دائماً ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحياناً أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
تظل واقعة سحب شارة "الكابتن" من عصام الحضري حارس الأهلى الأسبق من الوقائع التى تتذكرها جماهير الأهلى خلال السنوات الماضية وربما فى تاريخ القلعة الحمراء وسيذكرها التاريخ دائماً لأنها تتعلق بحارس يراه الجميع أفضل حارس فى تاريخ الكرة المصرية ومدرب يراه الجميع أيضاً أفضل مدرب فى تاريخ الأهلي.
تعود القصة إلى عام 2005 وتحديداً يوم الجمعة 22 أبريل عندما استضاف الأهلى فريق اتحاد العاصمة الجزائرى باستاد القاهرة فى إياب دور ثمن النهائى لبطولة دورى أبطال أفريقيا، وكان الأهلى قد فاز فى لقاء الذهاب بالجزائر بهدف صاروخى حمل توقيع محمد بركات.
فى لقاء العودة بالقاهرة، تقدم الضيوف عن طريق حسين عاشيو، فى غياب دفاع الفريق الأحمر، واستطاع الأهلى أن يدرك التعادل، وسط اعتراضات من لاعبى اتحاد العاصمة لاعتقادهم أن الكرة لم تتخط خط المرمى قبل أن يسجل عماد متعب هدفا رائعا من كرة ثابتة لتصبح النتيجة 2-1 لصالح الأهلي.
قبل انتهاء وقت المباراة بدقيقة واحدة، سدد أحد لاعبى الفريق الجزائرى كرة قوية من منتصف الملعب، لتذهب إلى عصام الحضرى حارس عرين الأهلي، وتسقط الكرة من يده، ويفشل دفاع الأهلى فى إبعادها، وتعود الكرة للاعبى النادى الجزائرى ليهددوا مرمى الحضرى مرة أخرى، فيضطر دفاع الأهلى لإسقاط مهاجم الضيوف ويحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء، تم تسجيلها بنجاح لتعلن عن التعادل ورغم صعود الأهلى مُستفيداً من الفوز خارج الديار إلا أن هذه النتيجة أشعلت غضب مانويل جوزيه المدير الفنى للفريق وقتها.
وعقب المباراة ثار جوزيه كثيراً وشن هجوماً عنيفاً على حارسه، واتهمه بالتقاعس وارتكاب أخطاء كارثية، مؤكدا أنه إذا طال وقت المباراة عن ذلك ربما تسبب الحضرى فى خسارة الفريق بفارق أكثر من هدف، وأعلن جوزيه عقب المباراة أن الحضرى لن يكون قائداً للأهلى بعد هذه المباراة لأنه شخص غير قادر على تحمل المسئولية ويلعب بأيادٍ مرتعشة.
وأسند جوزيه بعدها شارة القيادة لمدافع الفريق شادى محمد، واستمر فى هجومه على حارس الأهلي، ووصفه بالمغرور الغبى وضرب جوزيه باب غرفة الملابس بقدمه وقذف زجاجة المياه ليواصل تعبيره عن غضبه وثورته مما فعله الحضرى فى المباراة وظل يُردد كلمات باللغة البرتغالية تم ترجمتها للاعبين بعدها بأن الحضرى لن يستمراً قائداً للفريق.
قرار سحب الشارة من الحضرى لم ينقص من قدره فى الفريق حيث واصل الدفاع عن عرين الأهلى ببراعة ويحصد البطولات المحلية والقارية قبل أن يرحل سراً عام 2008 إلى سيون السويسرى ويعود ليلعب لعدة أندية محلية وعربية فى مسيرة رائعة جعلت عصام الحضرى أفضل حارس فى تاريخ مصر ومن أفضل 3 حُراس مرمى فى تاريخ أفريقيا حسب الكثير من الاستفتاءات بفضل حماسه وإصراره السديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة