قالت صحيفة ماريان الفرنسية إن قطر تمر بأزمة صحية غير مسبوقة، حيث إن هذه الدولة الخليجية الصغيرة المشهورة بثروتها من الغاز واستثماراتها فى الخارج تسجل معدلات عالية للغاية من المصابين بفيروس كورونا فى العالم العربى، خاصة مقارنة بعدد سكانها الصغير الذى لا يتجاوز 2.7 مليون نسمة منهم 300 ألف قطرى فقط.
ففى هذا الإطار يشكك العديد من المحللين فى فعالية التدابير التى اتخذتها الحكومة القطرية وقدرة البنية التحتية الصحية، كما أشار تحليل خاص على صفحات مجلة ماريان الفرنسية.
وأفادت المجلة الفرنسية أن منظمة العفو الدولية وجهت انتقادات عديدة بشأن وضع العمال المهاجرين، فيعانى العمال فى قطر من ظروف عمل صعبة للغاية فيما يتعلق بالأجور وساعات العمل والحماية الاجتماعية. في هذا الإطار دعت منظمة العفو الدولية قطر إلى حماية العمال الأجانب من الاستغلال وسوء المعاملة والتمييز.
وأوصت المنظمة الدولية بأن تضمن دولة قطر استفادة هؤلاء الأشخاص من الحماية التي يوفرها قانون العمل، من أجل ضمان حقوقهم، وخاصة فيما يتعلق بتحديد عدد ساعات العمل وأيام العمل، العطلة والأجر مقابل العمل الإضافي وحرية التنقل.
وفي ظل أزمة تفشي فيروس كورونا تصاعدت انتقادات منظمة العفو الدولية لقطر فيما يتعلق بإدارة أزمة الجائحة وكذلك الطرد غير القانوني للعمال الأجانب في المنطقة الصناعية بالدوحة والمشاريع الجارية لتنظيم كأس العالم 2022، وذكرت منظمة العفو الدولية السلطات القطرية في بيان رسمي بضرورة ضمان إبلاغ جميع العمال الذين تم اعتقالهم وتهديدهم بالطرد بأسباب هذه الإجراءات، وإتاحة الفرصة لهم للطعن فيها وضمان حصول جميع العمال الذين انتهكت حقوقهم على تعويض منصف.
بالإضافة إلى ذلك يجب على السلطات القطرية ضمان حق جميع العمال المهاجرين في الحصول على الرعاية الصحية أثناء أزمة وباء كورونا.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى تحقيق نشر في 7 مايو 2020 في جريدة الجارديان البريطانية بعنوان: "العمال المهاجرون القطريون يتوسلون للحصول على الطعام مع زيادة حالات الإصابة بـ فيروس كورونا".
وعبر التحقيق قام الصحفيون بيت باتيسون وروشان سيدهاي بنشر شهادات العمال الأجانب في قطر الذي يعيشون بلا مأوى وبدون أجر، حيث يعاني هؤلاء المهاجرون من وضع خطير. وأشارت الجارديان أن هؤلاء العمال يعيشون في فقر وهشاشة وحاجة، وليس لديهم مأوى أو طعام.
وتحت عنوان فرعي (كارثة اقتصادية)، أشارت المجلة الفرنسية إلى أن من الناحية الاقتصادية، أجبر فيروس كورونا قطر إلى اللجوء إلى الديون من خلال إصدار سندات بقيمة 10 مليارات و 7.6 مليار دولار لتمويل صندوق الصحة الحكومي. وهو ثاني أكبر دين في تاريخ البلاد، وزاد الدين بشكل ملحوظ إلى 54 مليار دولار.
في هذه المرحلة، سجلت الخطوط الجوية القطرية خسائر فادحة. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، أعلن أكبر الباكر، المدير العام لشركة الطيران القطرية، عن تخفيض عدد الموظفين بنسبة 20% وتأجيل أجور بعض الموظفين بعد وباء فيروس كورونا. سجل قطاع الطيران خسائر بلغت حوالي 315 مليار دولار في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لـ بلومبرج، تحتاج الخطوط الجوية القطرية إلى معجزة من أجل استئناف جميع الرحلات قبل عام 2023 بسبب نقص الطلب وارتفاع التكاليف. فاقم فيروس كورونا الوضع المالي للشركة التي تأثرت بالفعل من الحصار المفروض من قبل جيران قطر. هذا الحصار فرضته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر منذ يونيو 2017 بعد اتهام قطر بزعزعة استقرار المنطقة وتمويل الإرهاب.
وأسفر الحصار عن تدابير مالية مثل ضخ أكثر من 50 مليار دولار في البنوك القطرية لتوفير الودائع المصرفية وتجنب النقص النقدي. يتجه الصندوق السيادي "هيئة الاستثمار القطرية" الذي يمثل السلاح المالي للبلاد باستثمار 300 مليار دولار نحو استراتيجية بديلة. صندوق الاستثمار هذا، الذي يتضمن استثمار بقيمة 30 مليار دولار في فرنسا من خلال مشاركات في رؤوس أموال المجموعات الفرنسية، مثل أكور، ولاجاردير، وتوتال، وفينشي، مويت هنسي لوي فيتون، قد قلل من مشاركاته في الخارج، ولا سيما في شركات مثل فيوليا، كريدي سويس، تيفاني آند كو والبنك الدولي في لوكسمبورج من أجل التركيز على الاستثمارات المحلية.
ختاما، أشارت المجلة الفرنسية أن قبل أكثر من عامين من كأس العالم 2022 في قطر، تسيطر المخاوف على هذا الحدث خاصة فيما يتعلق بقضايا الفساد وقدرة قطر على تنفيذ أعمال البناء في الوقت المناسب. تشعر دولة الخليج بالقلق من أن الآثار الاقتصادية لوباء فيروس كورونا ستؤثر على حجم الحضور الجماهيري في ملاعب البطولة.
وقال حسن الذوادي الأمين العام للجنة المنظمة: "إننا ندخل في ركود، ولا شك في أن هناك مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وقدرة الجماهير على دفع ثمن الرحلة". أجل وباء فيروس كورونا بالفعل البطولة الأوروبية لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية في طوكيو المقرر عقدها هذا الصيف".