ثورة التكنولوجيا غيرت المجتمعات وقديماً كانت بالقرية هاتف واحد بمنزل العمدة وحالياً كل منزل به 4 و5 هواتف
رغم دخولنا عام 2020 إلا أن منصب "العمدة" فى قرى ونجوع محافظات مصر لا يزال فى حيز إهتمام الجميع من كبار العائلات بالقرى المختلفة وخصوصاً فى الصعيد، فالعمودية كانت تعنى القوة والهيبة والغلبة والسيطرة للعائلة على باقى عائلات القرى قديماً، ولكن حالياً العمودية أصبحت مختلفة تماماً وتغيرت أغلب قواعد ومعايير اختيار العمدة من قبل الحكومة، بجانب تغير طريقة عمل العمدة فى 2020 بعد ثورة التكنولوجيا والمعلومات، حيث يتم رصد المشكلات والشكاوى بلجان شبابية عبر الإنترنت، وكذلك يتم العمل فى قياس حيازات الأراضى والقصب بتقنية (GPS) لتوفيرالوقت والجهد والإستفادة من الثورة المعلوماتية حول العالم.
وفى هذا الصدد التقى "اليوم السابع" بالعمدة طلعت محمد عبد الفتاح النابى عمدة ترعه ناصر التابع مجلس قروي كومير فى مدينة إسنا جنوب الأقصر، بعد تلقيه نبأ حصوله على المقعد لتستمر عائلة النابى فى منصب العمودية بالقرية لحوالى 140 سنة، وفى البداية تحدث عن الشروط الواجب توافرها فى العمدة قديماً والشروط الحالية، فقال العمدة: قديماً كانت تكفى الحيازة الزراعية التى تكون أكثر من 10 فدان وغير ذلك لا يوجد، فقد كان العمدة لا يجيد القراءة والكتابة وبصمجى ولكن له كلمة مسموعة فى المجلس بين الأهالى، ولكن حالياً يجب أن يكون العمدة حاصل على مؤهل حتى يكون مقبول وعنده نصاب مالى أكثر من 5 أفدنة أو موظف ويتقاضى راتب أكثر من 1500 جنيه، وبالنسبة للقبول الجماهيرى والقدرة على حل المشاكل والجلوس مع الشباب كانت متوفرة زمان، ولكن العمدة الحديث حالياً يجب أن يسعى لها ويجمع الشباب حوله ويتواصل معهم على الأرض وعبر وسائل وشبكات التواصل الإجتماعى ويتلقى شكواهم أولاً بأول، حتى ينهض بمنظومة العمل ببلدته خلال فترة العمودية، ويشكل لجان من الرجال ومن المرأة حتى تكون السيدات موجودة فى لجان التوفيق المختلفة.
وأضاف العمدة طلعت النابى لـ"اليوم السابع"، أن اللجنة يكون مشكل فيها العمدة رئيساً للجنة، و2 أو 3 مشايخ بلد، ومعهم المأذون الذى يكون حاضر لكل عقود الزواج وعنده فكرة عن جميع المتزوجين والمطلقين في البلد ومن أل إليه الميراث وغيرها من التفاصيل، وذلك لإكتمال المنظومة، والعمدة حالياً يجب أن يكون معه أكثر من لجنة منها لجنة تجارية ولجنة شبابية ولجنة نسائية، والجميع يتابعون الوضع على أرض الواقع وعلى صفحات المواطنين ويرصدون شكواهم ومطالبهم أولاً باول للتدخل الفورى والمساهمة فى حلها.
