وكشفت الصحيفة -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن- أن الاتحاد الأوروبي يقترح استخدام "الكم الأكبر" من مبالغ صندوق الطوارئ بقيمة تصل إلى 2.7 مليار يورو لتعزيز هذا الجهد، ملتزماً في الوقت ذاته بضمان الوصول العادل لعلاجات كورونا إلى جميع أنحاء العالم، وذلك وفقًا لمسودة استراتيجية صدرت عن المفوضية الأوروبية.


وتسلط هذه المسودة التي من المقرر أن يناقشها وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من اليوم الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الأوروبية من اجل الهروب من جائحة أصابت سكان واقتصادات العديد من دولها بشدة.


وأضافت المسودة -التي من المقرر نشرها الأسبوع المقبل ولكنها سُربت إلى (فاينانشيال تايمز)- "إنه من المرجح أن يتم التوصل إلى حل دائم لأزمة كورونا من خلال تطوير ونشر لقاح آمن وفعال ضد الفيروس...فكل شهر يمضي لصالح استكشاف لقاح من شأنه أن يُنقذ حياة الكثيرين والعديد من الوظائف ومليارات اليوروهات".


وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أنه سيتم تعبئة الأموال من صندوق الاتحاد الأوروبي المعروف باسم أداة الدعم الطوارئ- وربما تُوجه- لتمويل جهود الشركات المصنعة لإنتاج اللقاحات بسرعة وعلى نطاق واسع. كما ستوجه الأموال في المقام الأول إلى الأدوية التي ستدخل في التجارب السريرية هذا العام بهدف الإنتاج الضخم في عام 2021.


وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي - رفض الكشف عن اسمه- إن الصندوق الجديد سيتجنب الشركات التي توجه قدرتها التصنيعية الوحيدة إلى الولايات المتحدة، حيث أشارت واشنطن إلى أنها تريد أدوية أمريكية الصنع لنفسها.


وأضاف المسؤول في إجابته عن الكيفية التي سيختار بها الاتحاد الأوروبي الشركات التي يعمل معها:" أن الموقع مهم والتوقيت مهم وصلابة النهج العلمي مهمة...ونحن بحاجة للتأكد من أننا نراهن على الشركات المُرشحة التي لديها فرصة جيدة للنجاح".


كان مسؤولو الاتحاد الأوروبي قد أكدوا أنهم كانوا يتعاونون ولا يتنافسون في ظل مبادرة مماثلة أطلقتها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا -وجميعها أعضاء في الاتحاد الأوروبي- لتأمين الوصول إلى عشرات اللقاحات قيد التطوير دوليًا. وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي في البداية إن المملكة المتحدة، التي تركت الكتلة الأوروبية في يناير، لن تكون جزءًا من مخطط اللقاح- لكن الكتلة قالت فيما بعد إن لندن يمكن أن تحصل على اللقاح المحتمل خلال فترة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تمتد حتى نهاية العام.


وتؤكد المسودة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل "لعب دوره في ضمان الوصول العالمي إلى اللقاح، بغض النظر عن الثروة"، على الرغم من مخاوف الناشطين من الضغط على الإمدادات للدول الأكثر فقراً.


وقال مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي (وفقا لما نقلته الصحيفة البريطانية):" ما نريد القيام به هو تأمين إمدادات كافية لدولنا الأعضاء، مع تحمل المسؤولية العالمية أيضًا...هذا، في الواقع، في مصلحتنا الذاتية، لأنه لا توجد منطقة آمنة في العالم حتى يتم السيطرة على الفيروس في كل مكان".


وقالت شركة سانوفي الفرنسية، ثالث أكبر صانع لقاحات في العالم، إنها ترحب "بأي مبادرة منسقة من الاتحاد الأوروبي تضمن إنتاج لقاح لكورونا في المنشآت الأوروبية وتضمن توافر اللقاح للمواطنين الأوروبيين وبقية العالم".