سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 13 يونيو 1956.. الإنجليز ينسحبون سرا من آخر معاقلهم فى بورسعيد.. وعبدالناصر يسأل فتحى رضوان عن تاريخ مأساة دنشواى الذى وافق نفس اليوم

السبت، 13 يونيو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 13 يونيو 1956..   الإنجليز ينسحبون سرا من آخر معاقلهم فى بورسعيد.. وعبدالناصر يسأل فتحى رضوان عن تاريخ مأساة دنشواى الذى وافق نفس اليوم مأساة دنشواى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل جمال عبد الناصر، إلى فتحى رضوان، يوم 13 يونيو «مثل هذا اليوم» عام 1956 وسأله عن الموعد الذى وقعت فيه حادثة دنشواى، حسبما يؤكد أحمد حمروش فى كتابه «ثورة 23 يوليو 1952».. مضيفا: «أجاب رضوان على سؤال عبدالناصر، قائلا إن حادث دنشواى وقع يوم 13 يونيو 1906، أى من نصف قرن بالضبط، فرد جمال عبد الناصر: الإنجليز تم انسحابهم سرا اليوم».
 
 كان «رضوان» وزيرا للإرشاد القومى وقتئذ، وعبد الناصر رئيسا للجمهورية، وكان مناسبة الحوار بينهما، وفقا لحمروش: «جلاء البريطانيين عن آخر معقل كانوا يحتلونه فى بورسعيد وهو مبنى البحرية الذى تسلمه الجيش المصرى يوم 13 يونيو، مثل هذا اليوم، عام 1956».
 
كان سؤال عبد الناصر لرضوان عن موعد حادث قرية دنشواى التابعة لمحافظة المنوفية يحمل مغزى كبيرا، فهو يريد التذكير بأنه جاء اليوم الذى يجنى فيه المصريون ثمار نضالهم وتضحياتهم بتحقيق الاستقلال بعد سنوات احتلال دامت من عام 1882، وأن هذا اليوم هو الرد العملى لما حدث فى دنشواى من قهر واستعباد وظلم من الاحتلال، ففيه «13 يونيو 1906» سقط فلاحون فقراء من القرية برصاص الاحتلال بسبب قيام جنود وضباط إنجليز بصيد الحمام فيها مما تسببوا فى إشعال الحرائق وجرح سيدة وشيخ خفر وإصابة ضابط إنجليزى ووفاة ضابط بضربة شمس، وتم القبض على عدد كبير من أهالى دنشواى، واستمر التحقيق عدة أيام، وفقا لعبدالرحمن الرافعى فى كتابه «مصطفى كامل باعث النهضة الوطنية»: مضيفا «فى يوم 27 يونيو أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام لأربعة، واثنين بالأشغال الشاقة المؤبدة، وبالسجن 15 سنة على واحد، وسبع سنوات على ستة آخرين، وثلاثة بالحبس سنة، وجلد كل واحد منهم خمسين جلدة، وعلى خمسة بالجلد خمسين جلدة».
 يتذكر الرافعى: «كنت طالبا فى السنة الثانية من مدرسة الحقوق، وكنت أطالع نبأها فى اللواء «جريدة الحزب الوطنى بزعامة مصطفى كامل»، وأدركت مبلغ هوان المصرى فى نظر الاحتلال، وتحققت أن لا كرامة لأمة ولا لأى فرد من أبنائها بغير الاستقلال».
 
هكذا كان الربط بين اليومين «13 يونيو 1906» و«13 يونيو 1956» حاضرا فى ذاكرة ووجدان عبد الناصر.. يؤكد حمروش: «اقترح فتحى رضوان أن يخرجوا إلى الجماهير ويشاركونها الفرح بالغناء والرقص فى هذا اليوم البهيج.. ولكن عبدالناصر ابتسم فى هدوء قائلا له: روح أنت غن وارقص لوحدك».. يعلق حمروش: «قال له ذلك كما لو كانت النتيجة التى وصلوا إليها طبيعية، وليست نقطة نهاية وإنما نقطة بدء».. يضيف حمروش: «فى 18 يونيو 1956 الذكرى الثالثة لإعلان الجمهورية فى مصر، رفع جمال عبدالناصر العلم على مبنى البحرية فى بورسعيد، واعتبر هذا التاريخ منذ ذلك الوقت عيد الجلاء».
 
 يوضح حمروش: «جاء هذا الانسحاب تنفيذا للاتفاقية التى تم توقيعها يوم 19 أكتوبر 1954، ونصت على انسحاب القوات البريطانية خلال عشرين شهرا من التوقيع النهائى، وانتهت معاهدة 1936 وجميع ارتباطاتها، واعتبرت قناة السويس جزءا من مصر تكفل حرية الملاحة فيه اتفاقية الآستانة فى 29 أكتوبر 1888، ووقعها عن مصر جمال عبد الناصر وعبدالحكيم عامر وعبداللطيف البغدادى وصلاح سالم ومحمود فوزى، وعن إنجلترا أنتونى ناتنج وزير الدولة البريطانى وسير رالف سنتبفنسون وميجر جنرال منسون كبير المفاوضين العسكريين». يتذكر «ناتنج» فى كتابه «ناصر» ترجمة: شاكر إبراهيم سعيد: «المفاوضات حول المعاهدة التفصيلية استغرقت عدة أسابيع من المساومات والجدل العنيف الذى علمنى الكثير عن شخصية عبدالناصر وأساليبه، لقد تولى محمود فوزى وزير الخارجية، الدبلوماسى والمفاوض المحنك الموهوب، كل المسائل المالية وكثيرا من القضايا السياسية، ولم تكن هذه المسائل تبحث مع عبد الناصر إلا إذا تعذر الاتفاق بينى وبين محمود فوزى، أما عند إثارة أية مسألة تتعلق بالترتيبات الخاصة بالقواعد فكان يتولاها عبدالناصر شخصيا، مهما كانت تفصيلية، بل إن مسألة توزيع المساكن بين الفنيين البريطانيين وكبار الضباط المصريين فى القاعدة الأساسية عند المعسكر الذى يقع خارج مدينة الإسماعيلية كان لابد من تسويته معه».  ينقل حمروش عن الصحفى الفرنسى «جان لاكوتير» أنه يوم توقيع الاتفاقية كان وجه جمال عبدالناصر يشوبه العبوس، وعندما سأله قائلا: والآن؟.. رد عبد الناصر: «الآن يبقى علينا إعادة بناء بلدنا».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة