أبطال يعملون طوال الـ24 ساعة لخدمة كل مصاب كبير وصغي حتى الوصول لمرحلة الشفاء، ضحوا بأوقاتهم وتركوا أسرهم ليكونوا فى الواجهة مع اللعين "فيروس كورونا"، وهم رافعون شعار "سننتصر قريباً على كورونا"، وفى هذا الصدد إنتقل "اليوم السابع" إلى قلب المدينة الشبابية بالطود شرق محافظة الأقصر، والتى نجحت خلال الفترة الماضية فى دعم الحالات المصابة بكورونا وحققت معدل شفاء 173 حالة من مختلف المحافظات عقب تخصيصها لعزل حالات كورونا منذ 19 أبريل الماضى.
ومن قلب المدينة الشبابية التقى "اليوم السابع" بالدكتور أحمد العديسى مدير فريق العزل بنزل الشباب بالطود، والذى أكد أن كافة رجال الجيش الأبيض من الأطباء وفرق التمريض مرابطين داخل مستشفيات العزل حتى آخر نفس وخروج آخر مصاب بعد شفاؤه من كورونا قريباً، حيث أن فريق العزل بنزل الشباب يسلك عدة طرق فى الدعم النفسى للمرضى وهو الأهم عبر إجراء "التريض" بالملاعب الخلفية للنزل لاستنشاق الهواء الطلق والجلوس بالخضرة وهو غير موجود بأى مكان آخر للعزل، كما أطلق مبادرة جديدة بجمع أرقام هواتف المرضى لعمل جروب على الواتس، وذلك لتسهيل الخدمات للمرضى وتوفير اللازم لهم على مدار الساعة.
وأضاف الدكتور أحمد العديسى مدير فريق العزل بنزل الشباب، أن الحالة مستقرة لدى الغالبية العظمى من المصابين بفيروس كورونا ويتم تقديم الدعم المعنوى والطبى والنفسى لهم، موضحاً أن المدينة تتخذ نهج من البداية وهو عدم خروج أى معافى إلا بإستقباله من كافة الإدارة الطبية بالعزل على البوابة لتشجيعه على حماية نفسه وتوديعه ونتمنى له حياة سعيدة وبعض النصائح لحمايته من العدوى بكورونا.
وعن الممارسات التى يقوم بها الأهالى بالقرى والنجوع، قال مدير فريق العزل بنزل الشباب بالطود، أن تلك الممارسات هى المسئولة بالأساس عن كل الزيادة فى معدلات الإصابة حالياً حيث أن نسبة 80% من المصابين بدون أعراض نهائياً من فيروس كورونا، فبالتالى يقوم بالتعامل مع الناس بصورة طبيعية وهو المصدر المباشر للعدوى، بجانب الجنازات إما من كورونا أو غيره فالجميع يخرج لتقديم واجب العزاء، وبذلك يعرض كل مواطن نفسه بحضور تلك الجنازات للإصابة بفيروس كورونا بنسبة 50% فما أعلى، ناهيك عن الأفراح والتجمعات فلا يعرف أحد أين يتواجد الفيروس وفى جسد أي مواطن لا تظهر عليه أعراض، فجميع تلك الممارسات الممنوعة من الحكومة ويقوم بها الأهالى أدت لإرتفاع نسبة ومعدلات الإصابات مؤخراً.
ووجه الدكتور أحمد العديسى مدير فريق العزل بنزل الشباب بالطود، نصيحته للمواطنين بضرورة البقاء فى منازلهم وعدم التعامل مع أحد وتحقيق التباعد الإجتماعى، وكذلك عدم ملامسة الأسطح خارج المنزل، والأفضل والأنسب البقاء فى المنزل لكونه الحل الأمثل، حيث أنه من يخالف تلك الأمور يعرض نفسه للعدوى والعزل بالمستشفيات أو العزل المنزلى الذى يعتبر كارثة حقيقية، حيث أنه فى الصعيد لا يوجد عزل منزلى بنسبة 100%، فالجيران والأهل والأقارب يزورون المصاب بصورة دائمة حتى لو علموا بإصابته بكورونا، مناشداً الأهالى بحماية أنفسهم وحماية أبناؤهم من الكادر الطبى الذين أصيب منهم نسبة كبيرة مؤخراً بالفيروس فى الأقصر، وذلك بسبب عدم وعى الأهالى وقيامهم بالمخالطة لذويهم وللأطباء مما يعرضهم للضرر، مشدداً على أن دور البرد العادى هو كورونا ما لم يثبت العكس، والمفروض على أي مواطن يشعر بأى أعراض عزل نفسه بالمنزل حتى يتأكد من إصابته ويحمى نفسه من الضرر.
ووجه الدكتور أحمد العديسى، فى نهاية حديثه، الشكر الكامل لكافة رجال الفريق الطبى المرابطين معه بالمدينة الشبابية بالطود، والتمريض والعمال وغيرهم من رجال فريق العزل، فجميعهم يعرضون أنفسهم للعدوى بشكل مباشر لخدمة وعلاج المصابين، ونتمنى من الله أن تمر تلك الفترة على خير واللى جاى أفضل إن شاء الله.
وأضاف عمرو الكردى المتطوع لخدمة مصابى كورونا لـ"اليوم السابع"، أنه فى الفترة الأولى للعمل كانت توجد حالات شفاء كثيرة بنزل الشباب، وبعد سلسلة النجاحات قررت هو وزميل له مدة فترة التواجد لهما بالعزل لفترة جديدة وقضوا حوالى 30 يوماً داخل نزل الشباب بالطود، ثم عاد للفترة الثالثة والتى يقضيها حالياً ليتم حوالى 45 يوماً فى خدمة مصابى كورونا داخل النزل، وعن المشاهد المبهجة فى عيد الفطر المبارك أكد على أنه وزميله فكروا كيف يتم إدخال البهجة بين المصابين خلال أول أيام العيد لدعمهم نفسياً، ومدير العزل وقتها الدكتور وليد عرابى وافق على الفكرة، وجهزوا كافة الأدوات اللازم لدعم المصابين دون إقامة صلاة العيد لمنع التجمعات، وبعد ذلك الموقف خرج عدد كبير من المصابين شفاء بعد دعمهم نفسياً.
وعن تأجيل حفل زفافه، قال عمرو الكردى أنه قرر تأجيل حفل زفافه لكونه تطوع فترتين فى شهر رمضان، وحالياً يقضى فترة ثالثة للعزل داخل نزل الشباب، موضحاً أن العروسة كانت لها دعم كبير له فهى البطل الحقيقى فى التأجيل، والتى رحب جداً بهذا الأمر لدعمه وحثه على خدمة المصابين بكورونا، موجهاً الشكر لأسرته على دعمه بالبقاء فى العزل لخدمة المصابين حتى الشفاء التام ونهاية الأزمة من مصر.
وأكد عمرو الكردى أخصائى تصوير أشعة بنزل الشباب بالطود، أنه يتم توفير كافة طلبات المصابين داخل نزل الشباب عبر الإتصال الهاتفى دائماً وكذلك رسائل الواتس آب، وتوفير العلاج للجميع وسماع شكواهم وتوفير الدعم اللازم لهم، ويومياً يتم إجراء التريض لكافة المصابين لبحث شكاواهم وتلبية كافة طلباتهم، لخدمتهم فى الدعم النفسى، وعن ممارسات الأهالى فى القرى والنجوع أكد على أن أهل الصعيد إجتماعيون جداً، ويحضرون المناسبات السعيدة والحزينة من أفراح ومناسبات وجنازات وعيادة مرضى ومصابين، وهو ما يؤدى للضرر بهم، قائلاً: "أنا أجلت فرحى عشان أهل العروسة وأهل ميجتمعوش ويبقى فيه حماية للجميع، مش هتجوز وأبقى سبب إن حد يتصاب، كلنا قرايب ونتمنى رؤية أهالينا ولكن تلك الأزمة تحتاج التكاتف ومنع التجمعات، فنحن فى فترة وباء وعلى الجميع منع الإختلاط لحماية أرواح الجميع"، وفى النهاية وجه الشكر لكافة زملائه والدكتور أحمد العديسى الذي لا يتأخر عن أية طلبات لأي شخص من الفريق الطبى وفريق العزل ويوفر لهم كل شيئ يحتاجونه لتوفير أفضل بيئة عمل للجميع.
وكانت قد نجحت المدينة الشبابية بالطود شرق محافظة الأقصر، منذ 19 أبريل الماضى وحتى الآن فى خدمة علاج وشفاء أكثر من 173 حالة من فيروس كورونا، حيث أعلنت مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، فى 19 أبريل الماضى عن خروج أول حالتين بعد تعافيهما وشفائهما من كورونا وسط أجواء مبهجة بين الفريق الطبى والتمريض المتواجدين لخدمة المصابين والحالات التى تحولت نتائجها لسلبية داخل المدينة الشبابية، وذلك فى أول خطوات النجاح بموقع عزل المصابين الذين تحولت نتائجهم من إيجابية لسلبية بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بمحافظة الأقصر بمقر المدينة الشبابية الدولية بمدينة الطود، وتوالت بعدها النجاحات بخروج الحالات لتصل لـ173 حالة شفاء.