فنان خلق فى زمن الفن الجميل، يتمتع بطله وهيبة، هو خليط فنى رائع التكوين، يجيد التحكم فى أداء شخصياته بحرفية عالية وتمكن بالغ التميز، هو الفنان الكبير سراج منير، الذى طل على شاشة السينما فى دور الأب المتزمت والقاسى، والأب العصرى الحنون، وفى أحيانا أخرى تجده المجرم والبلطجى.
كانت نشأة الفنان سراج منير فى حى باب الخلق، والأب عبد الوهاب بك حسن مدير التعليم العالى بوزارة الأوقاف، والأخوة هما حسن وفطين عبد الوهاب اللزان عملا بالإخراج، عندما انهى سراج منير "16 أغسطس 1901/ 13 سبتمبر 1957"، دراسته الثانوية، أرسلته العائلة ليدرس الطب فى ألمانيا على نفقتها، ولكن ما يتم إرساله من مال لا يكفى، مما أضطره إلى العمل بجوار دراسته، ساقته ظروفه للعمل فى أحد الاستوديهات، السينما، حسب ما جاء فى كتاب "أبيض وأسود" للكاتب أشرف بيدس.
سراج منير فى شبابه
بدأ سراج منير يعمل فى السينما موكبارس فى الأفلام الألمانية الصامتة، أثر هذا بطبيعة الحال على دراسته التى تركها بعد فترة ليست قصيرة وتفرغ للفن مترجلا بين استوديوهات برلين، وهناك يلتقى بالمخرج محمد كريم، وبعد عام يشدان الرحيل إلى ميونخ، حيث كان موجود فى تلك الفترة فتوح نشاطى واستفان روستى.
سراج منير وزوجته ميمى شكيب
وأوضح كتاب "أبيض وأسود"، مع بدء الحرب العالمية الثانية، يقرر سراج منير العودة إلى القاهرة بعد أن ضاع حلمة فى أن يصبح طبيبًا، وتم قبوله عضوًا فى مسرح رمسيس، وبعد فترة ينتقل إلى الفرقة الحكومية، وتأتى أول فرصة فى السينما فيسند له دور فى فيلم "زينب" عام 1930م، لتتوالى عليه الأعمال بعد ذلك.
سراج منير
لم ينس سراج منير عشقه بالمسرح فانضم لفرقة نجيب الريحانى، واستطاع أن يسد الفراغ بعد رحيل نجيب بالوقوف بجانب أعضائها ولم شملهم، واقتحم سراج منير مجال الإنتاج عام 1953م، وقدم فيلم "حكم قراقوش"، بطولة زكى ريتم، وإخراج شقيقة فطين عبد الوهاب، وتجاوز الفيلم 40 ألف جنيه، ولكنه لا يحقق أكثر من 10 لآلاف جنيه، واضطر لرهن فيلته نتيجة هذه الخسارة التى أصابته بذبحة صدرية، حسب كتاب "أبيض وأسود".
وخلال رحلة فنية مع فرقة نجيب الريحانى بالإسكندرية لتقديم أحد العروض هناك، ينتهى العرض، ويعود إلى بيته يجرى اتصالا تليفونيًا مع زوجته الفنانة ميمى شكيب يخبرها بقدومه، ثم يضع سماعة التليفون ليلقى ربه، وتبقى أعماله باقية.