واحدة من الروايات الأفريقية التى حققت شهرة عالية وترجمت لعدة لغات من بينها العربية هى رواية فتاة كازابلانكا" للكاتب الكونغولى "إن كولي جان بوفان"، والتي صدرت مؤخرا عن دار العربي بالقاهرة بترجمة دينا علي. وتدور أحداث الرواية على متن حافلة، حيث قابل "سيسيه" الفتاة المغربية "إشراق"، فوجد أنها تجيد كل ما قد يتخيله أحدهم عندما يسمع عن سحر الشرق.
ثم يحدث أن تتعرض الفتاة للقتل، علما أنها كانت ضحية الظروف الصعبة التي نشأت فيها: أم مريضة نفسيا، وضع مالي حرج، وشعور الأبوة الذي افتقدته منذ ولادتها، بحثت طوال حياتها عن المال لعلاج أمها، ورغبتها في اقتناء الملابس من ماركات عالمية.
كانت تبحث كذلك عن ذلك الشعور الأبوي الذي افتقدته، مما جعلها تتورط في الكثير من العلاقات، كعلاقتها بالفتى الكنغولي "سيسيه"، والشرطي، ورجل الأعمال .. صحيح أن حياتها وعلاقاتها كانت مثيرة، ولكن هل يمكن أن يصل الأمر إلى القتل؟
رواية "فتاة كازابلانكا"
وبحسب الروائى على عطا، تتسم رواية "فتاة كازابلانكا" الصادرة بالفرنسية عن دار "أكت سود" الفرنسية، كذلك بطابع تشويقي، من خلال جريمة قتل الفتاة المشار إليها في عنوان العمل الذي ينتهي من دون توضيح قاطعٍ لملابساتها، فتقيَّد رسمياً على أنها مجرد حادث لا شبهة جنائية وراءه. لكن هذا الإطار نفسه ينطوي على تصوير تفصيلي بعين كاميرا لعدد من الأحياء الفقيرة في المدينة حيث يعيش مهاجرون أفارقة يجري ترويعهم ليتركوا مساكنهم التي يرغب مستثمرون في إزالتها لتقوم مكانها عقارات تجتذب الأثرياء من المواطنين والسياح، على حد سواء.
وإن كولي جان بوفان، كاتب كونغولى ولد في مقاطعة الإكوادور في الكونغو عام 1954، غادر الكونغو عام 1960 متجها إلى بلجيكا، ودرس الإدارة والاتصالات في باريس ثم عاد ليستقر في كينشاسا وعمل في مجال الإعلانات وأسس دار نشر عام 1991 باسم "منشورات"، ثم غادر البلاد بشكل دائم عام 1993 وعاش في بروكسل، نشر بوفان روايته الأولى "قصة للأطفال" عام 1996 وحصل على الجائزة البلجيكية الأدبية الكبرى، كما حاز كتابه "الرياضيات الكونغولية" على الجائزة الأدبية الكبرى لإفريقيا السوداء عام 2009.