تزداد العملات الرقمية أو ما يطلق عليها المشفرة شعبية داخل أمريكا اللاتينية، حيث تقود البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وفنزويلا السباق فى استخدامها، وتعمل العملات المشفرة Blockchain بشكل بواسع في جميع أنحاء منطقة أمريكا اللاتينية، مدفوعة باعتماد مرجع السوق الرئيسي مثل Bitcoin.
وعلى الرغم من انتشارها بوجود 1166 شركة ناشئة مختة بالعملات الرقمية، فقد حذر العديد من الخبراء من استغلال العملات الرقمية فى العديد منن الأنشطة غير القانونية مثل غسيل الأموال، حيث لا تتطلب بورصات تبادل العملة غير الخاضعة للتنظيم سياسات شاملة لمكافحة معرفة العملاء ومكافحة غسيل الأموال.
هذه مشكلة كبيرة يجب معالجتها من قبل أي بلد في أمريكا اللاتينية والتي تسمح باستخدام العملات الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، زعم تقرير صدر حديثًا عن IntSights بعنوان "الجانب المظلم في أمريكا اللاتينية" أن المجرمين في البلاد استهدفوا منصات التبادل بين الأقران أو خلط الخدمات لاتخاذ إجراءات ضارة.
وقالت صحيفة "بانوراما" الفنزويلية إن المجرمين في أمريكا اللاتينية يستفادون من منصات التبادل غير المنظمة التي لا تتطلب معلومات التسجيل وإثبات الهوية لأغراض التتبع، وهذه التبادلات غير القانونية تجذب الجماعات الإجرامية التي تتطلع إلى تحريك مبالغ كبيرة من الأموال عبر القنوات غير المسجلة.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها، إن مجموعات الجريمة المنظمة في أمريكا اللاتينية تتحول إلى العملات الرقمية لغسيل مبالغ كبيرة من المال حتى يتمكنوا من إخفاء مساراتها، ومن أشهر الحوادث، إدانة موظف سابق في مايكروسوفت مؤخرًا بسرقة أكثر من 10 ملايين دولار، وغسيلها باستخدام خلاطات العملات الافتراضية المعروفة.
هذه الحالات بالتأكيد تقوي الحجة ضد اعتماد العملات المشفرة ليس في أمريكا اللاتينية فقط وإنما في العالم أسره، حيث يرى التقرير أن ذلك يأتي كدعم لأولئك الذين يجادلون ضد استخدام العملات الافتراضية التي تنص على أنه يمكن التلاعب بها بسهولة واختراقها.
وأكد التقرير أن كولومبيا تبرز فى المركز الأول الأكثر استخدامًا للعملة الرقمية، وذلك على الرغم من تحذير الرقابة المالية من مخاطرها لسنوات، وفى بوجوتا، أصبح من السهل العثور على ماكينات صرافة آلية لشراء العملات المشفرة وكذلك المتاجر والمؤسسات الآخرى، التى يقبلونها كوسيلة للدفع، ولا يزال "البيت كوين" هو الخيار الأكثر شعبية بين الكولومبيين.
وتتبع الأرجنتين عن كثب كولومبيا، وعلى الرغم من أنه ليس بنفس القدر عدد أجهزة الصراف الآلى ببيتكوين، إلا أنها تنتشر بقوة أيضًا، فتم اطلاق أول موقع إلكترونى فى البلاد مؤخرًا، والذى يمكن من خلاله شراء العملات المشفرة، وهو "inbest" الذى يهدف إلى مساعدة القطاع على النمو فى المنطقة.
ويرى المحللون أن عام 2020، انتشر استخدام العملات الرقمية فى امريكا اللاتينية وذلك بسبب طوارئ كورونا كما أيضًا أن اقتصاد المنطقة تعانى من حالة من الفوضى وعدم الاستقرار فى ظل طوارئ كورونا، ويبدو أن امريكا اللاتينية ترحب بالتقدم التكنولوجى على الرغم من مساوئه والمخاطر التى تنطوى عليه.
ما هي أكثر العملات الرقمية المُشفرة تداولاً؟
إن عالم العملات الرقمية المشفرة عالم متنوع بشكل كبير، حيث يمكن لأي شخص يفهم تقنية البلوكتشين أن يطلق عملة رقمية مشفرة خاصة به، ويوجد حاليًا أكثر من 1600 عملة مشفرة مدرجة في البورصات الرئيسية والمتوسطة الحجم والمتخصصة.
منذ بداية ظاهرة العملات الرقمية المشفرة، يظل الـ Bitcoin والـ Ethereum العملتان الأكثر شيوعًا. لقد تحسن وضع الـ (Ripple XRP) في السنوات القليلة الماضية، وأصبح من بين أشهر ثلاث عملات. حيث تجاوزت قيمة الـ( Ripple XRP) لفترة وجيزة قيمة الـ Ethereum السوقية في سبتمبر 2018 لتصبح الريبل بذلك ثاني أشهر عملة رقمية مشفرة.
بعيداً عن الـ Bitcoin، الـ Ethereum، والـ Ripple XRP، هناك العديد من العملات الرقمية المشفرة الأكثر شعبية ولكن قيمتها وشعبيتها تميلان إلى التضاؤل والتدفق. فيمكن أيضًا تداول من خلال مؤشر أشهر 10 عملات رقمية مشفرة الذي تم إنشاؤه بشكل فريد، حيث يضم أكثر العملات المشفرة شيوعًا في أي وقت محدد.