سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 1 يونيو 1983.. رسالة تضامن من توفيق الحكيم لهيكل أثناء حملة الهجوم عليه بسبب «خريف الغضب»

الإثنين، 01 يونيو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 1 يونيو 1983.. رسالة تضامن من توفيق الحكيم لهيكل أثناء حملة الهجوم عليه بسبب «خريف الغضب» توفيق الحكيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الهجوم «رسميا» يتواصل ضد الكاتب محمد حسنين هيكل بسبب كتابه «خريف الغضب»، وكانت جريدة «الأهالى» لسان حال حزب التجمع اليسارى برئاسة تحرير الكاتب الصحفى حسين عبدالرازق تساند هيكل.
 
يذكر حسين عبدالرازق فى مقاله «هيكل والأهالى وأنا، موقع المدى، 1 ديسمبر 2016»: «نشرت الأهالى فى 4 مايو 1983 حوارا مع هيكل أكد فيه أن الكتاب لا يروى قصة غضبه، بل يروى أسباب غضب الشعب كله، ثم نشرنا فى 11 مايو أجزاء من الكتاب تحت عنوان: «هيكل ينسب للسادات وقائع خطيرة، نطالب مبارك بالتحقيق فيها..وفى العدد التالى أجرى صلاح عيسى (مدير التحرير) حوارا مع هيكل حول كامب ديفيد وأخطاء السادات فى القيادة السياسية للحرب (أكتوبر 1973)، وكتب حافظ إسماعيل (مستشار الأمن القومى للسادات أثناء حرب أكتوبر) ردا على هيكل، وأتحنا الفرصة لهيكل للرد فى حوار أجراه صلاح عيسى.
 
فى هذه المعركة نشرت «الأهالى» يوم 1 يونيو، مثل هذا اليوم،1983 رسالة توفيق الحكيم إلى هيكل تضامنا معه، بعد أن رفضت الأهرام نشرها، بالرغم من أنه أكبر كتابها منذ أن تولى هيكل رئاسة تحريرها عام 1957، كما نشرت «الأهالى» رد هيكل عليها.
 
نشر «هيكل» رسالة الحكيم فى كتاب «خريف الغضب»، ورده عليها، وقال فى مقدمة الكتاب: «رأى ذلك الصديق الكبير، نصحًا وحرصًا، مع بداية الضجة التى رافقت الإصدار الأول من الكتاب، أن يبعث إلى برسالة، ورأيت، محبة له واحترامًا، أن أرد عليه، واستأذنته فى نشر الرسالتين، وكريمًا أَذِنَ، وجرى الإعلان عن ذلك فى وقته وأوانه، وتم نشر الرسالتين فى الطبعات العربية».
 
قال الحكيم فى رسالته: «أنا معتقد أنك متأكد من عدم موافقتى على كتاباتك السياسية، لأنك تتذكر ما كان يقوم بيننا من خلاف عندما نجتمع فى جلسات مجلس الإدارة بالأهرام، حيث كنت أوجه إليك الهجوم العنيف، وحين تنتهى الجلسة فإذ بذراعى فى ذراعك ونذهب لنتناول الطعام معاً ونحن نبتسم ونضحك، وذلك لأن علاقتنا كانت تقوم على أمرين: الثوابت والمتغيرات، فأما الثوابت فهى المحبة والمودة، وأما المتغير فهى الآراء من سياسة وغيرها..لا نخلط أحدهما بالآخر.
 
 إنى أكتب إليك اليوم لكى أهدئ من أعصابك بدافع من هذه المودة والمحبة وأنا بالذات لسبب واحد لأن حالتى تشبه حالتك، فأنت كتبت كتاب «خريف الغضب» وأعتبره هجوماً على «السادات» بعد موته، وأنا كتبت كتاباً هو «عودة الوعى» واعتبرته هجوماً على «عبدالناصر» بعد موته، وقد يفسر الغضب عندك بأنه وضعك فى السجن، فأما أنا فلم يضعنى «عبدالناصر» فى السجن ولم يبق أمام العالم العربى إلا تفسير واحد وهو عدم الوفاء أو ربما النفاق لعهد آخر، واليوم أيضاً تقوم ضدى القيامة لكتابة أخرى قيل إنها ضد الله تعالى، فأنا الآن فى وحدتى التى تعرفها، لا زوجة ولا ولد أعيش مع الله وأناجيه، فقالوا إن هذه المناجاة ضلال وإخلال وطردونى من جنة الله وانهالت علىّ خطابات الغوغاء وحتى بعض العقلاء تترحم على عقلى الذى ذهب والتخريف الذى جاء مع الشيخوخة، كل الذى يهمنى بالنسبة لك ولى وهو عدم احترام الرأى الحر.. فاكتب رأيك ولا أكتب أنا رأيى.
 
ليس من الضرورى أن يعجبنى رأيك أو يعجبك رأيى، المهم أن يوجد الرأيان والأهم أن يكون المجتمع خالياً من السلطة الواحدة، المسيطرة برأى واحد، التى يمكنها إسكات أى صوت غيره، وقد كان ينقل لنا من حكايات الأساطير القديمة أن للملك وزيرين، وزيراً على اليمين، ويسمى بالميمنة، ووزيراً على يساره أو شمال ويسمى بالمشملة، كما كنا نسميه ضاحكين.
 
اليوم أود أن يكون وزير الميمنة هو الوزير المؤيد للحكم ووزير المشملة المعارض للحكم، والحاكم يستمع لكل منهما بعين الاهتمام وسوف يستخلص رأيه بعد فحص الرأيين بكل دقة ونزاهة، وقد قلت للمشايخ الذين زارونى فى المنزل، لسؤالى عن موقفى من الله ومن الحساب والدين، إذا كان هناك حساب فى الآخرة فأنا مطمئن، فأما عن الحساب فلا بد له أن تكون هناك محكمة يسمح فيها بإبداء دفاعى لأن كل اتهام لا بد له من الدفاع، لا بد فى الآخر أن يكون الحساب فى جو من النقاء والصفاء، ما يجعل الدفاع مسموعاً، فأما فى الدنيا فإن أصوات الغوغائية مقترنة أحياناً بأصوات جديدة مفرقعة يجعل صوت الدفاع مخنوقاً.. لك منى الثبات فى حياتك والمودة والمحبة».
ورد هيكل، فماذا قال؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة