تفوقت مصر على تركيا فى تصدير المستلزمات الطبية من البدل الطبية "جاون" على مدار الشهور الماضية فى الربع الأول من العام الجارى، ففى الوقت الذى أعلن فيه المجلس التصديرى للصناعات الطبية نجاح الصناعة المصرية فى تصدير شحنات من البدل الطبية جاون إلى بريطانيا بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية، جاءت صحيفة الجارديان لتعلن أن جميع معدات البدل الطبية التى قدمتها تركيا لخدمات الصحة الوطنية فى بريطانيا لم تتوافق مع المعايير البريطانية، وأضافت الصحيفة أنها علمت أن وزارة الصحة البريطانية ستقوم بإعادة 400 ألف جاون (بدلة طبية) وتسعى لاسترداد الأموال.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية كانت قد أعلنت الشهر الماضى، وفى ظل تحذيرات رهيبة من نقص معدات الحماية الشخصية للعاملين فى مجال الصحة عن وصول وشيك من تركيا لأسطول من طائرات الشحن التابعة لسلاح الجو الملكة البريطانى الذى يحمل شحنة مهمة جدا من معدات الوقاية الشخصية لخدمات الصحة الوطنية.
وبعد أكثر من أسبوعين، اتضح أن كل واحد من 400 ألف جاون، الذى يتم ارتدائه داخل المستشفيات، وصلت قد تم حجزها بعد اكتشاف عدم توافقها مع معايير المملكة المتحدة.
وأكدت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية مساء أمس الأربعاء، أن المواد محتجزة فى منشأة بالقرب من مطار هيثرو. ومن المفهوم أنه من المقرر أعادتها وان وزارة الصحة تعتزم طلب استرداد الأموال، مثلما فعلت فى حالات مماثلة فى الماضى.
وكان وزير المجتمعات المحلة البريطانى روبرت جينريك قد أعلن عن الشحنة فى 18 إبريل، فى الوقت الذى حذرت فى نقابات ومؤسسات متخصصة من أن العاملين بخدمات الصحة الوطنية قد يرفضوا العمل دون معدات وقائية.
من جانبه، قال الدكتور ماجد جورج رئيس المجلس التصديرى للصناعات الطبية ، أن المجلس تعاقد مع بريطانيا بالتعاون مع وزارة الصحة على توريد مستلزمات طبية خلال فترة تفشى فيروس كورونا بنسب كبيرة على مدار الشهور الماضية وأهمها لبس المستشفيات تحت مسمى "جاون" وهى البدل الطبية المستخدمة فى المستشفيات بمعايير ومواصفات قياسية عالمية يتم اتباعها فى مصر والتى تتخطى قيمتها حاجز ال 10 مليون دولار فى إحدى الشحنات المصدرة.
وأضاف جورج فى تصريح خاص لـ " اليوم السابع " ، أن هناك تعاون بين المصدرين ووزارة الصحة لفتح خطوط تصديرية إلى الدول الأوروبية فى قطاع الصناعات الطبية ومنها المطهرات والكمامات، وغيرها من المستلزمات الطبية التى تحتاجها هذة الدول خلال المرحلة الحالية ، لافتا إلى أن 30 سبتمبر المقبل ستتغير الصورة العالمية لحركة التبادل التجارى على مستوى العالم أجمع ولابد أن تستغل مصر هذة الفرصة لصالحها.
وتابع رئيس المجلس التصديرى للصناعات الطبية ، أن أزمة كورونا حولت اعتماد الكثير من الدول من الصين والهند فقط إلى دول أخرى مثل مصر وهى فرصة جيدة لكى نثبت فيها قوة الصناعة المصرية فى توفير كافة التعاقدات التصديرية خاصة للدول الأوروبية، واعتمادها فيما بعد على المنتجات المصرية بديلا عن الصين والهند بعد انتهاء أزمة كورونا، خاصة وأن المنتج المصرى له مواصفات قياسية عالمية، بالإضافة إلى موقع مصر اللوجستى المتميز فى وصول السلع إلى السوق الأوروبية فى مدة لا تزيد عن 10 أيام فى حين أن السلع الصينية تصل إليها خلال 45 يوما.
وأوضح جورج ، أن هناك مباحثات مع الجانب الأوروبى للتعاون مع الصناعات الطبية فى مصر وضخ استثمارات أوروبية جديدة لتساهم فى سد احتياجات الأسواق الأوروبية من خلال تصديرها من مصر ، ولابد أن تقوم الصناعة المصرية بوضع استراتيجية مدروسة خلال 3 أشهر بأقصى تقدير وتقوم على قواعد محددة تهدف إلى دعم الصادرات وغزو الأسواق الأوروبية التى كانت تحتلها الصين والهند ، لافتا إلى أن الفترة الحالية هى مرحلة بناء لأسواق جديدة تخدم الصادرات المصرية بدون دفع مصاريف تسويق مثلما كان يحدث من قبل.