القارئ محمود بكار يكتب: ماذا بعد الكورونا؟

الجمعة، 08 مايو 2020 11:00 ص
القارئ محمود بكار يكتب: ماذا بعد الكورونا؟ كورونا والازمات الاجتماعية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الوضع الحالي وما تعانيه أغلب دول العالم من توقف الحياة في مختلف المجالات بسبب فيروس كورونا المستجد يجعلنا نتساءل ماذا يمكن أن يحدث بعد أن يمٌن علينا الله سبحانه وتعالى بالتخلص من هذا الوباء؟ هل تتغير نفوس الشر ؟ أما تتغير موازين القوي في العالم؟، هل سنقدر من يستحق التقدير ونتخلص من بعض التافهين؟ هل تميل النفس الشرية إلي التسامح؟، هل سيدرك من يمتلك أحد المناصب أن لابد من تمكين الاخرين والسماح لهم بالنهوض والخروج وتحقيق طموحاتهم؟ هل يعكف البعض عن محاربة الصغار والتصدي لطموحاتهم ومستقبلهم لمجرد أسباب شخصية؟ أم سنظل كما نحن وكأن شئ لم يكن؟.

ما نعانية حاليا يحتم علينا أن نقف مع أنفسنا ونعيد حساباتنا وطرق تسيير حياتنا اليومية، نعيد ترتيب أولويات الأفراد والمجتمع، نتخلص من الروبيدة ونضعه في القاع ونأخذ بأيدي من يستحق أن يكون في مقدمة الصف ويستطيع في أشد الأزمات أن ينقذ البشرية بعلمه، نطبق ما قالة الكاتب والمفكر المصري جلال عامر(بأننا سوف نعبر هذه المحنة عندما تصبح مدرجات الجامعة أهم من مدرجات الكرة، ومعامل البحث العلمى أهم من مكاتب البحث الجنائى، وعندما نعرف أن أسوأ ما فى الأمة هو الأمية). ليكون ذلك هو منهج نسير عليه فيما هو قادم .

ما نتعرض إليه الآن يجب أن يعلمنا الكثير من الدورس حيث سندرك أن الوقاية خير من العلاج، ،وأن الأطباء والعاملون في قطاع الصحة يستحقون أكثر من لاعبي كرة القدم و مهرجي الإعلام، ندرك أن البعض يكسب الملايين ولا يقدم شيئا للبشرية ،العاملون في القطاع الصحي مهجورون، منسيون ومع ذلك لا يستسلمون أبدا، نحتاج إلى الإستثمار في الصحة أكثر من الإستثمار في المسلسلات والمهرجانات، سندرك أن الموت لا يميز بين عرق ولا لون ولا مكانة اجتماعية، كما اتضح لنا أن بعض البشر إنتهازيون بصورة مزرية والأزمات تكشف معادن الشعوب وتمحّص عن أخلاقهم الحقيقية عند غياب القانون .

أدركنا وسندرك أن الأخلاق لا تفرض بقوة القانون بل تكتسب بالوازع التربوي والقناعة الدينية، كما أن وسائل التواصل الإجتماعي وسيلة مهمة للمعرفة لكنها وسيلة جيدة لنشر الذعر، سندرك أن الأطفال فقدوا قدرتهم على اللعب بدون الإنترنت والتلفاز، بعد الحرب على كوفيد19 ستبدأ رحلة طويلة في الحرب على الجوع والنهوض من الكساد العظيم، فطبقا لصندوق النقد الدولي أول أمس إن خسائر العالم في العامين الحالي والمقبل بسبب فيروس كورونا ستبلغ 9 تريليونات دولار.

 بينما حذرت منظمة أوكسفام الخيرية من أن فيروس كورونا سيتسبب في دخول مئات الملايين من البشر دائرة الفقر بسبب التداعيات الكارثية للفيروس على الاقتصاد، حيث قالت المنظمة إن نحو حوالي 500 مليون نسمة سيعانون من الفقر بسبب تداعيات فيروس كورونا وحينها سيعلم البشر أهمية رجال الاقتصاد مثلما علموا أهمية رجال الصحة .

كما أدركنا أننا مستعدون دائما للحرب لكننا غير مستعدين للوباء وفي النهاية يجب تدرك أن عليك أن تضع كمامة على أنفك وأخرى على أذنك للتخلص من الشائعات ومصدري الإحباط، وعليك أن تدرك أن بعض البشر هم الفيروسات الحقيقية على الكوكب، وفي نهاية هذا الوباء سيتغير العالم حتمًا.

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة