عقدت مجموعة الترويكا العربية فى نيويورك، برئاسة سلطنة عُمان، الثلاثاء 5 مايو، اجتماع باستخدام بتقنية الدائرة المغلقة (VTC)، مع أنطونيو غوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة.
وقال بيان صادر، عن الوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، هذا الاجتماع يأتى متابعةً للاجتماع الوزارى العربى الطارئ، المنعقد فى 30 أبريل 2020، لمواجهة التهديد الذى يلوح فى الأفق بضم إسرائيلى لأراضى فلسطينية.
وحسب البيان، شدد الوفد العربى على عدم شرعية جميع تدابير الاستيطان والضم التى تنتهجها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، فى فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأدان بشدة خطط إسرائيل لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية، بما فى ذلك وادى الأردن، شمال البحر الميت، والأراضى التى شيدت عليها مستوطناتها وجدارها بشكل غير قانوني، فى انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة، ولقرارات الأمم المتحدة وميثاقها الذى يحظر الاستيلاء على أراضى الغير بالقوة.
شجب الوفد استغلال إسرائيل الساخر للجائحة العالمية للدفع نحو تنفيذ هذه الخطط غير القانونية، مشددا فى ذات الوقت على رفض المجتمع الدولى الواسع لذلك ومطالبته بوقف هذه الأعمال غير القانونية.
كما أكد الوفد العربى أن تصرفات إسرائيل تنتهك بشدة حقوق الشعب الفلسطينى غير قابلة للتصرف، وتدمر إمكانية حل الدولتين على حدود ما قبل عام 1967. محذرا من أن الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية، إذا لم تتوقف، فأنها ستؤدى إلى واقع الدولة الواحدة، ولن تؤدى إلا إلى المزيد من الصراع والمعاناة وإعاقة فرص السلام والأمن فى المنطقة بأسرها.
كما شدد الوفد العربى على أن عملية وقف مثل هذه التدابير غير القانونية وضمان المساءلة هما أمران ضروريان لإنقاذ عملية السلام وإمكانية تحقيق سلام عادل ودائم فى المنطقة،مجددا تأكيده على الإجماع الدولى على الحل العادل وفقاً للقانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية.
ودعا الوفد العربى جميع أصحاب المصلحة الدوليين، بما فى ذلك المجموعة الرباعية، إلى التعبئة من أجل وضع حد لهذه السياسات والممارسات غير القانونية، مؤكدا على دعوة الوزراء العرب إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية وسياسية وقانونية، بما يتماشى مع القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، فى الامم المتحدة وكذلك فى العواصم ومع جميع الشركاء المعنيين، بهدف منع الضم. وحثالسكرتير العام على مواصلة استخدام سلطته ومساعيه الحميدة، بما فى ذلك بصفته عضوا فى المجموعة الرباعية،على معالجة هذه المسألة على وجه السرعة.
وأكد الوفد العربى من جديد استعداده للتعاون مع هذه الجهود، داعين إلى إعادة تركيز العمل الدولى من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى غير القانونى ودعم الشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف، بما فى ذلك حق تقرير المصير. وشدد على أن دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، هى حجر الزاوية فى حل عادل ودائم وشامل للصراع العربى الإسرائيلى وللسلام والأمن فى المنطقة برمتها. وكرر الوفد الدعوة إلى عملية سياسية برعاية دولية، فى إطار زمنى محدد واستنادا إلى المعايير الطويلة الأمد، لرعاية المفاوضات بين الجانبين من أجل التوصل إلى حل عادل لقضية فلسطين. وتعهد بالتعاون الكامل مع السكرتير ودعمه، ودعم جميع أجهزة الأمم المتحدة، بما فى ذلك مجلس الأمن، وجميع وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة للوفاء بهذه المسؤولية الجليلة.
من جهته جدد السكرتير العام تأكيده أن المستوطنات والضم غير قانونيين وأن الضم سيؤدى إلى إنهاء حل الدولتين ويغلق الباب أمام المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على احتمالات تحقيق السلام والأمن فى المنطقة ، معاودا التأكيد على دعوته لوقف إطلاق النار على الصعيد العالمي، و مؤكدا أنه لا يزال يعمل بنشاط مع جميع الشركاء، بمن فيهم أعضاء مجلس الأمن، وأن منسقه الخاص يتشاور بهدف عقد اجتماع آخر للرباعية الدولية فى المستقبل القريب لمعالجة هذه التطورات الحرجة .