فى مثل هذا اليوم الموافق 14 يونيو من عام 1940 ولدت قطة السينما العربية الفنانة الرقيقة زبيدة ثروت صاحبة أجمل عيون، والتى شاركت عمالقة الفن العديد من الأعمال ومنهم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ والموسيقار الكبير فريد الأطرش وجان السينما الفنان الكبير رشدى أباظة وغيرهم .
تنتمى زبيدة ثروت لأسرة ذات أصول شركسية ووالدتها حفيدة السلطان حسين كامل.وفازت منذ صباها فى العديد من مسابقات الجمال و حصلت على لقب ملكة جمال الشرق فى مسابقة نظمتها مجلة الجيل، ومسابقة أجمل 10 وجوه للسينما فى مسابقة أجرتها مجلة الكواكب، وهو الفوز الذى رشحها للمشاركة فى فيلم "دليلة"، بطولة العندليب الأسمرعبدالحليم حافظ وشادية، وكان هذا أول ظهورلزبيدة ثروت على الشاشة عام 1956.
وفى مقال كتبته زبيدة ثروت لمجلة الكواكب نشر بتاريخ 11 يونيو عام 1957 تحت عنوان " دموع فى البلاتوه" تحدثت النجمة الجميلة والتى كان عمرها وقتها لا يتجاوز 17 عاما عن كواليس أول مشهد لها أمام الكاميرا فى فيلم دليلة.
وقالت زبيدة ثروت : ذكرياتى عن اللقطة الأولى فى حياتى أمام الكاميرا ذكريات باكية، وكان أول فيلم ظهرت فيه على الشاشة هو فيلم دليلة، ودخلت يومها إلى الاستديو لأول مرة فى حياتى "
وتابعت النجمة الجميلة :"كنت أجريت اختبارات أمام الكاميرا فى إحدى القاعات الكبرى بدار الهلال وقت أن كانت مجلة الكواكب تجرى مسابقة لاختيار أجمل وجه للسينما ، وهى المسابقة التى رشحتنى لهذا الدور"
وأكدت زبيدة ثروت أنها لم تنم طوال الليل انتظارا وشغفاً لوقوفها أمام الكاميرا، مؤكدة أنها عندما ذهبت للاستديو فى الصباح كان الميع يبتسمون فى وجهها ، وكان شيخ المخرجين محمد كريم الذى يقوم بإخراج الفيلم فرحاً مستبشراً، والمنتج رمسيس نجيب فى جركة دائبة وعبدالحليم وشادية فى غرفة الماكياج يستعدون للتصوير.
وأوضحت زبيدة ثروت:" كان هناك 10 فتيات جميلات فى الاستديو سيظهرن معى فى المشهد واحسست بسعادة كبيرة وان أتطلع وجوههن وأرى فيها الحسد والغيرة، ودخلت غرفة الماكياج لأن الفيلم بالألوان ويتطلب ألواناً معينة من المساحيق لا يغنى عنها جمال الوجه، وخرجت من غرفة الماكياج ليقول لى : انتى هتقعدى على الكرسى هنا ولما شادية تدخل هتقومى تجرى تستقبليها وهتسألك: إزاى أختك مجاتش، وهتردى زمانها جاية، وسألته : بس كدة ، فقال: بس اعملى الشوط الأول"
وأشارت زبيدة ثروت فى مقالها إلى أنها جلست على المقعد وأعجب المخرج بجلستها وقال لها :"برنسيسة"، وأكسبتها هذه الكلمة ثقة وجعلتها لا ترتعد وبددت مخاوفها، مؤكدة ان المخرج أشار عليها بأن تكون طبيعية ولا تتكلف وهى تمثل، وأشار عليها بالبدء ولكنها حين وقفت نظر إليها فنظرت إليه ، وهنا غضب المخر ج وصرخ " ستوووب"، وقال لها بعتاب شديد :" يامودموزيل بتبصيلى ليه ، أنا ممثل معاكم، أنا جوه الكاميرا،"
وارتعدت الفنانة المبتدئة وقالت فى نفسها أنه لم يوجهها تنظر إلى الكاميرا ولا تعرف مكان الكاميرا فأين تنظر ومتى وهى فنانة جديدة ليس لديها أى خبرة بالتمثيل ، وخفضت وجهها إلى الارض فى حزن شديد وهى تشعر أن كل من فى الاستديو ينظرون إليها، واستمر المخرج محمد كريم فى تقريعه لها قائلا:" ياأنسة اللى بتستقبل واحدة ماتبصش لحد تانى ، تجرى ناحيتها وتبص لها وتكلمها..مفهوم"
وهنا لم تتمالك زبيدة ثروت دموعها وانفجرت فى البكاء ثم جرت إلى غرفة الماكياج لتبكى بعيدا عن الناس وهى تشعر بالفشل.
وقالت الفنانة الجميلة :" فوجئت بالفنانة شادية تجرى ورائى، وربتت على خدى وكأنها تداعب قطة صغيرة وهى تقول :"ماتعيطيش ياأمورة ، هما الحلوين يعيطوا كدة"
وأضافت:"بعد قليل جفت دموعى، وأضحكتنى شادية بخفة ظلها المعروفة ، وعدت معها إلى البلاتوه ، ووجدت محمد كريم ينتظرنى وهو هادئ ومبتسم قائلا:" خلصنا دموع ياحلوة"، فضحكت وعدت إلى مقعدى لاصور أول لقطة فى حياتى دون أن أنظر للمخرج"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة