وضع تقرير مؤسسة "ايه بي إس إل" البولندية الرائدة مصر ضمن قائمة تضم أبرز الدول التي تقدم خدمات الأعمال وخدمات تعهيد تكنولوجيا المعلومات بمنطقة أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط، و اختارت مؤسسة "ايه بي إس إل" وهي منظمة دولية غير هادفة للربح تربط بين الشركات العالمية التي أنشأت مراكز لتقديم خدماتها في دول شرق ووسط أوروبا، مصر من بين دول المنطقة، حيث تعد الدولة الوحيدة من خارج القارة الأوروبية التي تم رصدها ودراسة مقومات نجاحها في تقديم هذا النوع من الخدمات.
وحدد التقرير 18 دولة تم اختيارها بعناية، حيث يغطي أبرز مقاصد ووجهات تقديم خدمات الأعمال للغير ومن ضمنها خدمة العملاء عبر مراكز الاتصال والخدمات المحاسبية وتطوير البرمجيات والدعم الفني في مجال تكنولوجيا المعلومات وخدمات البحوث والتطوير والموارد البشرية وغيرها من الخدمات، ذلك في عدد من المواقع باختلاف إمكانياتهم وذلك بمنطقة أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وشهد قطاع خدمات تعهيد الأعمال وخدمات تكنولوجيا المعلومات للغير في مصر نموًا قويًا وثابتًا مع ارتفاع معدلات التوظيف، حيث يعمل به حوالي 174 ألف شاب، وعلاوة على ذلك، فإن لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات استراتيجية طموحة تضمن استدامة هذا النمو، حيث تستهدف الوصول بعدد العاملين في هذا المجال إلى 225 ألف فرد بحلول عام 2022.
وأبرز التقرير الذي يحمل عنوان "مشهد خدمات الأعمال بمنطقة أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط" عددًا من العوامل التي عززت مكانة مصر كوجهة عالمية لتقديم تلك الخدمات ومن ضمنها القوى العاملة الكبيرة جدًا والمتعلمة تعليمًا جيدًا مع جودة التعلم التكنولوجي وأخيرًا تكاليف التشغيل التنافسية للغاية التي تقدمها.
وسلط التقرير الضوء على مزايا توافر المواهب والمهارات في مصر، مما جعلها تتميز عن غيرها من الوجهات القريبة التي تقدم الخدمات العابرة للحدود وبالأخص للشركات التي ترغب في تنفيذ مراكز خدمة على نطاق واسع.
ونجحت مصر في تعزيز مكانتها كموقع رئيسي لخدمات تعهيد الأعمال وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود لأكثر من 100 دولة، ذلك بفضل الدعم الحكومي المتميز لهذا القطاع، بدءًا من الاستثمار الكثيف في تطوير المهارات الرقمية والبنية التحتية وكذلك الحوافز المقدمة للمستثمرين الأجانب.
وأكد التقرير على أن سوق خدمات التعهيد في مصر يشهد تحولًا وتطورًا في نوعية الخدمات المقدمة، حيث يلقي الضوء على انتقال الشركات من خدمات مراكز الاتصال متعددة اللغات إلى الخدمات المتخصصة عالية القيمة، مثل تطوير المنتجات والبحث والتطوير.
ويعد التقرير مرجعا عمليا عن المواقع التي تقدم مثل هذه الخدمات حيث يقدم نظرة عامة وعادلة عن المقاييس الرئيسية والهامة في عملية تقييم تلك المواقع.
ووفقًا للتقرير، جاءت أمريكا والمملكة المتحدة في صدارة الدول التي تقوم مصر بتصدير تلك الخدمات إليها وذلك بنسبة 30 %. وكشف التقرير عن أن خدمات تطوير البرمجيات (62 %)، وخدمة العملاء (29 %)، والدعم الفني (24 %) ضمن أبرز الخدمات التي تقدمها مصر وذلك بالنظر إلى تلك النسب المذكورة في التقرير.
وسلط التقرير الضوء على مصر باعتبارها ثاني أكبر دولة بعد المملكة المتحدة من حيث وفرة الكوادر ومجموعة المهارات المطلوبة لتقديم الخدمات المحاسبية والمالية للغير، بما يعكس الإمكانيات الواعدة لمصر لاستضافة مراكز الخدمات المشتركة المتخصصة في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إصدار التقرير بالتعاون مع شركة "ديلويت" الاستشارية العالمية وشركة "جيه إل إل" الأمريكية المتخصصة في الخدمات الاستشارية العقارية وخدمات إدارة الاستثمار وهي ثاني أكبر شركة من نوعها في العالم، ذلك بالإضافة إلى شركة "راندستاد سورسرايت".
كما أن التقرير لا يستهدف تحديد مدنا بعينها أو تصنيف المواقع بترتيب جاذبيتها لتلك الأعمال، بل يقدم نظرة عامة عن المقاصد البارزة التي تقدم هذا النوع من الخدمات من خلال استعراض المؤشرات الرئيسية للاقتصاد الكلي وطبيعة الموارد البشرية وتكاليف التشغيل ومعدلات الأجور وخصائص قانون العمل الرئيسية بهذه الوجهات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة