يقدم قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صورة مختلفة لله عبر عظاته المختلفة، فهو لا يرى فى الله إلا الإله العطوف الحنون المحب للبشر القادر على الغفران بينما يرفض صورة الله الغاضب الذى ينتقم من عباده بل ويعتبر أن وباء كورونا فرصة للعودة إلى حضن الله والتمتع بعطفه وحنوه، وذلك فى سلسلة حلقات قصيرة انتجها المركز الإعلامى للكنيسة القبطية.
قدم البابا تفسيرا للصلاة "أحطنا يا رب بملائكتك القديسين" فقال أن كلمة ملاك تربطنا بالسماء ، ومن ثم تلك الآية تعنى أجعل لنا ملاك فى السماء فالسماء هى هدف جميع البشر، وكلنا نشتاق للسماء ونجاهد كى يكون لنا نصيب فى السماء حتى النظر إليها يعطينا نوع من الراحة النفسية .
وأضاف قداسة البابا تواضروس: فى الريف نستطيع تأمل السماء فالله خلق الريف والإنسان صنع المدينة، فى وسط المصانع والبيوت العالية والأضواء والأنوار يحجب عنك جمال السماء فى المدن .
وأوضح قداسة البابا أن السماء هى هدف كل شخص منا وهى المرحلة القادمة بعد الحياة على الأرض، مضيفا: السماء هى ما لم تره عين وما لم تسمعه أذن وما لم يخطر على قلب بشر مثلما وصفها بولس الرسول وهو ما يعنى توصيف بليغ للغاية يرويه القديس بولس الرسول الذى صعد إلى السماء الثالثة وكتب وسجل ذلك.
واستكمل البابا مرددا: "احطنا بملائكتك القديسين" لا تنسى من يوم المعمودية يرافقك الملاك الحارس، ويقول أحد القديسين عن الملاك الحارس "إن النفوس البشرية لهى فى شرف عظيم حيث لكل منها ملاكا خاصا موكلا لحراستها منذ ولادتها، وهذا الملاك الحارس يرافقك ويمنحك طمأنينة وحماية
واعتبر قداسة البابا تواضروس أن الله غافر الإثم وصافح عن الذنب فيقول داوود النبى فى مزاميره "إن كنت للآثام راصدا فمن عندك المغفرة"، مضيفا: وعندما يصنع الإنسان خطية فإن قلب الله يتأذى لذلك وكأنك تكسر قلبه لأن الله يحبك فإذا رأيت أى طفل يصنع شرا فيكسر قلب أبيه وأمه
ورأى قداسة البابا تواضروس أن الإنسان الذى خلقه الله صار محبوبة فالخطية ليست كسر للوصية فقط بل كسر قلب الله وكأن الله ينادى متى ابنى يعود إلي؟ فالله لا يسجل مرات السقوط بل مرات الانتصار على الخطايا.
وأشار البطريرك إلى أن المسيح غفر خطايا كثيرة لزكا العشار ولص اليمين وبطرس الرسول والمفلوج والمرأة الخاطئة لذلك نقف أمام الله ونطلب منه أن يغفر لنا خطايانا الخفية والظاهرة والتى صنعناها بعلم أو بغير علم.
فيما تأمل قداسة البابا فى صورة السيد المسيح فيقول :يد المسيح الممدودة تحمل المعونة لكل إنسان كما إنها تحمل لنا الحماية فهو ينادى كل إنسان مثقل تحت أحمال الخطيئة، ويقول تعالوا إلى جميعا يا جميع المتعبين يا ثقيلى الأحمال، هذه اليد الممدودة تحمل دفء المحبة.
ويوضح البابا تواضروس: أن يسوع المسيح على الصليب يرحب بكل إنسان، يريد للجميع الإخلاص ومعرفة الحق فهو لا يتركنا ويقدم لنا المعونة والدعم والحماية.
ولفت إلى أن السيد المسيح جاء لأجل غفران الخطايا ليقدم لنا الخلاص من هذه الخطايا وهو الوحيد الذى يستطيع أن يمسح الخطايا، أى المرض الداخلى فى أعماق الإنسان وروحه ولا يستطيع أن يمسح وصمة الخطية إلا المسيح المخلص والفادى.
كما فسر قداسة البابا تواضروس الآية "أشف أمراضنا" يا الله معتبرا أن هذه الآية تشكل عقد من اللؤلؤ نرتديه كلنا كأن نقول قدس أرواحنا وطهر نياتنا وأشف أمراضنا.
وأشار البابا تواضروس إلى أن قصة المرض مع الإنسان طويلة جدا يمكن أن تقرأ عنها خلال الكتاب المقدس ونعيش حاليا قصة مرض ووباء ينتشر فى العالم كله لكن قلوبنا ترتفع ونقول أشف أمراضنا يا الله والأمراض نوعين الجسدية والروحي
رأى قداسة البابا تواضروس أن الأمراض الجسدية يسمح الله بها أحيانا بسبب ضعفات للإنسان الذى لا يراعى الاشتراطات الصحية فى حياته أما النوع الثانى فهو الأمراض الروحية بسبب الخطايا، فيما اعتبر قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن العالم يعيش ظروفًا صحية صعبة ترتفع فيها أرقام الإصابات بوباء كورونا، ولكنها فرصة للعودة إلى الله.