ويؤكد عمدة قرية ترعة ناصر بمدينة إسنا، أن منصب العمدة اختلف على مر العصور، حيث أن العمدة قديماً كان أب لكل البلد والجميع كان يستشيره فى الكبيرة والصغيرة حتى فى الزواج كان يجب أن يوقع العمدة على الزواج حتى تتم الزيجة، وكان يكون عضو بلجنة الشئون الزراعية أو رئيسها، حيث أنه كان تزرع قديماً القمح والقطن والشعير بلجان من لجان الزراعة والعمدة كان يرأس تلك اللجان، كما يرأس اللجان التى تعمل على مسح الأرض وعملية الفرز لكى يوقع عليها، وكذلك فى حصر التركة لأى يتيم أو قاصر والده توفى يجب أن يكون العمدة من ضمن اللجنة التى توزع الميراث والتركة، أما حالياً فلا يوجد هذا الكلام نهائياً فالشأن الرئيسي فى تلك الأمور يعود للمحاكم.
وعن فوائد التكنولوجيا والتطور الإلكترونى فى العصر الحالى فى خدمة العمدة، يقول طلعت النابى عمدة ترعة ناصر فى تصريحاته، أن العمدة حالياً أفضل من العمدة قديماً فى عملية التطور وعملية الإحداثيات ومقاسات الأراضى بالكمبيوتر والهاتف المحمول و"gps" لقياس الأرض والقصب وغيرها من أمور العمودية، فالعمدة حالياً عبر تقنية الـ(GPS) يستطيع قياس أرض فى بلدة بعيدة عن مكان تواجده، ولكن قديماً كان العمدة يخرج بنفسه ويشكل لجنة لكى تقيس القصب والأرض باليد، فالتطور التكنولوجى يأتى فى صالح العمدة ويوفر عليه عامل الوقت والجهد حالياً.
ويوضح العمدة طلعت محمد عبد الفتاح النابى عمدة ترعه ناصر التابع مجلس قروي كومير فى مدينة إسنا، أنه يتم إختيار العمدة عبر عدة معايير وخصائص شخصية منها:-
(حسن السير والسلوك – عنده نصاب مالى – محبوب من البلد – عنده مكان للسلاح – لديه دوار لإستقبال لجان الصلح).
والعمدة يكون مختار من الحكومة بمعايير معينة حالياً، وأغلبها لم تكن موجودة فى العمودية قديماً، قائلاً: "لو كان العمدة يتم إختياره بالتزكية كانت وفرت الدولة على نفسها فتح باب الترشيخ وإختارت العمدة من تلقاء نفسها، فقديماً كان بالإنتخاب وبعدها بالتعيين، وأيام الملك كان عضو مجلس النواب له الهيمنة على إختيار العمد بالقرى، فكان يختار رجاله عمد للقرى على هواه الشخصي".
وشدد عمدة قرية ترعة ناصر بمدينة إسنا، على أنه حالياً تغير الفكر فى إختيار العمدة فيجب توافر معايير نفسية حيث يكون لديه إستعدادا نفسي ليكون عمدة، وحتى يصبح الشخص عمدة يمر عبر عدة مراحل، منها مرحلة الإعداد ومرحلة التطوير ومراحل نفسية ومراحل تدريبية، حيث أنه تدرب فى ظل عمه العمدة عبد الرحيم 4 سنوات وبعده إبن عمه العمدة صبرى وحالياً أصبح عمده بعده، فكان يتدرب جيداً على كل أمور العمودية منذ فترة طويلة ليكون مؤهل نفسياً لذلك الأمر الهام لخدمة أبناء بلدته بالصورة التى تليق بأبناء عائلته.
ولدى ترشحه للعمودية قدم طلعت محمد عبد الفتاح النابى عمدة ترعه ناصر التابع مجلس قروي كومير، 4 ملفات أولها الملف الأمنى حيث أن بلده بلد حدودية ولديه 4 مداخل من جهة محافظة أسوان، فالمدخل الرئيسي يطل على مدينة السباعية بأسوان ويوجد نقطة شرطة حدودية عليها، والمدخل الثانى هو مدخل السكة الحديد بطريق القصب، والمدخل الثالث طريق المقابر وهو طريق السلطان، وكذلك يوجد ملف سكة حديد صغير على مشروع ساحل ترعة كومير وهو ساحل جنابية كومير، والمدخل الأخير هو طريق نهر النيل وهو الجانب الشرقى لمشروع ساحل كومير، وهم 4 مداخل يشكلون خطوة أمنية على قرية ترعة ناصر، وبفضل الله هم مستحوذين على الموقف وقادرين على توفير الأمن والآمان من ناحية الخدمة بالغفر فلديهم 23 بندقية و12 غفير يخدمون بالقرية وتلك المداخل، منهم 2 في كنيسة العضايمة بكومير و2 يتوجهون لإسنا، و8 آخرين منهم واحد نبطشى وشيخ الغفر لا ينزل خدمة ومسئول التنفيذ لا ينزل خدمة، فالذين يعمل بهم داخل القرية 4 غفر لحفظ الأمن داخلها، مطالبا وزارة الداخلية بتعيين بعض الغفر المتقدمين من نفس البلد حتى يتثنى لهم تدارك الموقف الأمنى للسيطرة على الوضع خلال الفترة المقبلة من خلال الأسلحة الزيادة التى توجد لديهم فى السلاحليك الخاص بالقرية.
وفى جانب حل المشاكل يقول العمدة طلعت النابى، أن العمدة كان يجلس ويتلقى الشكاوى من كبار العائلات فقد كان بالقرية 11 عائلة ومن كل عائلة واحد يشتركون معا في تكوين "المجلس العرفى"، وحاليا اسمهم "لجان التوفيق"، ويجب أن تكون اللجنة مسجلة فالقاضى العرفى مثله مثل قاضى المحكمة، وكان قديماً مجلس لجان عرفية لكل بلد، ولكن حالياً تغير الوضع فأصبح يوجد مجلس لكل عائلة، ويتجمعون بدوار العمدة عبر المجلس العرفى الموحد، وكان قديماً الجميع يرضى بحكم المجالس العرفية، وحالياً أغلب الناس لا ترضى بقراراتهم.
وعن الوعى الصحى طالب العمدة طلعت النابى، الجهات العليا والجهات التنفيذية بتدريس مادة الوعى الصحى من الصف السادس الإبتدائي، لكي يتأهل الجميع لمكافحة الأمراض ومنها "فيروس كورونا"، وذلك لدعم الثقافة الصحية بين الأطفال والكبار والمواطنين، مؤكداً على أنه تم تجهيز ملف لعقد دورات تثقيفية برفقة شيخ البلد يقودها رجال وسيدات لكي يتم توعية المواطنين بكيفية التعايش مع فيروس كورونا خلال الفترة المقبلة بالإجراءات الإحترازية والوقائية التى تحمى الجميع من الإصابة أو العدوى فى القرى والنجوع.
أما عن تاريخ عائلتهم فى العمودية، فيقول العمدة طلعت النابى، أن عائلته تتوارث العمودية منذ عام 1923، بداية بشيخ المشايخ العمدة حسين النابى، وبعده محمد سلمان النابى، وبعد العمدة إبراهيم فرج النابى، وبعده العمدة حسن خليل النابى، وبعده العمدة عثمان النابى، وبعده العمدة بدوى عثمان النابى، والعمدة عبد الرحيم بدوى عثمان النابى، وبعده العمدة عبد الإله عبد الرحيم بدوى عثمان النابى، وبعده العمدة طلعت محمد عبد الرحمن النابى، أما قبل عام 1923 وقبل إنشاء لقب العمدة كان يوجد "شيخ المشايخ" معناها مجموعة مشايخ بالبلد وهو شيخ عليهم وعلى البلد كلها، وتقلد هذا المنصب جده المرحوم خليل النابى ومن قبله حسين النابى وقبله الجد الكبير، سلمان سليمان النابى عام 1882م، وبذلك عائلته تتواجد فى منصب العمودية منذ حوالى 140 سنة بالقرية.