أزمة إنسانية تشهدها محافظة الشرقية منذ بداية فترة ذروة انتشار فيروس كورونا، بسبب عزوف المتطوعين عن تغسيل الموتى خوفا من الإصابة بالعدوى، وخروج بعض الجثث بدون التحقق من الضوابط الوقائية لعدم توافر متخصصين بالغسل.
وفى هذا الإطار قال الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، لـ"اليوم السابع"، إنه منذ بداية فيروس لكورونا انصرف المتطوعون والعمال بالمستشفيات عن تولى الغسل والتكفين للموتى، خوفا من الإصابة بالعدوى، وإن مديرى المستشفيات والأطباء كانوا يتطوعون للقيام بغسل الموتى، ولكن مع زيادة أعداد المصابين أصبح هناك ضغط شديد على المستشفيات وعلى الأطقم الطبية فى رعاية المرضى، مما أدى لزيادة الأزمة، داعيا لتكاتف مجتمعى بجوار الأطقم الطيبة لتخفيف العبء عليهم.
وأضاف هانى إبراهيم، أخصائى تحاليل فى مستشفى الحميات بالزقازيق، التى سجلت واقعتين فى هذا الشأن أن الدكتور أحمد ثابت مدير المستشفى، منذ بداية الفيرس هو يتطوع بتغسيل الموتى بنفسه، ولكن بعد زيادة حالات العزل، وعدم توافر متطوعين يكفى العدد، فهناك عاملة واحدة فقط مخصصة للسيدات، أصبح هناك ضغط، ولا بد من توافر متطوعين متخصصين بالوقائية للغسل والتكفين.
وبدوره قال إبراهيم الزهار، عضو مجلس إدارة مستشفى بلبيس: "مع زيادة أعداد الضحايا وعزوف المتطوعين عن القيام بالغسل، وكذلك ارتفاع تكاليف صناديق الخشبية، قرر الدعوة لتنظيم دورة كيفية تغسيل موتى فيروس كورونا وكيفية تلبيس أكياس الحافظة من السوائل وغلق مخارج البطن جيدا، وقمنا بنشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى بحيث يصل لأكبر عدد، مؤكدا أنه يجب على كل أسرة أن يكون فيها فرد على علم بكيفية الغسل، وكذلك تخصيص متطوعين فى كل قرية لتولى تلك المهمة، مع توفير الطرق الوقاية والبدل والجوانتيات للحفاظ عليهم.
وأضاف إبراهيم الزهار لـ"اليوم السابع": "بعد رصدنا معاناة ذوى الموتى فى توفير صندوق خشبى والذى سعره يبدأ من 1500 جنيه وهو فوق طاقة العديد من الأسر، بعمل نعوش من مادة الألوميتال، بعد مواقفة مديرية الصحة على مواصفاته، لكون هذه المادة قابله للتعقيم، وبذلك يسهل استخدمه عدة مرات وليس كالخشب مرة واحدة، فالصندوق عبارة عن أرضية والسقف من مادة استانلس والهيكل من الألوميتال، وتم تسليمها للحميات والصدر بالزقازيق وبلبيس العام، كما جار تنفيذ صناديق أخرى بحسب الطلب.
كما كلف الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، رؤساء المراكز والمدن والأحياء بالتنسيق الدائم والمستمر مع قوات الأمن ومديرى مستشفيات العزل الصحى لتشديد الرقابة على بوابات الدخول من وإلى المستشفيات، وعدم السماح بخروج حالات الوفاة بفيروس كورونا إلا بعد التأكد من اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة، حفاظاً على صحة وسلامة الجميع، مؤكداً ضرورة التواصل مع مديرية التضامن الاجتماعى والجمعيات الشرعية التابعة لها لدعم مستشفيات العزل بسيارات نقل وفرق من المتطوعين للتعامل مع حالات الوفاة، وذلك بالتنسيق مع مديرية الصحة وفرق الطب الوقائى.
وكانت محافظة الشرقية سجلت عددا كبيرا من الإصابات والوفيات، وقال المحافظ: "هذه مرحلة حرجة تتطلب منا الالتزام الكامل بارتداء الكمامات الواقية والبعد عن التجمعات والاهتمام بأعمال التطهير والتعقيم بصفه مستمرة".