عالم إعادة التدوير، ملىء دوما بالمفاجآت، فهو مساحة كبيرة من خروج الابداعات بأشكال متفردة ومتنوعة، فكل شىء قابل لاعادة استخدامه، وتحويله لمنتج مختلف، وهناك كثيرون استقطبهم هذا العالم من مهنهم التقليدية، لينسجوا بأيديهم أعمالا بمواصفات خاصة، وفى هذا العالم نجد أشخاص قادتهم الحياة لتولى مناصب مرتبطة بتعليمهم، فمنهم المهندس، ومنهم الطبيب ليتحولوا لفنانين ومبدعين بدرجات علمية قرروا أن يكون مستقبلهم مع إعادة التدوير.
اليوم السابع التقى طبيبة أسنان، استخدمت مشرطها الطبى فى تحويل أوراق الشجر للوحات فنية دقيقة، وقطع الحجارة من الزلط لتابلوهات، وشرائط الكاسيت القديمة لمناظر خلابة، وقشر البيض لمناظر طبيعية، إنها الدكتورة ريهام عادل 31 عاما، ليعرف حكايتها مع اعادة التدوير، وكيف ارتضت أن تجعله مهنتها ومشروعها المستقبلى.
فى البداية تروى الدكتورة ريهام لليوم السابع قصة حبها للرسم منذ صغرها، ولكن باستخدام الطرق غير التقليدية، فلم تكن ترسم بالقلم الرصاص، وإنما استخدمت حبات البن، وقشر البيض واللب والكارتين والصناديق القديمة، وقالت: "كنت برسم بحاجات كثير كلها طرق غير تقليدية من الطبيعة، وأي حاجه أشوفها قدامي بتخيل أنا ممكن أعمل فيها إيه".
ومع الوقت تطور الأمر لدى ريهام التى بدأت وهى فى الفرقة الثالثة بكليتها أن تعرف أن الموضوع ليس حب للرسم فقط وإنما امتد الأمر لكل ما يحيط بها من أشياء فأخذت صناديق الفاكهة القديمة التى تستخدم لتعبئة الفاكهة وحولتها لقطع أثاث بلمسة عصرية، قائلة: "أنا كان عندي صندوق فاكهه قديم أخدته وحولته لقطعة ديكور عندي في البيت وحولت شكله لحاجه ثانيه خالص.. في البداية مكانش عندي فكرة معينة ليه بس قعدت قدامه ألعب ولما خلصت عجبنيورفعته على صفحتى وعجب كل الناس".
عالم إعادة التدوير بدأ يستقطب الكثيرين، وباتت الفيديوهات والصور عن إعادة التدوير تغزو السوشيال ميديا، لكن يبقى لكل شخص لمسته الخاصة وإبداعه الذي يميزه، وريهام طبيبة الاسنان بمشرطها المسنون وذهنها المبتكر وخيالها الواسع، حولت زرع الفيكس المطاط الذي يتسم بورقته العريضة لاسكتش رسم، واخرجت من كل ورقة لوحة قادرة على أن تعكس روح فنان بين ثنايها.
الدكتورة ريهام هى أم لطفل مازال صغيرًا، لديها من الوقت ما جعلها تمارس هوايتها فى إعادة التدوير، فرسمت من قطع حجارة الزلط لوحة فنية ولونتها فباتت منظرًا طبيعيًا، لكن ربما كان عملها لا يتيح لها مزيدا من الوقت.
لكنها دوما كانت تحرص على اقتناص وقتها الخاص لتمارس هوايتها، حتى جاءت فترة العزل المنزلى وفترة البقاء في المنزل، لتحول ريهام وجهتها كاملة، لتقرر أن يكون هذا هو عملها ومشروعها الشخصى.
وتقول ريهام لليوم السابع، أن من ضمن هوايتها شراء قطع الاثاث القديمة وتحويلها لقطع ديكورية مختلفة يكثر عليها الطلب، قائلة إن أكثر شىء أحببته هو اعادة تشكيل وتجميل قطع الاثاث القديمة، فهي تعرف أين تباع وفى لحظة وقوفها أمام القطعة، يخرج هاجس فى ذهنها يخبرها: "ستصلح لكذا"، ومن هنا تبدأ فى التعامل، وأحيانا يتصل بها البعض يسألوا عما يمكنهم فعله في قطعة أثاث قديمة لديهم ويريدون الاحتفاظ بها فى شكل جديد، فتقوم بتجمليها وإحيائها مرة أخرى فتصبح قطعة ديكور نادرة التكرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة