"مارمرقس يا آبانا .. للإيمان هدانا"، "مارمرقس يا عمود.. مثل الأسد يسود"، هكذا ردد الأقباط في عيد القديس مارمرقس المعروف باسم كاروز الديار المصرية، فله تنتسب الكنيسة القبطية ويسمى بابا الكنيسة بطريرك الكرازة المرقسية وخليفة القديس مارمرقس، إذ كان القديس هو صاحب البشارة بالمسيحية في مصر، حيث جال شوارع الإسكندرية يبشر حتى تمزق حذاؤه.
البابا تواضروس ترأس مساء أمس صلوات عشية القديس مارمرقس بدير الأنبا بيشوي، إذ غاب البطريرك لأول مرة عن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، التى اعتاد أن يصلي هذه المناسبة فيها، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية التى تسبب فيها فيروس كورونا، بينما دقت أجراس الكنائس صباح اليوم احتفالا بالقديس.
وتحدث البابا تواضروس عن مصر قبل البشارة بالمسيحية، وبعدها قائلا: كانت منطقة محتلة من قبل الإمبراطورية الرومانية وكانت الإمبراطورية السابقة اليونانية لازالت تحتل العالم احتلال ثقافي، كان العالم كله محتل من الرومان ولكن يتكلم اللغة اليونانية، فمصر كانت تتكلم اللغة اليونانية مع لغات أخرى، معتبرا أن اللغة اليونانية هى لغة العهد الجديد وكانت اللغة المشهورة في الإسكندرية باعتبارها مدينة كزموبوليتان وفي هذا الزمن جاء القديس مارمرقس ليبشر بالمسيحية.
وعن القديس قال البابا: مارمرقس كان رجلا يهوديا من شمال أفريقيا من الخمس مدن الغربية ولازال في ليبيا وادي مرقس ووادي الإنجيل ووادي الأسد، ولازالت توجد آثار في هذه المناطق، كان له اسمين يوحنا ومرقس وكان اسم أبوه (ارسطوبولس) وأمه (مريم) وخاله ( برنابا الرسول) وكانت أسرته غنية ولهم مكانة اجتماعية وكانت أسرة مرتبطة بالله بدليل أن بيت مريم أمه صار أول كنيسة وإن خاله برنابا (ابن الوعظ، ابن التعليم) كان مشهور في وسط الرسول وهو الذي قدم بولس الرسول للتلاميذ الإثنا عشر.
وأضاف البابا تواضروس: مارمرقس كان من السبعين رسول ومعنى اسمه (مطرقة) ونسميه (كاروز مصر) ولذلك نطلق على كنيستنا (كنيسة رسولية) لأنها تأسست من خلال رسول، والإسكندرية نسميها (الكرسي الرسولي) والكراسي الرسولية في العالم معدودة وهي (أورشليم، الإسكندرية، أنطاكيا، روما،القسطنطينية) الخمس كراسي الرسولية في التاريخ المسيحية
واستكمل البابا تواضروس قائلا:"أتيت وأنرت لنا بإنجيلك" الإنجيل هو وسيلة نور لكل إنسان محتاج، "وأخرجتنا من الظلمة إلى النور الحقيقي" الإسكندرية في هذا الوقت كانت مدينة ذائعة الصيت وأهم مدينة في أفريقيا لا يوجد لها مثيل كان ينتشر فيها العبادات الوثنية القديمة فيقول أخرجتنا من ظلمة الأوثان إلى النور الحقيقى الذي هو السيد المسيح، هذا هو الإنجيل.
البابا كيرلس ورفات القديس
وتابع البابا تواضروس: في سنة ٦٨م في القرن الأول الميلادي استشهد القديس مارمرقس الرسول وسرق جسده وظلت الرأس موجودة وذهب الجسد إلى فينسيا و في سنة ١٩٦٨م بعد ١٩ قرن من استشهاده راسل البابا كيرلس وفد من الآباء المطارنة والأراخنة وتقابلوا مع البابا بولس السادس وقدم لهم جزء من رفات القديس مارمرقس الرسول مضيفا: و رجع هذا الجزء واستقبله البابا كيرلس ووضعه في المزار في الكاتدرائية الجديدة في العباسية في القاهرة، وفي كاتدرائية سان مارك في فينيسا من أربع سنوات تقريبًا صلينا أول قداس قبطي فيها وصلينا هناك في تاريخ عيد القديس أثناسيوس الرسولي ٧ بشنس أخذنا بركة القديس مارمرقس والقديس أثناسيوس.
أثناء إحضار رفات القديس مرقس
واختتم قداسة البابا" أريد أن تعلم لولا القديس مارمرقس ما كانت المسيحية في مصر و القديس مارمرقس زرع بذرة ووضعها بإيمان ومحبة ورجاء لذلك أثمرت وأكثرت وملأت الأرض.
فيما طيب قداسة البابا تواضروس الثاني رفات القديس مارمرقس ويجرى طقس تطييب الرفات وسط صلوات واحتفالات، حيث يصنع حنوط البركة، وهو المادة المستخدمة فى التطييب فى طبق حديدى، يسكب الكاهن زيتًا من العطر، وزيت الناردين المعطر، وهو أحد الزيوت المقدسة لدى المسيحيين، حيث سكبته امرأة على وجه المسيح وفرح بذلك، ويوضع المزيج مع مواد كيميائية عطرة لتصنع منها ما يشبه العجينة التى تتلى فوقها الصلوات والتراتيل، ويدهن به الأنبوب المعدنى الذى يحتفظ برفات القديس.
الرفات عادت لمصر
أثناء رحلة عودة الرفات
في المطار والرفات عائدة لمصر
وتطييب الرفات بحسب المفهوم المسيحى قد حدث بعدما طيبت ثلاث من النساء اللاتى يحملن اسم مريم قبر المسيح، كما يذكر الأنجيل «وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّه»ُ.
يوزع القس الحنوط على الكهنة وشعب الكنيسة أجزاء مما صنعه من حنوط مبارك، يدهنون به أجساد القديسين، ويتقافز الناس من الخارج يلقون بالمناديل والإيشاربات والشيلان لتلتصق بالحنوط فتنال البركة، يقفز الجميع إلى داخل حلقة التطييب أو يرمى متعلقاته كمن يقفز فى بركة سباحة، ويساعد من فى الداخل طالبى البركة بالخارج، لتتبارك مناديلهم برفات القديسين.