تحولت البرازيل إلى قنبلة موقوتة فى أمريكا اللاتينية بالتزامن مع وصول عدد وفيات إلى 7000 شخص، و100 ألف حالة إصابة، وبالتالى أصبحت البرازيل سابع دولة تشهد أكبر عدد من الوفيات فى العالم، وتحتل المركز التاسع بالنسبة للمصابين.
وتواصل الصحف والإعلام البرازيلى اتهام الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو بأنه السبب وراء ما وصلت إليه البلاد فى الوقت الحالى، وذلك بسبب عدم اتباع النظام المتبع فى العالم كله من فرض حجر صحى وحالة طوارئ، وعلقت صحيفة "فولها دى ساو باولو" قائلة أن "الرئيس اليمينى المتطرف سيغرق البلاد، إذا استمر فى هذا القرار من عدم فرض أى طوارئ صحية".
وأشارت الصحيفة على موقعها الإلكترونى إلى أن بولسونارو يواصل تحديه للفيروس من أجل اقتصاد البلاد فى الوقت الذى يموت فيه الآلاف بالفيروس، ولا يزال يرى أن فيروس كورونا مجرد أنفلونزا يمكن القضاء عليها، وبهذا الاستهتار ستغرق البرازيل.
ويعتبر كثير من المختصين أن عدد الإصابات الرسمى أقل 15 مرة من الأرقام الحقيقية، اذ لا يتم فحص سوى المرضى الذين يعانون وضعا حرجا، وتعيش ولايات برازيلية عدة وضعا صعبا مع عجز المستشفيات عن استيعاب مزيد من المرضى، فى حين لا يزال البلد الأكبر فى أمريكا اللاتينية بعيدا عن بلوغ ذروة الوباء.
أزمة سياسية
وشارك الرئيس بولسونارو أمس الأحد، فى فعالية جديدة بمدينة برازيليا ضد الكونجرس والمحكمة العليا، والتى أكد خلالها أنه على وشك الانفجار، قائلا أن "القوات المسلحة والشعب يقفان فى صف الحكومة وسيطبقان الدستور بأى ثمن"، وذلك فى خطاب موجه لمجموعة من المؤيدين له أمام قصر بلانالتو الرئاسى.
وقال بولسونارو "تدمير بعض المحافظين للوظائف أمر غير مسئول وغير مقبول وسندفع ثمنا باهظا فى المستقبل".
وتعرض بعض الصحفيين والمصورين الذين كان يغطون الحدث للاعتداء اللفظى والجسدى من المتظاهرين، ووصل الأمر لطردهم من المكان، وفقا لصحيفة "اوجلوبو" البرازيلية.
وتم بث المظاهرة مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى الخاصة بالرئيس اليمينى المتطرف، وتأتى فى ظل الأزمة السياسية التى تعانى منها البلاد بعد استقالة القاضى السابق سرجيو مورو من منصبه كوزير للعدل، والذى قدم استقالته اعتراضاً على قرار بولسونارو بإقالة رئيس الشرطة الفيدرالية لأسباب مجهولة.
وسمحت المحكمة العليا للنيابة العامة بفتح تحقيق ضد رئيس البلاد، ومورو نفسه، لاستيضاح حقيقة اتهامات القاضى السابق لبولسونارو بمحاولة "التدخل سياسياً" فى عمل الشرطة الفيدرالية التى تحقق ضد اثنين من أبنائه.
وردد المشاركون فى مظاهرة أمس هتافات ضد مورو، وحملوا لافتات تنتقد الكونغرس والمحكمة العليا، بعد تدخلهما لإيقاف بعض مبادرات للرئيس منذ قدومه للحكم أول يناير 2019.
وتعد هذه هى المرة الثانية التى شارك فيها بولسونارو فى فعالية وصفتها المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان بـ"المضادة للديمقراطية".
وأشارت الصحيفة إلى أن تدابير العزل والحجر الصحى تقع على عاتق الولايات البرازيلية التى يفرضونها محليا بشكل أو بأخر.
عترف وزير الصحة الجديد الذى عينه الرئيس جاير بولسونارو، نيلسون تيش، بأنه لا يزال يحاول اكتشاف ما إذا كانت الزيادة الملحوظة فى حالات المرضى والمتوفين فى الأيام الأخيرة،واليوم أكثر فتكًا منذ العدوى الأولى بالفيروس، قبل شهرين بسبب التأخر فى نشر نتائج الفحوصات التى أجريت منذ عدة أسابيع أو إلى تكاثر سريع للعدوى.
وأشارت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية إلى أن كوفاس أكد ارتفاع عدد المدافن المنتظمة فى البرازيل حتى أصبحت 52 مقبرة فى اليوم، ولذلك فإنه أصدر قرار توظيف 220 حفارًا للقبور لمدة 6 أشهر، وذلك لأن عدد الإصابات فى ارتفاع مستمر بسبب انتشار فيروس كورونا فى خضم صراع سياسى بسبب عدم اتباع الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو للحجر الصحى.
وأوضح كوفاس، أنه فى الوقت الذى يتم فيه حفر آلاف القبور الجديدة، فإن قلة الاختبارات للكشف عن الوباء تؤدى إلى كارثة فى ظل الزيادة الكبيرة لعدد الأشخاص المصابين والذين دخلوا المستشفيات بسبب متلازمة الجهاز التنفسى الحادة والالتهاب الرئوى فى تلك الأيام، ولذلك فإن الخبراء يعتقدون أن العدد الفعلى للمصابين بالفيروس أعلى بكثير من الأرقام التى نشرتها السلطات.
الاقتصاد
وتعانى البرازيل من انخفاض فى الاقتصاد بنسبة 5% بسبب ازمة فيروس كورونا ، ووفقا للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية وبحر الكاريبى فإن الاقتصاد سيعود إلى مستويات مماثلة لعام 2010 حيث يصل إلى 8%.