مع تفشى فيروس كورونا المستجد، المسبب للإصابة بمرض"كوفيد-19"، نصحت منظمة الصحة العالمية الناس فى جميع دول العالم بتطبيق سياسة "التباعد الاجتماعى" وطالبت الدول بتنفيذها، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار ألفيروس القاتل.
يتضمن مفهوم "التباعد الاجتماعى" الابتعاد عن التجمعات البشرية بشكل عام، كالعمل من المنزل إذا أمكن ذلك، والابتعاد التام عن أماكن الاكتظاظ بالناس مثل المواصلات العامة والحفلات والمقاهى والمطاعم والمدارس وغيرها من أماكن الخدمات العامة.
"كورونا" فرض علينا التباعد الاجتماعى وحرم علينا التجمعات وطبق علينا المسافة الاجتماعية، وهى ربما عرف قديم، عرفته الأوساط الارستقراطية قديما، وكان تطبيقه ينم احترام الشخص لقواعد الذوق والطبقة، ولم يكن له أى علاقة بالعزل المنزلة أو الحجر الصحى، وبحسب إيناف رابينوفيتش فوكس الأكاديمية بجامعة ريزيرف الأميركية، وارتدت النساء فى منتصف القرن التاسع عشر "الغرينول" أو التنورة الضخمة كزى عصرى لإنشاء حاجز بين الجنسين فى المناسبات الاجتماعية.
لوحة توضح استخدام الأزياء فى تطبيق اتيكيت التباعد الاجتماعى
وأوضحت الباحثة الأمريكية أنه فى القرن 19 كان الحفاظ على مسافة فاصلة -تشبه المسافة الاجتماعية التى ينصح بها لتجنب العدوى بفيروس كورونا المستجد- تقليداً أوروبياً خاصة بين الجنسين والطبقات والأعراق، وكانت التقاليد تتطلب الالتزام بها فى التجمعات الاجتماعية والحياة العامة.
ووفقا لمقال فوكس فى موقع كونفيرزيشن، فأن استخدام الأزياء كزى لإنشاء حاجز تباعد جسدى فى المناسبات، ترجع أصوله للبلاط الملكى الإسبانى فى القرن 15 قبل أن تتحول هذه التنانير الضخمة لعلامة على الطبقة العالية والذوق الرفيع فى القرن 18، إذ ارتدتها فقط النساء اللاتى تمتعن بامتيازات كافية لتجنب الأعمال المنزلية، وكن يعشن فى منازل أو قصور بمساحة كافية لتتمكن من الحركة بشكل مريح من غرفة لأخرى مع خادمة للمساعدة على ارتدائه، وكان كبر حجم التنورة يعكس الرقى الاجتماعي.