كان الإنسان القديم دائم البحث عن مكان يستطيع من خلاله العيش وإيجاد الطعام والماء، لكنه فى الوقت نفسه كان ساعيا لصناعة الرفاهية، لذا تمكن من تشكيل بعض الألعاب التى يمارسها الناس فى الوقت الحالى، منها لعبة الشطرنج ولعبة الطاولة، كما أنه تمكن من الابتكار فى الألعاب الرياضية لكن بصورة وحشية منها الكرة والملاكمة:
العنف فى لعبة الكرة الأمريكية
لعبة "الكرة الأمريكية الوسطى" أقدم رياضة جماعية معروفة فى العالم، مارستها ثقافات ما قبل كولومبوس القديمة فى أمريكا الوسطى، ولعبت قبل إنشاء الألعاب الأولمبية اليونانية الأولى، ويعرف عن اللعبة أنها سريعة ووحشية فى كثير من الأحيان مرتبطة بالطقوس الدينية، وغالبًا ما يفقد المتسابقون حياتهم، فمنذ العصور القديمة وحتى الفتح الإسبانى فى القرن السادس عشر، لم تكن الرياضة مجرد لعبة بل كانت جزءًا رئيسيًا من ثقافة أمريكا الوسطى التى لعبتها حضارات أولميك ومايا وأزتيك.
وبالنسبة لشعب المايا، كانت تعرف باسم Pok a Tok، أما الأزتيك فتعرف Tlachtli، واليوم يطلق عليها العلماء لعبة الكرة الأمريكية الوسطى، وصلت فيها الحركة إلى مستويات لا يمكن تصورها من العنف حتى بمعايير اليوم، كانت الإصابات الخطيرة شائعة حيث يتجه اللاعبون إلى الملاعب الحجرية للحفاظ على الكرة في اللعب وينهيون اللعبة بالدماء والكدمات، عندما تصطدم الحركة عالية السرعة بالكرة الطائرة الثقيلة باللاعب، فقد يتسبب ذلك في حدوث نزيف داخلي في مناطق الجسم غير المحمية وتصل إلى الموت في بعض الأحيان، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.، ويعتقد أنه امتد جنوبًا حتى باراجواي، أقرب ملعب كرة قدم في أمريكا الوسطى هو باسو دي لا أمادا في المكسيك، والذي يرجع تاريخه إلى الكربون المشع إلى حوالى 3600 عام، وهذا يضعها تاريخيًا بين ثقافتى Mokaya و Olmec وبعد بضع مئات من السنين فقط من استقرار الصيادين الأوائل في مجتمعات سكنية مستقرة.
القواعد الدقيقة للعبة غير معروفة حيث إن الأدلة المتاحة مستمدة من التفسيرات المصنوعة من التماثيل والفنون وملاعب الكرة والرموز، وتشير بعض التفسيرات إلى أن اللاعبين انتشروا على طول الملعب وتم تمرير الكرة بمعدل سريع، يبدو أن الفرق تختلف فى الحجم من لاعبين إلى ستة لاعبين، وكان الهدف هو إصابة كرة مطاطية صلبة عبر خط، وفى وقت لاحق، أضافت ثقافة المايا أطواق أو حلقات حجرية فى وسط الملعب على كلا الجانبين، عندما تمكن اللاعب من الحصول على كرة من خلال حلقة، كان ذلك عادة ما أنهى اللعبة.
الملاكمة الوحشية
تعرف ممارسة رياضة الملاكمة فى اليونان القديمة بعملية القتال فهى تمثل إحدى الرياضيات الصعبة للغاية، وتعد أكثر وحشية من الملاكمة المحترفة التى نعرفها في عالمنا اليوم، وهناك اكتشافات أثرية تظهر أن اليونانيين القدماء عقدوا مباريات ملاكمة فى وقت مبكر فى الفترتين المينوية والميسينية، وهناك العديد من الأساطير حول أصول الملاكمة فى اليونان، وتقول إحدى أكثر القصص غرابة أن الحاكم البطولي ثيسيوس اخترع شكلًا من أشكال الملاكمة، حيث جلس رجلان وجهاً لوجه وضرب بعضهما البعض بقبضتيهما حتى قتل أحدهما.
ومع مرور الوقت، بدأ الملاكمون فى القتال في وضع الوقوف، كما نراهم كثيرًا في الفخار اليوناني القديم، قواعد الملاكمة في اليونان القديمة كانت قاسية، لم يتم تطبيق قواعدها التى نعرفها الآن، ولم تكن هناك فئات وزن، ولا جولات بفواصل متوسطة، ولا نقاط ، ولا فوز أو هزيمة على النقاط، ولا انقطاع عندما يبدأ الرياضيون فى النزيف، وبالطبع لم تكن هناك أي قفازات، وفرض القضاة القواعد بضرب المجرمين بمفتاح، وكان الفائز ببساطة هو الملاكم الذي ضرب خصمه أو أجبره على مغادرة المباراة، وفي حالة وجود مباراة طويلة بشكل خاص، بدون فائز واضح، يتم تطبيق قاعدة "المقياس" الوحشي ، بموافقة كلا الخصمين.
وكان المقياس يمثل ركلات الترجيح الحديثة في كرة القدم، حيث إن كل خصم يقف ساكنًا تمامًا ويتلقى لكمة على وجهه، دون اتخاذ أى خطوة على الإطلاق لتجنبها، وتم تحديد ترتيب هذه الضربات بالقرعة وكان الفائز هو الذي سيبقى واقفاً، وكانت هناك حالات قتل فيها الملاكمون خلال "الميزان" بعد تلقيهم لكمة قاتلة.
ونظرًا لعدم وجود قفازات، كانت الوسيلة الوحيدة للحماية هي الأشرطة الجلدية التى لف الرياضيون بأصابعهم ومعصميهم لجعل مفاصلهم أكثر استقرارًا - وليس لتقليل قوة الضربات على الخصم، ومن الواضح أن الفوز في هذه الرياضة الوحشية يتطلب احتياطيات هائلة من القوة البدنية، وحتى العقلية، لذلك، فإن الملاكمين العظماء القلائل الذين سُجلت أسماؤهم فى التاريخ يقدسون كأبطال خارقين.
لعبة الدمية
اكتشف فريق بحث علمى فى روسيا، دمية تعود إلى زمن ما قبل التاريخ، وذلك فى سيبيريا، وبالتحديد فى قبر طفل صغير، الدمية التى تميز بأن لها عينين، وأنها تعود تحديدًا للزمن البورنزى، لم تكن وحيدة حيث تم أيضًا، العثور على ألعاب أخرى منها رأس حيوان يشبه التنين الأسطورى، إضافة إلى قطع أثرية، وجاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "ديلى ميل البريطانى".
وهذه المجموعة من الاكتشافات تمت إضافتها إلى ما وصف بأنه "أقدم مجموعة ألعاب فى العالم" وذلك بعد سلسلة من اكتشافات الألعاب التى يبلغ عمرها 4500 سنة والتى تم العثور عليها فى منطقة "خاكاسيا النائية"، وقال عالم الآثار الدكتور أندرى بولياكوف، من معهد تاريخ الثقافة المادية فى سان بطرسبرج، إن الدمية محتفظة بملامح الوجه"، بما فى ذلك الحاجبين وعظام الخد، مضيفًا أن هناك ثمانية من التماثيل المنحوتة على شكل وجوه البشر والطيور والخنازير كانت تقع على صدر الرضيع القديم فى قبره.
العاب الاطفال
لعبة الشطرنج
اكتشف علماء آثار روسيون لعبة من القرون الوسطى فى غرفة سرية مخبأة تحت قلعة روسية تعود لـ القرن الثالث عشر، ومن المرجح أن تكون اللعبة التى تم تقسيمها إلى قطع من الطين القديم نسخة من لعبة موريس التسعة للرجال وهى لعبة استراتيجية تقوم على أساس أن اللاعبين يخوضون معركة، وأوضح الخبراء أنه يعتقد أن اللعبة تشبه لعبة الداما، وكانت موجودة منذ قرون وكانت شائعة فى الإمبراطورية الرومانية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "ديلى ميل البريطانى".
وأشار علماء الآثار، إلى أن هذه اللعبة المكتشفة حديثا تعد من ضمن الاكتشافات الأكثر إثارة للفضول حتى الآن، ولذلك يواصلون أعمال التنقيب فى قلعة فيبورج، والقلعة بنيت على جزيرة صغيرة فى خليج فيبورج، يعود تاريخها إلى عام 1293، تقع بالقرب من الحدود الروسية الفنلندية، وهى حاليا تخضع للسيطرة الروسية، وتشير السجلات التى يعود تاريخها إلى منتصف القرن السادس عشر إلى "منزل سرى" يحتوى على درج يؤدى إلى الشاطئ، وكشف الباحثون فى الشهر الماضى عن غرفة تحت الأرض ظلت مخفية لعدة قرون، أثناء البحث داخل الحجرة اكتشف علماء الآثار طوب طينى واكتشف فيما بعد أنها لعبة قديمة.
لعبة الطاولة
اكتشف علماء الآثار، مجموعة نادرة من قطع ألعاب العصر الحديدى الرومانى مدفونة فى مقبرة تقع غرب النرويج، بعدما قام المتحف الجامعى لعلماء الآثار فى بيرجن بالتنقيب فى الموقع المطل على مضيق الفيرستراومين، وهى منطقة معروفة بتلال الدفن.
واكتشف الفريق أن المقبرة وما بداخلها احترق بالنار قبل وقت سابق، وتضم المقبرة ثلاثة أوانٍ خزفية، ودبوس برونزى، وزجاج محترق، و18 قطعة لعب مستطيلة الشكل، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins، وتم الكشف عن أن قطع الألعاب مصنوعة من العظام وبحالة جيدة نسبيًا، وتظهر العصا أرقاما على شكل دوائر مع نقطة فى المنتصف تمثل لفائف تشير إلى أرقام مختلقة ثلاثة وأربعة وستة، وكأنها تثمل لعبة "النرد" وترجع إلى العصر الحديدى الرومانى (1 - 400 م) فى الدول الاسكندنافية.
ويشار إلى أنه تم العثور على أنواع من النرد مماثلة فى الدنمارك، مما يمنح رؤية فريدة لألعاب الطاولة من العصر الحديدي المبكر بين القبائل الجرمانية في الدول الاسكندنافية، وتساهم نتائج الحفريات التى تم اكتشافها فى النرويج فى الحصول على بيانات أكثر دقة حول التسلسل الزمني للنردات وقطع الألعاب في العصر الحديدى المبكر في النرويج وأهمية الألعاب وتأثيرها الاجتماعي خلال هذه الأوقات.
ومعدات اللعبة رفيعة المستوى توفر دليلا على أن المتوفى كان شخصًا ذا قوة ولديه ثروة كبيرة في المنطقة، وتمت استعادة الأشياء والبقايا من القبر وسيتم تثبيتها ودراستها فى مختبر الحفظ فى بيرجن، ولا توجد خطط حالية لعرض قطع الألعاب.