يواصل فيروس كورونا زحفه وانتشاره وهجماته على البشر، لكن مازال هناك أشخاص يمارسون حياتهم بشكل طبيعى ولا يعلمون مدى الخطورة التى يعرضون أنفسهم والآخرين لها، حيث أكد الباحثون أنه من 25 إلى 80% من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا لا يعرفون، وهذا يسمح للفيروس التاجى الجديد بالانتشار بسرعة أكبر فى جميع أنحاء المجتمع، وفقا لتقرير لموقع healthline الطبى.
ووفقا للتقرير كان هذا الاحتمال فى أوائل أبريل من مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC ، الدكتور روبرت ريدفيلد، حيث قال إن عددًا كبيرًا من الأفراد المصابين لا يزالون فى الواقع بدون أعراض، ثم بعد ذلك ببضعة أيام، أفاد باحثون فى آيسلندا أن 50% من حالات فيروسات التاجية الجديدة كورونا التى ثبتت إيجابية إصابتهم لم تظهر عليهم أى أعراض، وأجرى الاختبار شركةdeCODE ، وهى تابعة لشركة Amgen للتكنولوجيا الحيوية الأمريكية.
وفى تقرير آخر ذكر مركز السيطرة على الأمراض أن الباحثين فى سنغافورة حددوا سبع مجموعات من الحالات يكون فيها الانتقال العرضى هو التفسير الأكثر ترجيحًا لحدوث الحالات الثانوية، وتم دعم هذا التقرير بدراسة نُشرت فى منتصف أبريل خلصت إلى أن الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض هم مصدر 44% من حالات كوفيد 19 المشخصة، بالإضافة إلى ذلك أفادت دراسة نُشرت فى نفس الوقت أن الأشخاص قد يكونون أكثر عدوى خلال الفترة قبل ظهور الأعراض عليهم، وأشارت دراستان نشرتا فى أواخر مايو إلى أن نسبة عالية من الأشخاص الذين يعانون من فيروس كورونا قد يكونون بدون أعراض.
وقال دكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية من المركز الطبى بجامعة فاندربيلت، "إنها ليست فكرة غريبة عن فيروسات الجهاز التنفسى أن يحدث الانتقال غير المقصود".
ولتوضيح مدى سرعة انتقال الفيروس بين الأشخاص الذين قد ينقلون العدوى لآخرين دون قصد، أوضح الدكتور جيمس هيلدريت، الرئيس والمدير التنفيذى لكلية طب مهارى وخبير الأمراض المعدية، أن الحصبة هى واحدة من أكثر الفيروسات المعدية التى عرفناها على الإطلاق، وبالمقارنة مع فيروس كورونا تبين أن كل شخص مصاب بالفيروس لديه القدرة على نشره إلى أربعة أشخاص آخرين فى مجموعة سكنه، مشيرا إلى أن هذا الفيروس التاجى الجديد الذى بدأ فى ديسمبر فى سوق فى ووهان بالصين أصاب 1.4 مليون شخص فى 4 أشهر.
فيما أكدت دراسة أن المرضى الذين لا يظهرون أعراض إصابتهم بفيروس كورونا لديهم حمولة فيروسية عالية يمكن أن تلوث البيئات، وتنقل العدوى إلى من حولهم بسهولة، وأظهرت الدراسة التى نشرت فى مجلة "الأمراض الوبائية الناشئة" رصد وجود فيروس كورونا على أسطح مختلفة فى غرفتى فندق عزل فيهما طالبان صينيان قبل تشخيص إصابتهما بالمرض.
وأكد الخبراء أن ارتداء الكمامة والالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعى والخطوات الوقائية الأخرى هل الحل الأمثل للحماية من التقاط عدوى كورونا عند الاختلاط بأشخاص يحملون العدوى ولم تظهر عليهم الأعراض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة