أثارت تصريحات قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية عن سر التناول الجدل في الأوساط المسيحية بعد أن لفت البابا إلى أن طقوس الكنيسة ليست جامدة بل مستمدة من تعاليم الآباء بينما فرضت حكومات أجنبية على الكنائس المصرية القبطية في المهجر الاستغناء عن استخدام الماستير أو ملعقة التناول تجنبا لنقل العدوى.
القس انتوني حنا كاهن كنيسة السيدة العذراء ومارمينا بكاليفورنيا أعرب عن رفضه الهجوم على قداسة البابا تواضروس الثاني مؤكدا أن الحكومة والسلطات فى أمريكا أجبرت الكنائس المصرية على تغيير طريقة التناول وإلا سيتم إغلاق الكنائس القبطية في المهجر .
واعتبر القس انتوني أن الطرق المقترحة هي توصيات صحية في وضع استثنائي بحت مؤكدا: لا نشك فى جسد المسيح ودمه، لكننا لا نستطيع أن نجبر السلطات والحكومات علي إيماننا.
أدخلت في القرن السادس عند الأقباط والأروام والسريان وكان التناول من الكأس مباشرة ولا يستعملها للآن الأرمن ولا السريان ولا النساطرة ولا الموارنة ولا الكنيسة الغربية. يعنى الهراطقة مش بيستخدموها.
واستشهد القس بالآية: فَقُلْتُ: "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ". ٦فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، ٧وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: "إِنَّ هذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ، فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ، وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ" مؤكدا أن الماستير ليست عادة ولكن لها أصل كتابى.
بينما أشار الأنبا برنابا أسقف الكنيسة القبطية بروما إلى أن الحكومات في أوروبا وضعت بعض الشروط لإعادة فتح الكنائس من بينها مراعاة الاشتراطات الصحية في طقس التناول كأن لا يتم تلامس بين الكاهن والمتناول مضيفا: تجنبوا السلام على الكاهن باليد والسلامات والأحضان بين الشعب.
وأوضح الأنبا برنابا: لا ماستير ولا لمس لفم المتناول للكأس ولا يد الكاهن أثناء التناولولا المكان للحديث عن طقس الكنيسة فى التناول بالماستير ووضع المتناول فمه فى الماستير ولا لمس ليد الكاهن أثناء مناولة الجسد لأن أى شىء يسبب العدوى يعتبر مخالفة تسبب العدوى وتنشر وباء كورونا.
يعتبر التناول أو الافخارستيا ضمن الأسرار المقدسة في الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية يبرز سر التناول هو تذكير بالعشاء الذى تناوله يسوع بصحبة تلاميذه عشيّة آلامه.
ويُحتفل بها المسيحيون بتناول قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز (تعرف بالـقربان) التي تمثل جسد يسوع وملعقة من الخمر وتمثل دم المسيح.في الكنائس القبطية، يتم طقس التناول باستخدام ملعقة واحدة لكافة المصليين تسمى الماستير.
البابا تواضروس قال في حوار مع إحدى الصحف "لم نفكر في هذا ولم نناقشه في اجتماعات اللجنة الدائمة للمجمع المقدس، ولكنه أمر وارد.. وإن كان التناول بالماستير لم يتسبب في أي إصابة بمرض على امتداد تاريخ الكنيسة، ونحن في الظروف المرضية يناول الكاهن المريض بدون استخدام الماستير، وفي ظل الظروف المرضية التي نعيشها هذه الأيام يمكن أن يطرح هذا للمناقشة، فمسيحيتنا ليست جامدة، وطقوسنا لا تستمد من أفكار بل مما تسلمناه من الآباء، ومن ارشاد الروح القدس العامل فينا، وليس ثمة ما يمنع من استخدام نتاجات العقل والتطور والتقدم في تسيير أمور كنيستنا دون المساس بعقائدنا وأساس إيماننا المستقيم."
قال الأنبا أغاثون، خلال عظته المباشرة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن الكنيسة على مدار مئات السنين الكلام في المسلمات الإيمانية يحيطه محاذير، مشددًا أنه يجب على من يتكلم على هذا الأمر أن يتكلم بحرص شديد.
وعبر الأسقف عن غضبه من تصريحات البابا دون التطرق إليه بشكل مباشر، قائلًا: "إن إيمان الأطفال أحسن من إيمان الإكليروس (الرتب الكهنوتية) فى هذا العصر"، لافتاً أن المشكلة من وجهة نظره أن الناس تناقش الأسرار بشكل علمي وهو أمر غير صحيح على حد قوله.
وأوضح أن في سر التناول، هناك القمح الذى يتم اعداده إلى قربان، ومثلها العنب الذى يتحول إلى خمر، ومثلها رفع الحمل، كلها أمور إذا تم التركيز عليها فمن الممكن أن تشك باحتمالية نقل العدوى فى أى مرحلة منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة