نواصل مع الفكر العربى الكبير جواد على (1907 – 1987) قراءة التاريخ العربى القديم، وذلك من خلال كتابه المهم "المفصل فى تاريخ العرب" ونتوقف اليوم مع ألقاب القبائل العربية قبل الإسلام.
يقول جواد على:
لقبت بعض القبائل بألقاب، فقد قيل مازن غسان أرباب الملوك، وحمير أرباب العرب، وكندة كندة الملوك، ومذحج الطعان، وهمدان أحلاس الخيل، والأزد أسد البأس، والذهلان: أحدهما ذهل شيبان بن ثعلبة ويشكر، والآخر ضبيعة وذهل بن ثعلبة، واللهزمتان: إحداهما عجل وتيم اللات، والأخرى قيس بن ثعلبة وعنزة، وكلهم من بكر بن وائل، إلا عنزة بن ربيعة.
وبعض هذه الألقاب حسنة جميلة، وبعضها ألقاب تشير إلى قوة وبأس وشدة، وبعض منها مقبول لا بأس به، وهى ألقاب كانت القبائل الملقبة بها تفاخر وتتباهى بها، أو تقبلها ولا ترى فيها أى بأس.
وهى على العموم إما أن تكون قد نبعت من القبيلة، كأن ينعت سيد قبيلة قبيلته بنعت، فتتمسك به، أو أن ينعتها بذلك شاعر منها أو شاعر من قبيلة أخرى، فيذهب هذا النعت بين الناس، ويصير سمة للقبيلة.
غير أن فى الألقاب بعضًا آخر يشير إلى استصغار شأن القبيلة التى نعتت به، مثل "القين"، و"الأجارب"، و"الأقارع"، و"قراد"، وما شاكل ذلك من ألقاب تحولت إلى مسميات، أى: تحول اللقب فصار اسم علم.
وهى نعوت يظهر أن مصدرها شعر الهجاء والقبائل المعادية المتنابزة بالألقاب، وقد شاعت وثبتت، لأنها أثرت فى القبائل المهجوة وآلمتها، فتمسك قائلوها بها، وشاعت بين الناس حتى نسى سبب قولها، وصارت اسم علم للقبيلة، ولم ير من جاء بعد ذلك بأسًا من الانتماء إلى القبيلة المنبوذة به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة