فى 29 مايو من عام 1978 رحلت الملكة نازلى، زوجة الملك فؤاد وأم الملك فؤاد، وقد عاشت هذه الملكة حياة صعبة بها من التقلبات ما لم تشهده امرأة مثلها فى تاريخ مصر الحديث.ولدت الملكة نازلى فى يوم الاثنين الموافق 15 يونيه سنة 1894 ، فى قصر أبيها فى الإسكندرية فى ضاحية سان استيفانو ، وكان هذا القصر مجاورا لقصر محمد باشا سعيد، رئيس الوزراء الأسبق ، وكان والدها عبد الرحيم باشا صبرى وزيرا للزراعة، وكان يتنقل بين القاهرة والإسكندرية.
والدتها هى كريمة محمد شريف باشا، الذى يرجع نسبه إلى الأشراف، وجدها لأمها سليمان باشا الفرنساوى الذى جاء لمصر مع الحملة الفرنسية واعتنق الإسلام وأصبح قائد ومدرب الجيش المصرى، وواصل مهمته حتى عصر سعيد باشا (1854 – 1863م) وانخرط فى المجتمع المصرى ، ثم تزوجت إحدى بناته بمحمد شريف باشا (ابو الدستور المصرى) فأنجب منها فتاة تزوجت من عبد الرحيم صبرى باشا ( وزير الزراعة) فى ذلك الوقت ، وانجبا ( نازلى ) التى تزوجت فيما بعد من الملك فؤاد .
وقد أنجبت من الملك فؤاد خمسة أبناء هم : الملك فاروق ، الأميرة فوزية الأميرة فائزة ، الأميرة فائقة ثم الأميرة فتحية .
وكان الملك فؤاد الأول يكبر الملكة نازلى بـ 20 عاما، لهذا ربما كان شديد الغيرة عليها يخفيها داخل جدران القصر ويعين الجواسيس لمراقبتها دائما ، بل وخرجت شائعات تفيد أنه كان كثيرا ما يعذبها ، وعندما توفى الملك فؤاد فى إبريل من عام 1936 شعرت نازلى بالحرية للمرة الأولى بعد أن عاشت طويلا داخل جدران سجنها الملكى .
يقول الكتاب "نساء الملك فاروق" لـ أشرف مصطفى توفيق، الملكة نازلى عاشت فى قصر زوجها الملك فؤاد ممنوعة من الخروج أو استقبال الزائرين، أو حتى ممارسة أمومتها تجاه أبنائها، إذ لم يكن من حقها أن تراهم أكثر من ساعة فى اليوم، قضت حياتها الزوجية نائمة فى ظل زوج متسلط غيور، هانم على الخدم وحدهم، مكنونة عن البشر فى غرفة النوم، وقررت بعد وفاة فؤاد أن تنتقل نهائيا من الحرملك للسلاملك وتقول "لا"قررت ألا يمنعها شيء لا فاروق ولا الملك ولا الملكية وفى بداية عام 1937 وقبل شهور من تولية ابنها فاروق السلطة رسميا فى مصر ، ذهبت فى رحلة إلى أوروبا، خرجت فيها من الحرملك نهائيا، ولم تحتاج إلى وصيفة.