أدى الموت والدمار غير المسبوقين اللذين أحدثتهما الحرب العالمية الأولى إلى التأثير على الاقتصاد فى جميع أنحاء العالم ، لكن الوضع كان مختلفًا فى الولايات المتحدة، فقد كانت سنوات 1914 إلى 1918 فى الغالب سنوات ازدهار للولايات المتحد،ة حيث قامت الحكومة الفيدرالية بضخ الأموال فى اقتصاد الحرب، حتى خرجت من الحرب أقوى اقتصاد فى العالم.
ولكن حتى تلك الطفرة فى زمن الحرب لا تفسر تمامًا ما حدث بعد ذلك، على الرغم من جائحة الإنفلونزا العالمى الذى أودى بحياة 675 ألف أمريكى فى عامى 1918 و 1919، والاكتئاب الذى أفسد الاقتصاد فى عامى 1920 و 1921، لم تتعاف الولايات المتحدة فحسب بل دخلت فى عقد من النمو والازدهار غير المسبوقين، بدأ الأمريكيون فورة الإنفاق، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "هيستورى".
وقام الاحتياطى الفيدرالى الذى تم إنشاؤه فى عام 1913 ، باستعراض سياسته النقدية لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى. وبما أن الجمهور الأمريكى كان غير راغب فى تمويل المجهود الحربى من خلال الضرائب، فقد فعله الاحتياطى الفيدرالى بطباعة المزيد من الأموال، وكانت النتيجة بحلول عام 1918 ظهور التضخم الجامح على سبيل المثال زوج من الأحذية التى كانت تكلف 3 دولارات قبل الحرب تكلف الآن 10 دولارات أو 12 دولارًا.
توقع الاقتصاديون حدوث انهيار بعد الحرب حيث جفت طلبيات المصانع العسكرية بعد هدنة 1918، وما ضاعف من نهاية التطور الاقتصادى انتشار "بالإنفلونزا الإسبانية" ، وهى عدوى شديدة لم تقتل مئات الآلاف من الأمريكيين فقط من خريف عام 1918 إلى ربيع عام 1919 ، ولكنها أغلقت معظم الشركات .
وبشكل لا يصدق، لم تتحقق التوقعات الاقتصادية الرهيبة بعد الحرب، وبدأ المستهلكون الأمريكيون، وارتفعت معدلات التضخم ، وكذلك الأسعار لكن المستهلكين كانوا على استعداد لدفع أى شيء مقابل طعم الحرية.
ولمكافحة التضخم المرتفع ، استمر الاحتياطى الفيدرالى فى رفع سعر فائدة الخصم لجعل الاقتراض أكثر تكلفة، بحلول عام 1920 ، وصل سعر الفائدة إلى 7 بالمائة.