سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 31 مايو 1968.. مسرح «قصر الرياضة» يزدان بمائة ألف وردة فى الحفل الأول لأم كلثوم فى تونس والرئيس بورقيبة وزوجته يتقدمان الجماهير

الأحد، 31 مايو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 31 مايو 1968.. مسرح «قصر الرياضة» يزدان بمائة ألف وردة فى الحفل الأول لأم كلثوم فى تونس والرئيس بورقيبة وزوجته يتقدمان الجماهير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحيط مسرح «قصر الرياضة» فى منطقة «المنزة» فى تونس بـ«100 ألف وردة»، وفى الساعة التاسعة مساء يوم 31 مايو، مثل هذا اليوم، عام 1968 رفع الستار عن سيدة الغناء العربى أم كلثوم، فاهتزت القاعة بتصفيق 5 آلاف جاءوا من كل مكان فى تونس، وبلاد عربية أخرى لحضور أول حفلة لها فى تونس، وكان يتقدمهم الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة وزوجته السيدة وسيلة، بالإضافة إلى الوزراء والمسؤولين.
 
كانت أم كلثوم تواصل دورها من أجل المجهود الحربى، والذى بدأته بعد نكسة 5 يونيو 1967 بحفلات فى تونس والمغرب والكويت ولبنان وأبو ظبى والسودان وليبيا وفرنسا ولم تنفذ برنامجها بإحياء 4 حفلات فى موسكو وعادت من هناك بسبب وفاة جمال عبد الناصر يوم 28 سبتمبر 1970.
 
كان الاهتمام التونسى بزيارتها شعبيا ورسميا معا، فعلى الصعيد الرسمى جاءت الزيارة بمجهود من أجهزة الدولة وبمبادرة من الرئيس بورقيبة والسيدة قرينته، ولهذا اتخذت طابعا رسميا كما يتم مع الملوك والرؤساء، ووفقا لتغطية خاصة من مجلة «الكواكب» الصادرة فى نفس أسبوع الزيارة، فإن الرئيس بورقيبة استقبلها فى قصر الرئاسة بقرطاج، وكرمها بوسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وقام بدعوتها إلى مأدبة غذاء حضرتها زوجته «وسيلة» ومسؤولون، وبلغ الاحتفاء مبلغه فى يوم 2 يونيو بإزاحتها الستار عن اللوحة البيانية للشارع الذى يحمل اسمها فى قلب العاصمة التونسية، وعبرت هى عن سعادتها بهذه المبادرة قائلة: «لا غرابة فى هذا فتونس الخضراء ستبقى ذات أسبقية فى تكريم الفن والفنانين وفى احتضان الإبداع والمبدعين».
 
كان الشاذلى القليبى وزيرا للثقافة فى تونس وقت هذه الزيارة، وقام بعمل مأدبة يوم 8 يونيو بقرطاج حضرته «وسيلة بورقيبة» والمسئولون والمثقفون ونجوم المجتمع والإعلام، وتبارى الحاضرون فى تقديم الكلمات وقصائد الشعر احتفالا بالضيفة الكبيرة، وتجاوبت مع إلقاء قصيدة «صلوات فى هيكل الحب» للشاعر «أبو القاسم الشابي»، وحين سئلت عما إذا كانت تنوى الغناء من شعره، قالت: «يسعدنى بحق».
 
أما على الصعيد الشعبى ووفقا لمجلة الكواكب، نظم «الاتحاد الوطنى النسائى مأدبة غذاء على شرفها، وسارت فى شوارع تونس بعد أن أدت الصلاة فى مسجد الزيتونة، وحضرت فيه الاحتفال بالمولد النبوى الشريف».
 
وقبل حفلتها الأولى بيوم واحد وتحديدا فى يوم الخميس «30 مايو»، كتبت وكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية: «ليس حب الجمهور الكبير فى تونس لفن أم كلثوم وليد اليوم، حيث إننا وإن كنا نشاهد اليوم معظم التونسيين من فنانين وأدباء ورجال فكر وجماهير شعبية، يتابع بلهفة دائمة أغانيها الجديدة، فإن هذا لا يمنع من أن فن أم كلثوم القديم من أغان وأدوار ومواويل كان ولا يزال له محبون الشغوفون بسماعه فى بلادنا، ذلك أن كل ما تغنت به هذه المطربة العبقرية خلال هذه الحقبة الطويلة من الزمن، هو من خيرة ما جاءت به قرائح أساتذة الفن العربى فى المشرق».
 
وفى نفس اليوم «30 مايو» عبرت عن مشاعرها الخاصة نحو تونس، قائلة للتليفزيون التونسى: «شعورى وأنا أزور تونس هو شعور المحب وجد حبيبه بعد طول غياب، لقد غمرتمونى بالحب والزهور، فأنا لا أجد فرقا بين وطنى مصر ووطنى تونس الخضراء، أنا سعيدة بكل هذه الأجواء، سعيدة باللقاء الشعبى العظيم وسأسعد أكثر عندما سأقف مغنية للجماهير التونسية».
 
تؤكد «الكواكب» أن أسعار التذاكر للحفلتين بين 20 و50 دينارا ووصلت إلى مائة دينار فى السوق السوداء، وبلغ إيراد الحفلتين مائة ألف دينار، وفى حفلة 31 مايو قدمت «فكرونى» كلمات عبد الوهاب محمد وألحان محمد عبد الوهاب، وفى الوصلة الثانية غنت «الأطلال» كلمات إبراهيم ناجى وألحان رياض السنباطي، وتألقت فى الأغنيتين حد أنها أعادت مقطع «هل رأى الحب سكارى مثلنا «فى قصيدة الأطلال 26 مرة» استجابة لإشارة من يد «بورقيبة»، أما فى الحفلة الثانية يوم 3 يونيو فقدمت فيها «إنت عمرى» كلمات أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبد الوهاب و«الأطلال».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة