فى 1936م، وبالتحديد فى مثل هذا اليوم 6 مايو، عاد الأمير فاروق إلى مصر، ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الاول، وذلك وفقا لنظام توارث عرش المملكة المصرية فى أسرة محمد على الذى وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الإنجليز، ولكن فى التقرير التالى تناول جزء من حياة فاروق وهو المرحلة التعليمية، وهل كان يحب التعليم أم تم إجباره على اتمام مرحلته الدراسية من قبل والده الملك فؤاد؟
يقول كتاب "الملك فاروق.. آخر ملوك مصر 1936/1952" للكاتب هشام خضر، كان الملك فاروق يمقت التعليم بشدة، ويكره تحصيل الدروس كراهية لا نظير لها، وكثيرًا ما تلقى فاروق توبيخًا وتقريعًا من معلميه وفى خزائن سراى عابدين عثر رجال ثورة يوليو فيما بعد على كراسات الواجب الخاصة بفاروق أثناء تلقيه دروسه فى سن الطفوله، وقد بدت على أغلبها ملاحظات عديدة سجلها معلموه كان من بينها على سبيل المثال تلك العبارات "من المؤسف والعار ألا تعرف تاريخ أجدادك، حسن خطك الردئ، اهتم بنظافة دفترك".
ومن خلال تلك الملاحظات يبدو أن فاروق كان طالبًا مهملا إلى حد بعيد يكره مادة التاريخ ولا يميل إلى الإطلاع عليها، أو حتى سماع دروسها، كما كان خطه يثير أعصاب معلمه، وكم أحاطه علمًا بضرورة تحسينه حتى يتجنب العقاب من والده الملك فاروق الذى كان يتابع باهتمام شديد أحوال فاروق التعليمية.
وأوضح الكتاب، أن فاروق كان بارعًا فى الحفظ والفهم حيث تميز بذاكرة قوية استطاع خلالها أن يستوعب ما يقرأه بسهولة دون العودة إلى ما قرأه مرة أخرى، كما كان كثير الاطلاع والقراءة فى سن الصبا شأنه فى ذلك شأن والده فؤاد الذى كان يهوى القراءة والاطلاع وحب الفنون والإبداع ومتابعة التطورات الثقافية العالمية دون تردد.
وكان الملك فؤاد يبذل قصارى جهده فى تثقيف وتعليم فاروق من خلال الضغط المستمر وإرغامه على الانصياع لأوامر معلميه الذين عانوا من فاروق التلميذ المشاكس كثيرًا، وأجهدهم بشقاوته ومشاغبته التى لم تتوقف، وهو على يقين من أن أحدًا لن يجرؤ على معاقبته أو تأنيبه تحاشيًا لغضبة ملكية يحرص الجميع على تجنبها وتفاديها، حسب "الملك فاروق.. آخر ملوك مصر 1936/1952".
وحين جاوز فاروق الخامسة عشر من العمر أرسله والده إلى جامعة لنيل الشهادة العليا، بيد أن إدارة الجامعة رفضت التحاق فاروق بها بعد إخفاقه فى اختبار القدرات والمهارات التى تبين من خلالها أنه لا يميل إلى اكتساب العلوم والمعارف، فضلاً عن كراهيته لتحصيل المناهج الدراسية الإلزامية.
وتابع الكتاب، ورغم هذا الرفض القاطع والصريح أبى فؤاد أن يعود فاروق إلى مصر وأرسل إلى معلمه الرائد أحمد محمد حسنين أمرًا مباشرًا بإلحاق نجله فى الأكاديمية الملكية البريطانية، وكان لافتًا للانتباه أن إدارة الأكاديمية رفضت بدورها إلحاق فاروق طالبًا ضمن طلابها، وأمام إلحاح الملك فؤاد وضغوطه المستمر على الساسة الإنجليز اضطرت إدارة الأكاديمية قبول فاروق طالبًا بها شريطة ألا يكون طالبًا نظاميًا، بل زائر فقط لمساعدته فى الدراسة.