قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن تنظيم داعش الإرهابى قد كثف هجماته فى العراق وأجبر القوات الحكومية على تكثيف عمليات مكافحة الإرهاب مع تقليل الدول الغربية فى التحالف المناهض لداعش وجودها فى البلاد.
وشن التنظيم الإرهابى 566 هجوما على الأقل فى العراق فى الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالى، و1669 خلال عام 2019، وهو ما يمثل زيادة 13% عن العام السابق بحسب المحليين الأمنيين مايكل نايتس واليكس ألميدا الذين يتتبعان نشاط التنظيم.
وقالت فاينانشيال تايمز إنه على الرغم من أن داعش حاليا "ظل" لفترة مسيطرا على منطقة بمساحة بريطانيا عبر سوريا والعراق فى عام 2014، وحكمت نحو 8 مليون شخص، إلا ان مقاتليها شنوا الشهر الماضى هجوما جديدا، وقتلوا على الأقل 19 من قوات الأمن العراقية وفقا للتقارير المحلية. ويتهم الإرهابيون أيضا بإحراق الجثث واضطهاد المجتمعات فى أجزاء من غرب وشرق وشمال العراق
ولفتت الصحيفة إلى أن الإرهابيين استغلوا الانسحاب الجزئى للتحالف الدولى ضد داعش، بحسب ما يقول المحللان، فى حين أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران والتعطيل الذى سببته جائحة كورونا إلى جانب الشلل السياسى فى بغداد قد قدموا جميعا الفرصة لإعادة تجمع الإرهابيين.
وكان الآلاف من الجنود الأجانب من بريطانيا وكندا وفرنسا قد غادروا العراق هذا العام بعدما أدت المخاوف المتعلقة بكورونا إلى وقف برامج التدريب العسكرى التى يشاركون فيها. ولا يوجد خطط مؤكدة لعودة هذه القوات، بحسب ما يقول العقيد مايلس كاجينز، المتحدث باسم التحالف العسكرى الذى تقوده الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن هناك حاليا أقل من 10 آلاف من قوات التحالف داخل العراق، منهم 5200 أمريكيين، وفقا للمتحدث باسم التحالف. وتم إرسال 800 من القوات الأمريكية إلى وطنهم بشكل دائم، بينما تم تقل ست قواعد عسكرية إلى السيطرة العراقية. ويصر التحالف على أنه يقلص حجمه بسبب تراجع التهديد الذى يمثله داعش. وقدر أرفع مسئول أمريكى فى سوريا فى يناير الماضى ان داعش احتفظ بما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل فى العراق وسوريا، على الرغم من أن بعض المراقبين يعتقدون أن أرقامهم أقل من هذا.
ولم يعد لداعش سيطرة على الأرض، كما أن زعيمها أبو بكر البغدادى قتل فى أكتوبر الماضى، عندما قامت القوات الأمريكية لمداهمة مخبأه فى شمال سوريا. وقال الرئيس ترام بان اختطاف او أسر البغدادى كان الأولوية الأمنية الأولى لإدارته، وأثنى على موته باعتبار أنه يجعل العالم مكان أكثر أمنا.
إلا أن الصعود الأخير فى أعمال العنف يظهر أن التنظيم لم يهزم. ففى تسجيل تم تداوله على أحد قنوات السوشيال ميديا التابعة لداعش، قال المتحدث باسم التنظيم حمزة القريشى إن "لجهاديين قد زادوا من هجماتهم بعدما بدأ الأمريكيين فى سحب قواتهم من العراق.
وردا على ذلك، قال الكولونيل كاجينز إن قوات الأمن العراقية سعت إلى القضاء على اى عودة من خلال شن غارات وعمليات هجومية أخرى. وقال إن هجمات مايو دفعت قوات الأمن العراقية غلى المضى قدما فى عملية برية كبيرة ضد المسلحين فى منطقة جبلية بشمال العراق.
ورغم إصرار المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية على أن بلاده يمكنها التعامل مع داعش دون وجود جنود دوليين على الأرض، فغن حسين علاوى مستشار جهاز مكافحة الإرهاب العراقى قال إن الدعم العسكرى الأجنبى لا يزال حاسما.