القارئة سمر عبد الوارث عبد الحليم تكتب: شتاء نوفمبر

الجمعة، 12 يونيو 2020 02:00 م
القارئة سمر عبد الوارث عبد الحليم تكتب: شتاء نوفمبر تعبيرية عن الحزن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إنها العاشرة مساء فى شتاء نوفمبر البارد، أجدك تدق بابى فجأة بعنف، أهرول نحو الباب بسرعة بعد أن كدت تكسره من شدة الدق.. حسناً حسناً، أنا قادمة! أفتح أخيراً لأصيح:

-”ما بك؟“

=”ما بكِ أنتِ؟ هل أنتِ بخير؟“

أفسح لك المجال للدخول وعلامات التعجب تملئ وجهى؛ ”نعم، أنا بخير، ما بك أنت؟“

تدخل أمامى لألحظ الطعن فى ظهرك وأصرخ بك: "ماذا حدث؟! أنت تنزف! علينا الذهاب للمشفى حالاً!“ لتنظر إلى فى كل برود وتبادرنى: آه هذا؟ هذا لا شىء. أنا بخير، حدثينى عن حالك.. كنت قلقاً عليك..".

أنظر إليك في ذهول وغضب في آن واحد. أكرهك عندما لا تهتم بنفسك ولا تسمح لي بالاهتمام بك أيضاً. أذكر مرة قلت لي فيها أني سأموت مختنقة باهتمامي هذا. لكن ما أدراك؟ أنت حتى لا تعطيني الفرصة لنجرب.. وهذا ما يخنقني بحق. أجلس قبالتك وأنا أرقبك في صمت ترقب بيتي وما جديد طرأ به.. أحاول نغزك وأقول لك ”لنذهب لبيتك لقد سئمت المكوث هنا..“ لتبادلني برفض قاطع غير مبرر.. أشاجرك قليلاً وأنا ممتعضة وأسايرك حيناً فقط لإني لا أود إغضابك..

تبيت الليلة والثانية والثالثة وتقرر يوماً أنك ذاهب لبيتك لأصيح بحماس أطفال ”سآتي معك!“

لا تعلم ذلك لكني أحب بيتك كثيراً وعلى الرغم من ما رويته لي عن ازدحامه بكل ما قد يخطر على بال إنسان إلا أني دائماً ما ألحظ الورود التي تتغلل كل ركن فيه.. وبرغم سواده المحدق حيناً إلا أنني أجده مناسباً جداً ليحمل النجوم بين أذرعته.. ترمقني ببرود أن افعلي ما شئتي، ونذهب سوياً لبيتك أخيراً، وما أن نصل لعتبة الباب حتى تدخل أنت وتصفع الباب بوجهى..

أدق مراراً في ارتباك شديد وعدم استيعاب لكن بدون جدوى حيناً وفي حين آخر بعيد عنه تبادلني بكلمتين من خلف بابك الضخم لكن دونأن تدعوني لأدخل ولا مرة.

أقول لنفسى "عودى لبيتك، ماذا تفعلين بهذا البرد القارس؟"

"بيتي بعيد جدا.. أريد البقاء هنا.. هنا أقرب لقلبي. أرى ناراً لكنها بعيدة. وعلى قدر بُعدها على قدر ما أشعر بها أحياناً".

لن يسمح لك بالدخول، غادري.

ماذا إن سمح يوماً؟ أود انتظاره! أنا حقاً أفتقده.. وكأن السماء صارت سوداء لا يزينها سوى القمر حزيناً منكسراً خاطره لفقده النجوم التي هجرته فجأة.

حمقاء. لن يحتمل مخلوق من نار مثلك كل ذلك الجفاء والبرد.

لكني لن أُترك لأتجمد هنا بالتأكيد. صحيح؟

سنرى ذلك.. فلا يبقى سوانا دوماً.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة