وبعد حقبة عنيفة أولية من تكوين النجوم، نجمت جزئياً عن اندماج سابق كما وصفنا فى دراسة سابقة، وصلت درب التبانة إلى حالة متوازنة تتشكل فيها النجوم بثبات، وفجأة ، لديك القوس التى سقطت وعطلت التوازن، مما تسبب فى كل الغاز والغبار الذى كان لا يزال سابقًا داخل المجرة الأكبر يتدفق حوله مثل التموجات على الماء."