مع تفشي وباء فيروس كورونا، يسعى كل شخص للاطمئنان على نفسه من خلال إجراء العديد من الاختبارات والفحوصات للتأكد من عدم إصابته بالفيروس، وانتشرت فى كثير من دول العالم ما يعرف باختبارات الأجسام المضادة، والتى تكشف عما إذا كان الجسم كون أجساما مضادة ضد وباء فيروس كورونا من عدمه، وهو ما جعل الكثير من المستغلين يطرح اختبارات غير موثوقة وكاذبة، الأمر الذى دفع منظمة الصحة العالمية، للتحذير من أن تلك الاختبارات غير قادرة على كشف أن الشخص اكتسب حصانة مناعية من الفيروس من عدمه.
ووفقا لتقرير لوكالة "رويترز"، شهد سوق اختبارات الأجسام المضادة لفيروس كورونا، حرارة شديدة وتصاعدت في غضون أشهر، حيث أن مئات المنتجات تغرق العالم للأشخاص الذين يرغبون في معرفة ما إذا كان لديهم بالفعل الفيروس، ونتيجة لذلك قامت السلطات الأوروبية بتشديد الرقابة على هذا القطاع الكبير الذى شهد رواجا هائلا خلال الأشهر القليلة الماضية والتخلص من الاختبارات التي تعطي نتائج غير دقيقة باستمرار، وقمع الشركات التي تقدم ادعاءات كاذبة.
وتعتمد الحكومات والشركات على هذه الاختبارات لقياس مدى انتشار الفيروس على نطاق واسع أثناء اندفاعهم لإعادة اقتصاداتهم وموظفيهم إلى العمل وتجنب موجة ثانية من العدوى، حتى لو لم يثبتوا مناعة.
ويستخدم العديد من الأشخاص أيضًا مجموعات، تُعرف أيضًا باسم اختبارات المصل أو اختبارات الدم ، في المنزل أو لإجراء الفحوصات الشخصية في العيادات.
ووفقا لتقرير "رويترز" منذ أبريل، تضاعف عدد مجموعات الأجسام المضادة التي تحمل علامة الجودة في أوروبا إلى أكثر من 200 ، وفقًا لقائمة جمعتها مفوضية الاتحاد الأوروبي ، السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.
وقال ستة من المنظمين الوطنيين ومصادر الصناعة في جميع أنحاء أوروبا، إن بعض هذه المجموعات غير موثوقة، وخضعت عشرات الاختبارات لتحذيرات الجهات التنظيمية من سوء البيع، بما في ذلك في إسبانيا والسويد.
كما فرضت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA قيودًا شديدة على هذا القطاع الشهر الماضي، ولم يعد مسموحًا بتسعة على الأقل لبيعها في الولايات المتحدة.
وحتى الآن لم يثبت العلماء بشكل قاطع بعد ما إذا كان الناجون من فيروس كورونا محصنين ضد الإصابات الجديدة أم لا، حتى إذا طوروا أجسامًا مضادة، كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الاختبارات في السوق ليست موثوقة بما فيه الكفاية ولا يمكنها إثبات الحصانة، وقد دعم ذلك دراسة أجرتها هيئة التنظيم الهولندية ووجدت في مايو أن أيًا من 16 اختبارًا تمت مراجعتها كانت جديرة بالثقة وأكدت أن نتائج الاختبار غير موثوقة وخلصت الدراسة إلى أن نسبة النتائج الإيجابية الخاطئة والسلبية الخاطئة مرتفعة للغاية.