ستظل دوما هذه الأرض الطيبة أحلى ما فيها شبابها فهم سواعدها ومستقبلها، فمع بداية شهر رمضان الكريم وبالتزامن مع إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا ، والاجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، تم منع موائد الرحمن التى كانت ملاذا لكثير من العمالة المهمشة المغتربة، وملاذا أيضا للبسطاء والمحتاجين، وهنا شهدت محافظات مصر الكثير من المبادرات والمواقف التى تؤكد طيبة وجدعنه شبابنا.
ومن منطقة الدرب الأحمر تصدر مجموعة من الشباب المشهد فى عمل الخير، وقرروا أن يكملوا عملهم الخيرى لمائدة الرحمن المتنقلة وجابوا منطقة وسط البلد وشواعها والأحياء القريبة منها لإطعام بائعى المناديل وعمال النظافة .
اليوم السابع التقى أحمد يحيى مليحى الشهير بأحمد شيتوس من أبناء منطقة المغربلين بالدرب الأحمر، وصديقه أحمد محمود علوان الشهير باحمد الحرش.
احمد شيتوس هو شاب يبلغ من العمر 33 عاما ، هو الابن الأصغر لأسرة بسيطة تقيم فى منطقة المغربلين ، اعتاد أحمد منذ 4 سنوات على أن يشارك فى تنظيم موائد الرحمن، وكانت البداية حين شارك 15 فردًا من أهالى المنطقة لعمل مائدة كبيرة، وكانت مساهمته مبلغ بسيط لا يتعدى 200 جنيه، وكان وقتها يعمل بشكل غير منتظم .
شيتوس كان يعمل استروجى ونجار وكان يمسك الكثير من المال لكنه كان دوما لا يبقى فى يده منه أى شىء وينفقه دون جدوى، وكأنه مفهوش بركة ، فقرر أن يدخل فى مشروع تجارى، لكن تجارة من نوع مختلف ، انها التجارة مع الله فى عمل الخير، فكانت البداية الـ200 جنية، ومن يومها فتح الله عليه وزاد رزقه، حسب تعبيره.
ويقول احمد لـ"اليوم السابع" إنه منذ بدأ فى المشاركة فى موائد الرحمن ، أدرك حلاوة الإحساس بالغير والمساعدة، ومع الظروف التى تمر بها مصر مع انتشار الفيروس والاجراءات الاحترازية لمنع انتشاره، كانت مبادرته فى اعلان تحدى كارتونة الخير، وقرر هو وأصدقائه أن يتحدوا المشاهير فى عمل أكبر عدد من الكارتين لمساعدة البسطاء فى ازمة البقاء فى منازلهم.
شيتوس تواصل مع أسر محتاجة بعضهم يعرفه بالاسم والبعض الآخر دله عليه آخرون ووزع أكثر من 500 كارتونة خير فى مناطق كرداسة و إمبابة وشبرا وبولاق الدكرور وبولاق ابو العلا و السيدة نفيسة والسيدة زينب والسيدة عائشة.
وبعد نجاح كارتونة الخير، جاءت فكرة مائدة الرحمن المتنقلة، فبعد أن قام هو وزملاؤه بشراء مكونات المائدة اختار أحد المطاعم لإعداد الوجبات وباشر تجهيزها.
شيتوس وصديقه بحكم وجودهما فى منطقة المغربلين بالدرب الأحمر، يعرف أماكن تجمعات بائعى المناديل وعمال النظافة، فكان يسيرا عليه أن يصل اليهم، وهنا كان صديقة احمد علوان يمتلك سيارة خاصة قرر أن يكون هو الذى يقوم بالتوزيع على اماكن التجمعات بمنطقة وسط البلد بميدان طلعت حرب ورمسيس والعتبة والسيدة عائشة والحسين.
الأحمدين استقلا السيارة وملآها بالوجبات الجاهزة الساخنة وقصدوا مناطق البنوك بشارع طلعت حرب وشامبليون و26يوليو وقصدوا عمال النظافة على الأخص وبائعى المناديل، وفور انتهائهم جلسوا وتناولوا وجبتين أعلى كوبرى أكتوبر، وعادوا والفرحة تملؤهما.
أحمد عاد لأمه يخبرها بما رأه فى منطقة وسط البلد وموقفه مع ثلاثة من عمال النظافة كانوا نهاية جولتهم بعد أن أذن المغرب ويجلسون ومعهم زجاجة ماء وعصير، ليكتشف أنهما لم يتناولا بعد الإفطار وكان الماء والعصير لإفطارهما، فاقترب منه ومنحهم الثلاث وجبات ، فانهالت عليه دعواتهم بالصحة والستر ، لانه كان مريض وطلب منهم الدعاء له.
ويقسم أحمد أنه لم يشعر خلال جولة اليوم بأى تعب ، وحين عاد لأمه والفرحة تملؤه احتضنته الأم وهى تربت على كتفه وتحضنه وحاوطته بالدعاء "ربنا يسعد قلبك زى ما سعدت الناس".