مازالت أزمة المهاجرين على الحدود التركية اليونانية مستمرة، وزادت معاناة المهاجرين الذين تركوا ديارهم بسبب الأزمات والحروب التي تفتعلها تركيا في العديد من الدول، مع استخدامها اللاجئين والمهاجرين كورقة ضغط على المجتمع الدولي في معظم الأوقات، وزادت المعاناة للمهاجرين واللاجئين على الحدود التركية، وخاصة في ظل أزمة كورونا التي اجتاحت معظم دول العالم وتداعيات الإغلاق التي تبعتها.
ومن جانبها أعربت المنظمة الدولية للهجرة في بيانها الأخير عن قلقها البالغ بعد توالي التقارير التي من شأنها محاولات صدّ مهاجرين وعمليات طرد جماعي، يتخللها أحداث عنف ضد المهاجرين، على حدود الاتحاد الأوروبي بين اليونان وتركيا.
ووفقا للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، لإإن 219 دولة وإقليما ومنطقة فرضت 60 ألفا و711 من القيود حتى مايو الماضي مؤكده أنه " أمر غير مسبوق تاريخيا"، وقالت المنظمة إنه مع انتهاء صلاحية التأشيرات والتصاريح، يواجه المهاجرون خطر الترحيل، وهو ما يزيد من احتمالية الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي، أو انعدامه، مما يؤدي إلى خطر التوقيف في مرافق احتجاز مكتظة أصلا، والتشريد.
ولفتت المنظمة إلى أنه يجب إعطاء الأولوية لضمان إدارة الحدود على نحو يراعي متطلبات الحماية، وبما يتماشى مع القانون الدولي ويحترم حقوق الإنسان لافته إلى أن أولئك الذين يعيشون في ظروف غير عادية، لا يقومون بالإبلاغ عن حالتهم الصحية والحصول على العلاج اللازم.
وحثت المنظمة الدولية للهجرة الدول على الامتناع عن تكثيف تأمين الحدود والكف عن اتباع أساليب هجرة من شأنها أن تضرّ بحقوق الإنسان للمهاجرين، مثل بناء جدار على الحدود، وزيادة دوريات الشرطة أو زيادة عمليات الترحيل.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بتلقي تقارير تفيد باحتجاز المهاجرين بشكل تعسفي وممارسة العاملين على الحدود التركية اليونانية واستخدام العنف ضد المهاجرين، داعية السلطات اليونانية إلى التحقيق في هذه الادعاءات والشهادات التي قدمها الناس الذين أجبرتهم ظروف الحرب والأزمات على عبور الحدود بين تركيا واليونان
واستشهدت المنظمة الدولية للهجرة بتقارير صدرت عن وسائل إعلام دولية ومقاطع مصوّرة تُظهر استخدام معدّات الإنقاذ العائمة لطرد المهاجرين عبر بحر إيجه الشرقي.
وفى وقت سابق طالب أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة الدول بالتزامها بحماية المرتحلين من الناس الذين يبلغ عددهم أكثر من 70 مليون شخص على مستوى العالم، مناشدا تخفيف أثر وباء كورونا على الأشخاص الأكثر ضعفاً والتعافي بشكل أفضل لما فيه مصلحه للجميع "
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة لطفولة "يونيسف" " أن الازمات والعنف والحروب اقتلعت 31 مليون طفل من ديارهم، بما في ذلك أكثر من 17 مليون نازح و12,7 مليون لاجئ و1,1 مليون طالب لجوء، وكلهم بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة. لافته إلى أنه لا يتمتع معظمهم برفاهية الاتصال بالطبيب عند المرض، أو غسل أيديهم كلما احتاجوا إلى ذلك، أو ممارسة التباعد الجسدي لوقف انتقال الأمراض.
"وطالبت يونيسيف أنه يجب أن تصل أية استجابة للجائحة، من حيث الصحة العامة، إلى أكثر الفئات هشاشة، بمن فيهم اللاجئين والمهاجرين والنازحين. وهذا يعني ضمان حصولهم وبشكل عادل على الاختبار والعلاج، وكذلك على المعلومات حول الوقاية وخدمات المياه والصرف الصحي"
وأضافت المنظمة أنه "يجب ألا تمنع تدابير الاحتواء، مثل إغلاق الحدود والقيود المفروضة على الحركة، الأطفال من حقهم كما يجب نقل الأطفال والعائلات التي اقتلعت من أماكنها، بعيداً عن الأذى، ووضعهم في أماكن إقامة مناسبة تتيح لهم الحصول على الماء والصابون والتباعد الجسدي وتؤمن لهم السلامة"