أنا لا أعرف اسم اللوحة، لكننى أطلقت عليها اسم "المزاج" حسب الحالة التى وصلتنى من تأملها، ولا أعرف بالضبط إن كان يحق لى ذلك أم لا؟ وهذه اللوحة أبدعها الفنان "كارل هاج" فى عام 1893، ويمكن قراءتها بشكل جيد من زاوية "الاستشراق".
نعم إن اللوحة التى أمامنا نموذج للرؤية الاستشراقية، فى أكثر من جانب، بداية من الشخص، لا أقول أسمر البشرة، لكنه أسودها، وهذه هى الصورة المتخيلة لدى الغربيين عن كل أهل الشرق، فلون البشرة الداكن، من وجهة نظرهم يجمع بين كل سكان قارة أفريقيا.
الأمر الثانى الدال على النظرة الاستشراقية فى اللوحة، أن يكون السلاح جزءا من الشخصية، ونحن نرى بوضوح، كيف يعلق الرجل مسدسين على صدره، بما يدل على أنه جندى، أو قيادة ما، لكن بالمجمل كما ذكرنا هو جزء من النظرة الغربية للشرق.
الأمر الثالث، المتعلق بالاستشراق، هو مدى الاستمتاع بالحياة الذى يعتقده الغربيون عن أهل الشرق، ويقصدون دائما المتعة الحسية، سواء كان الأمر متعلقا بالمرأة، أو حتى بالماديات المحيطة به، مثل التدخين أو شرب القهوة، كما نرى الرجل فى اللوحة يدخن النرجيلة وفى يده فنجان قهوة.
هذه النظرة الاستشراقية لم تتغير أبدا، حتى بعدما جاء الباحثون والفنانون إلى الشرق ورأوه وجها لوجه، فقد كان معظمهم يبحث في علمه أو فى فنه ولوحاته عما يؤكد رؤيته المسبقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة