قبل 6 أشهر في أتلانتا، أعلن نائب الرئيس السابق جو بايدن، المرشح المحتمل للحزب الديمقراطى انتخابات الرئاسة الأمريكية، أنه مرتبط جداً بالتجربة الأمريكية الإفريقية، قائلاً: لقد خرجت من المجتمع الأسود".
ولكن بينما تحترق تلك المدينة وغيرها من المدن الأمريكية، ويطالب المتظاهرون بأجندة سياسية قوية للمجتمعات الملونة، يواجه بايدن، البالغ من العمر 77 عامًا اختبارًا حاسمًا، هل لديه العلاقات والمهارة السياسية لتوجيه غضبهم والفوز بأصواتهم، أم سيتغلب عليه تسونامى من السخط؟، سألت صحيفة نيويورك تايمز.
ونقلت قناة الحرة الأمريكية أن كورنيل بلشر، الذى كان أحد أعضاء مستطلعى الرأى للرئيس باراك أوباما، يرى أنه قادر تمامًا على التدخل في هذه المساحة وإرسال رسالة توحد الأمريكيين، من خلال حديثه عن أفكار مارتن لوثر كينغ التي طرحها قبل عقود، والتي تقوم على أن الظلم في أي مكان لأي شخص هو ظلم للجميع.
حتى الآن، ظل بايدن هادئًا نسبيًا، وأدلى بملاحظات متلفزة وجيزة دعم المتظاهرين يوم الجمعة وأجرى جولة نادرة من المقابلات الإخبارية لإعلان وجهة نظره، وأصدر بيانا يدين العنف في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد حيث تملأ صور سيارات الشرطة المحترقة الأخبار التلفزيونية.
كما قام يوم الأحد بزيارة غير معلنة للمتظاهرين في ويلمنغتون، ونشر لاحقًا صورة وهو يتبادل الحديث مع شخص خلف شريط الشرطة الأصفر، وكتب عليها: "نحن أمة تتألم، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا"، ويخطط أيضاً للتحدث أكثر عن المشكلات العرقية فى الأيام القادمة، وفقًا لشخص مطلع على حملته.
العالم يضحك عليكم
حاول الرئيس دونالد ترامب، ربط الاحتجاجات بمكان وجود بايدن، مشيراً إلى أن الاضطرابات في فيلادلفيا، حيث يقع مقر حملة منافسة، وسأل ترامب الديمقراطيين : "هل هذا ما يريده الناخبون من جو النعسان؟"، ودعا العمد الديمقراطيين في المدن المتضررة لاستدعاء الحرس الوطني.
وأضاف ترامب: " العالم يراقبكم ويضحك عليكم وعلى النائم جو، هل هذا ما تريده أمريكا؟ لا".
كان بايدن فاز بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى، بسبب دعمه الساحق من الناخبين السود وسكان الضواحي، وتعترف حملته بأن فوزه على ترامب سيتطلب منه الحفاظ على دوافع الناخبين الأكبر سنا، وأيضاً جذب الشباب الأمريكيين الساخطين الذين تخشى الحملة أن يمتنعوا عن التصويت في هذه الانتخابات إذا لم يتواصلوا معهم.
الاختيار بين ترامب وبايدن
من جانبها، قالت شيكيرا باركر، إحدى منظمي الاحتجاجات، "إنها ليست مجرد احتجاجات، إنها غضب، الناس غاضبون في الشوارع"، مضيفة "هناك نظام يجب أن يتغير من الأعلى إلى الأسفل، على بايدن أن يثبت أن لديه الشجاعة لإحداث تغيير على طول الطريق".
بينما ذكر عبد العلى محمد، وهو ناشط في مجال الحقوق المدنية في فيلادلفيا، والذى أنشأ مؤخرًا صندوق كفالة للأشخاص الذين اعتقلوا خلال احتجاجات جورج فلويد، أن العديد من الشباب قد تخلوا عن العملية السياسية.
وأشار إلى أن الاختيار بين ترامب وبايدن هو اختيار الأقل سوءًا، قائلاً: "لقد كنا في هذا الموقف حيث كان علينا أن نختار بين الشرين الصغيرين، نحن لسنا في وضع أفضل مما كنا عليه من قبل".
وكان بايدن قال في بيانه أمس إن الاحتجاج على الموت الوحشي لجورج فلويد هو "حق وضروري"، كما أدان أعمال العنف التي اندلعت في بعض الأماكن.
خيبة أمل
بدروها، صرحت أنجيلا راى، وهى زعيمة للحقوق المدنية السابقة بالكونجرس، أنها تشعر بخيبة أمل من صمت البيان بشأن القضية الأكبر المتعلقة بوحشية الشرطة، وطالبت بايدن أن يغير أجندته 180 درجة، ومضاعفة العمل الذى يقوم به من أجل السود.
بينما عبرت نائبة الولاية جيلدا كوب-هانتر، رئيسة التجمع الوطني الأسود لمشرعي الولاية، وعضو ديمقراطي مخضرم من ولاية كارولينا الجنوبية، أنها تأمل في أن يرفع بادين صوت كل الأميركيين السود، ويوسع خطته لتشمل عناصر مقترحات وزير الإسكان السابق جوليان كاسترو، في قضايا مثل الإسكان والتعليم.
وألمح النائب جيمس إي، كليبورن، الذى ساعده تأييده لبايدن فى ساوث كارولينا على الفوز بالولاية، وفتح الطريق أمام الترشيح، أن أحد أخطاء بايدن هو الاعتماد على دائرة صغيرة من القادة السود الذين عرفهم لسنوات.