فنانة تتمتع بكاريزما وثقافة وتلقائية ساعدتها على الوصول إلى قلب الجمهور بدون استئذان، فرسمت البسمة على شفاه الكبار والصغار، فكل أدوارها السينمائية تفوح منها خفة الظل والفكاهة والطبيعية التى يصعب فصلها عن شخصيتها الحقيقية، هى الفنانة الكبيرة زينات صدقى، التى تمر ذكرى ميلادها اليوم، ونستعرض نبذة عن حياتها ضمن سلسلة "أبيض×أسود" التي ينشرها "اليوم السابع" خلال شهر رمضان .
بداية علاقة الفنانة زينات صدقى "4 مايو 1912/ 2 مارس 1987م"، عندما درست فى "معهد أنصار التمثيل والخيالة"، الذى تأسس من قبل الفنان زكى طليمات فى الإسكندرية لكن والدها منعها من إكمال دراستها وقام بتزويجها ولم يستمر الزواج لأكثر من عام، لتدخل عالم الفن كمطربة وراقصة.
ويقول كتاب "أبيض وأسود" للكاتب أشرف بيدس، انضمت إلى فرقة نجيب محفوظ، ثم إلى السينما لتشارك فى اول عمل لها عام 1937م "وراء الستار" للمخرج كمال سليم وتتوالى الأعمال لتصل إلى أكثر من 200 فيلم، أبرزها "الآنسة حنفى، ابن حميدو، حلاق السيدات، شارع الحب، أيامنا الحلوة، أربع بنات وضابط، بين أيديك، العتبة الخضراء، إسماعيل يس فى مستشفى المجانين"، وآخر أفلامها فكان "بينت اسمها محمود 1975م.
استطاعت زينات صدقى أن تكسر احتكار الرجل للضحك وملأت الأجواء بهجة، لكن حالها كحال صناع الضحك فى أوطاننا يظلون يبعثون الأمل فى نفوس الآخرين ويرسمون التفاؤل على وجوههم، بينما يتجرعون الوحدة والشح والانزواء، ويكون المشهد الأخير من حياتهم مثيرًا للشفقة والحزن وأحيانًا الحسرة، لكننا نتذكرهم بكل الحب والامتنان، لما قدموه من إخلاص وتضحية، حيث كان لا يشغل بالهم غير الفن، وعندما رحلوا لما يتركوا غير فنهم.
واجهت الفنانة الراحلة زينات صدقى أزمات عديدة قبل رحيلها، حيث الوحدة والمرض وانزواء الأضواء، وبيع "عفش" البيت حتى تستطيع أن تأكل، وعندما تتذكرها الدولة حيث كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1976م، لا تجد فستانا يليق بالمناسبة، فتضطر لتدبير جيب وبلوزة بصعوبة بالغة، لترحل عن عالمنا بسبب إصابتها بماء على الرئة، وقبل وفاتها لم تقدم أى عمل طوال 6 أعوام إلا فيلما واحدا هو "بنت اسمها محمود" عام 1975، لتترك عالم الفن 2 مارس 1978م، تاركه خلفها تراثها الفنى الذى سيظل خالدًا.