فتحت فنزويلا خزائن الذهب فى البلاد وتسليم أطنان منه إلى إيران مقابل البنزين فى خطوة أثارت غضب الولايات المتحدة الأمريكية بسبب خرق العقوبات المفروضة على الدولتين، مما اعتبره البيت الأبيض أنه تحدى واضح له.
وأرسلت فنزويلا 9 أطنان من الذهب أى ما يعادل 500 مليون دولار على متن طائرة اتجهت إلى طهران بداية شهر مايو الجارى، وذلك كدفعة مقابل مساعدة إيران فى إحياء مصافى البنزين المعطلة فى فنزويلا، مما أدى إلى انخفاض مفاجئ فى أراقام الاحتياطى الاجنبى فى فنزويلا، مع 6.3 مليار دولار من الأصول بالعملة الصعبة وهو أدنى مبلغ منذ ثلاثة عقود، حسبما قالت صحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية.
وأكد مسئول أمريكى كبير أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لن يتسامح مع تدخل إيران فى فنزويلا، وأوضح المسئول الذى رفض ذكر اسمه بأن الطريق الذى سيكون أمام الولايات المتحدة الآن هو العقوبات الاقتصادية، ويسعى ترامب بتضييق الخناق على إيران وفنزويلا لمنع تلك الصفقات المشبوهة، ولذلك فمن المتوقع فرض المزيد من العقوبات ضد النظام الإيرانى، وفقا لصحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.
استغلت فنزويلا الأزمة الصحية التى تمر بها من طوارئ كورونا لتسهيل صفقات مشبوهة مع إيران، وعملية إخراج سبائك ذهبية من البنك المركزى الفنزويلى، حيث إن حوالى 80 طناً من الذهب فى خزائن البنك المركزى الفنزويلى، تم تسليمهم إلى طهران بسبب إغلاق أكبر بنك فى البلاد، مثل جميع البنوك، منذ 13 مارس بسبب الحجر الصحى لفيروس كورونا.
ومع عزل العديد من موظفى البنك المركزى فى المنزل، كان نقل الذهب فى المركبات المدرعة إلى المطار غير ظاهر وتم التنفيذ من قبل أشخاص مدججين بالسلاح ومسؤولين أمنيين من الخزائن الموجودة فى وسط كراكاس، وفقا للموظفين المطلعين على الموضوع.
ناقلات ايرانية تصل فنزويلا
ووصلت ثالث سفينة ناقلة من بين خمس ناقلات إيرانية تحمل البنزين ومشتقات النفط إلى فنزويلا، فى الوقت الذى يعانى فيه البلد الكاريبى من نقص كبير فى هذه المواد، وسط قلق أمريكى بشأن العلاقات المتنامية بين الدولتين.
وتستمر الناقلة الثالثة بيتونيا إلى ميناء مصفاة إل باليتو، التى تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية 140 ألف برميل فى اليوم، وينقل الأسطول الإيرانى 1.3 مليون لتر من البنزين والمواد الأخرى لمشتقات نفطية تستخدمها شركة النفط الحكومية "بدفسا" لتعزيز صناعة النفط الفنزويلية شبه المشلولة، فى الوقت التى تنتج فيه فنزويلا 1.3 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع أن ترسو باقى السفن فى الموانئ الفنزويلية فى الأيام المقبلة، حسبما قالت صحيفة "لا خورنادا" المكسيكية.
ناقلات ايرانية تحمل البنزين إلى فنزويلا
وكانت الناقلة الأولى فورتشن قد وصلت يوم السبت ورافقتها البحرية الفنزويلية، فى حين وصلت الناقلة الثانية فوريست الاثنين، وما زال ينتظر وصول الناقلات فاكسن وكلافيل.
وكشفت وزارة النفط الشهر الماضى أن سعر النفط الخام الفنزويلى قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقدين، بأقل من 10 دولارات للبرميل. فى العام الماضى بلغ المتوسط 56.70 دولارًا.
وقال ليوناردو بونياك، الاقتصادى الفنزويلى إن الطلب الفنزويلى الآن يبلغ 50 ألف برميل من البنزين يوميا، لذا فإن الحمولة الإيرانية ستكفى فقط بين 20 إلى 30 يوما.
وأوضح أن النقص فى البنزين فى فنزويلا رفع السعر غير الرسمى إلى 4 دولارات للتر، وجعل حافز التهريب غير مجدى، كما أن جميع السكان المحيطين الذين تعتمد أعمالهم على البنزين تأثروا بشدة.
وقال تقرير نشرته صحيفة "لاراثون" الإسبانية إن هناك مصادر أكدت أن طائرة تابعة لمنطقة أروبا، جزيرة فى البحر الكاريبى، نقلت من فنزويلا 923 كيلوجرام من الذهب، واتجهت إلى مدرج سرى فى المكسيك، مشيرة إلى أن الرئيس الفنزويلى، نيكولاس مادورو، يصدر خلسة الذهب الفنزويلى من خزائن البنك المركزى الفنزويلى.
مادورو وذهب فنزويلا
وأشار التقرير إلى أنه فى أبريل 2019 استولت الحكومة الفنزويلية على ثمانية أطنان من الذهب بقيمة 335 مليون دولار، وكانت أنتجت نفس الكمية من الذهب، مشيرا إلى أن فنزويلا فقدت فى الأشهر الأخيرة 21 طناً من الذهب بقيمة 840 مليون دولار، وتم إرسال معظم الذهب إلى تركيا.
وأكد الاقتصادى جويرا أن " قضبان الذهب تباع "تحت الطاولة" دون إذن من الجمعية الوطنية الشرعية لفنزويلا، وهذه هى إحدى الطرق القليلة التى تتلقى بها الدكتاتورية الأموال، وتحافظ على سلطتها وتدفع جزءًا من ديونها الداخلية والخارجية.
ففى 2018، بدأ البنك المركزى الفنزويلى بنقل الذهب إلى تركيا بشحنة جوية من المعدن بقيمة 36 مليون دولار توجهت إلى اسطنبول، وجاء ذلك بعد أسابيع فقط من زيارة قام بها مادورو إلى تركيا، وبلغت الشحنات 900 مليون دولار على مدى العام الماضى، وفقا لبيانات حكومية تركية وتقارير تجارية.
ويبيع البنك المركزى الذهب الذى يستخرجه عمال التنقيب إلى مصاف تركية، وتذهب العوائد إلى بنك التنمية الحكومى الفنزويلى بانديس الذى يستخدمها لشراء سلع استهلاكية تركية، وتشير البيانات الرسمية إلى أنه تم تصدير ذهب بمبلغ 2.773 مليون دولار، منها 1.205 مليون دولار، تم توجيه معظمها إلى تركيا بمبلغ 7.683 مليون دولار.
وأوضح التقرير أن فنزويلا لديها احتياطات من الموارد القيمة للغاية مثل الذهب والماس والنيكل، وكذلك احتياطات الكولتان واليورانيوم، ولكن المنظمة الغير حكومية ركزت على تعدين الذهب، الذى يتركز فى الولايات الجنوبية لفنزويلا وخاصة فى بوليفار، حيث أن هناك كميات كبيرة من الذهب يتم إخراجها من البلاد عبر التهريب.
ويعمل النظامان اللذان عرضا شعبيهما للعقوبات بسبب سياساتهما العدائية، بشكل أوثق خلال السنوات الأخيرة، فى محاولة للصمود فى وجه العقوبات الأمريكية وانهيار أسعار النفط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة