فى الأفق البعيد قد تصبح الصورة غير واضحة، حين ترى سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل.
فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقي الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا".
وإليكم الحلقة السادسة عشر: داليا جريبوسكايت رئيسة لتوانيا السابقة
رئيسة ليتوانيا داليا
داليا جريبوسكايت، أول رئيسة سيدة لدولة لتوانيا الأوروبية فى الفترة من 2009 إلى 2019، وتم التمديد لها لفترتين كسابقة تاريخية، وبنت سمعتها باعتبارها منتقدة قوية للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وضغطت من أجل فرض عقوبات غربية أقوى على روسيا و رفضت التعاون الوثيق مع البلاد، كما أدانت نشر صواريخ إضافية ذات قدرة نووية في بحر البلطيق.
داليا
وكانت داليا واحدة من أكثر السياسيات خبرة في الاتحاد الأوروبي، وتشتهر أيضًا بصراحة وروح الدعابة، وانتقدت روسيا بصوت عالٍ بطرق لم يجرؤ عليه سوى عدد قليل من القادة الأوروبيين، وقارنت بوتين مع جوزيف ستالين وأدولف هتلر، وصفت روسيا بأنها "دولة إرهابية" وحذرت من أن عدوان موسكو يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء أوروبا وخارجها.
رئيسة لتوانيا السابقة
نشأت داليا بين عائلة من الطبقة العاملة في فيلنيوس، وكان والدها بوليكارباس جريبوسكاس يعمل كهربائيًا وسائقًا، وأمها بائعة، وولدت داليا جريبوسكايتي في فيلنيوس في 1 مارس 1956. درست في مدرسة فيلنيوس سالوميجا نوريس الثانوية في عام 1983، تخرجت بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد السياسي من جامعة لينينجراد آنذاك.
في عام 1988 دافعت عن أطروحتها في أكاديمية موسكو للعلوم العامة وحصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد، وفي عام 1993، منحها مجلس البحوث في ليتوانيا درجة أكاديمية من دكتوراه في العلوم الاجتماعية.
في عام 1992، أكملت برنامجًا خاصًا مدته ستة أشهر لكبار المسئولين التنفيذيين في جامعة جورجتاون في واشنطن.
رءيسة لتوانيا السابقة
كانت رئيسة قسم الزراعة في مدرسة فيلنيوس الثانوية للحزب في 1983-1984، وبعد ذلك، من 1985 إلى 1990 - محاضر في قسم الاقتصاد السياسي. في أغسطس 1990-1991، كانت سكرتيرة علمية في معهد الاقتصاد الليتواني التابع لوزارة الاقتصاد في جمهورية ليتوانيا.
أصبحت داليا جريبوسكايتو مديرة برامج في مكتب رئيس الوزراء عام 1991، وفي العام نفسه، تم تعيينها مديرة للإدارة الأوروبية في وزارة العلاقات الاقتصادية الدولية. في عام 1993، شغلت منصب مدير إدارة العلاقات الاقتصادية في وزارة الخارجية.
في العام التالي تم تعيينها مبعوث فوق العادة ووزيرة مفوضة في بعثة ليتوانيا لدى الاتحاد الأوروبي. من عام 1996 إلى عام 1999، عملت داليا جريبوسكايتي كوزيرة مفوضة في سفارة ليتوانيا في الولايات المتحدة، ثم شغلت منصب نائب وزير المالية، ونائب وزير الخارجية، ثم وزيرة المالية.
وفي عام 2004، تم تعيين داليا مفوضة الاتحاد الأوروبي المسئولة عن البرمجة المالية والميزانية.
تتحدث رئيسة ليتوانيا السابقة أربع لغات أجنبية، وهى الإنجليزية والروسية والبولندية والفرنسية الأساسية.
بعد توليها منصبها ركزت جريبوسكايت على رفع الثروات الاقتصادية للبلاد، وسعت إلى تحفيز الصادرات، وخفض النفقات العامة، والعمل على تنفيذ مساعدات الاتحاد الأوروبي بكفاءة، وتقديم إعفاءات ضريبية لأصحاب الشركات الصغيرة.
وبحلول عام 2011، أظهر الاقتصاد بعض علامات الانتعاش، على الرغم من استمرارها في النضال، بعد أن ضمت روسيا جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي الأوكرانية بشكل غير قانوني في مارس 2014، كانت جريبوسكايت أحد أكثر المؤيدين للعقوبات الاقتصادية ضد حكومة الرئيس الروسي.
وفي مايو 2014، أعيد انتخابها، لتصبح أول رئيس في تاريخ ليتوانيا ما بعد الاتحاد السوفيتي يخدم فترتين متتاليتين، حيث تسيطر العلاقات مع روسيا على ولايتها الثانية، وشددت على الاستعداد العسكري الليتواني ورحبت بمجموعة قتالية للناتو كجزء من "الوجود المعزز للحلف" في ليتوانيا.
اشتهرت السيدة الأولى بإنجازها جميع أدوارها ومسئولياتها بكفاءة، وقد حظيت التعديلات التي اقترحتها في ميزانية الاتحاد الأوروبي بتقدير كبير، بخلاف فهمها السياسي، فهي أيضًا محسنة تهتم برفاهية جميع مواطني أمتها.
كما أنها داعمة قوية لمجتمع المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية، وتساعد المنظمات غير الحكومية التي تعمل من أجل تحسين هذه العشيرة.
وقاطعت "دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2013 في سوتشي" بسبب انتهاك حقوق الإنسان.
لم تتزوج الرئيسة الليتوانية، كما أنها ليس لديها أطفال، أو أشقاء، وتقضي هذه القائدة السياسية الشهيرة وقت فراغها في ممارسة الكاراتيه، وحصلت على حزام أسود.
وتقع ليتوانيا، شمال شرق أوروبا، وأكبر دول البلطيق الجنوبية وأكبرها، وكانت ليتوانيا إمبراطورية قوية سيطرت على معظم أوروبا الشرقية في القرنين الرابع عشر والسادس عشر قبل أن تصبح جزءًا من الاتحاد البولندي الليتواني للقرنين التاليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة