نشاهد الآن لوحة "فى السوق" التى أبدعها الفنان النمساوى تشارلز فيلدا فى عام 1892 من داخل أحد أسواق القاهرة المميزة بخصوصيتها، حتى أنه بعد كل السنوات التى مرت على اللوحة نتعرف على كل ما فيها بسهولة.
ويبدو أن "تشارلز فيلدا" الذى عاش فى الفترة بين عامى (1854-1907) كان مغرما بالحياة الشعبية فى القاهرة، وهو هنا يقدم أربعة مشاهد فى لوحة واحدة، تشكل فى مجملها نوعا من الحركة داخل السوق لا تقوم على الوحدة المباشرة، فكل واحد مشغول بما يبيعه أو يشتريه، لكن هناك وحدة عامة يراها من ينظر بصورة كلية إلى الحدث.
المشهد الأول: الرجل بائع اللبن وطفلة تشترى منه بينما تقف امرأة تراقب ما يضعه الرجل فى الإناء، ويوجد رجل آخر ينظر لكن يبدو أنه لن يشترى هو فقط يشاهد ما يحدث، وفى المشهد يوجد "حمار" رمادى اللون هو البطل الحقيقى للمشهد على على مستوى الإتقان الفنى فهو مرسوم بصورة تقترب من الحقيقة.
والمشهد الثانى، بائع الخضار، الذى نشاهد بضاعته أمامه فى انتظار زبائنه، بينما يسلى نفسه بتنظيف "خضاره" الذى يبدو منها بصورة جيدة الطماطم والكرنب والبطاطس.
والمشهد الثالث، رجل يجلس خلف بائع اللبن، ومن الواضح أنه إسكافى، يجلس فى مدخل دخان صغير، فى انتظار زبائنه أو من اضطرتهم الظروف للبحث عنه فى السوق.
والمشهد الرابع، يقع فى أعلى السلم الصغير، الذي يبدو أنه يصل بنا إلى "وكالة" وفى مدخلها يقف رجلان يتفقان على شيء ما، ويناقشان ما يتعلق بعملهما.
وفى اللوحة يمكن لنا أن نتأمل الضوء والظل، فقد أحسن "تشارلز فيلدا" فى توظيفهما، فلدينا الشمس بكامل سطوعها تضىء نصف اللوحة تقريبا، بينما أثرها فقط هو ما نجده على بقية اللوحة، وعلى الأرض التى تكشف أثر الحركة فى سوق شعبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة