فى مطلع مارس الماضى، وقعت سوريا، والحكومة الليبية التي يترأسها عبد الله الثنى، والتي تسيطر على شرق وجنوب ليبيا بدعم البرلمان والجيش الوطنى الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، على مذكرة تفاهم تقضى بإعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية فى البلدين.
المعلم والحويج
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، تفاصيل اللقاء الذي بدأ باستقبال وزير الخارجية السوري وليد المعلم استقبل فداً ليبياً رسمياً برئاسة كل من عبد الرحمن الأحيرش نائب رئيس مجلس الوزراء عبد الهادي الحويج وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية، وتم توقيع "مذكرة تفاهم" بين الطرفين "بشأن إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية وتنسيق مواقف البلدين فى المحافل الدولية والإقليمية وعلى وجه الخصوص فى مواجهة التدخل والعدوان التركي على البلدين.
عقب اللقاء اتضحت الصورة فى التنسيق الكامل بين النظام السورى والشرق الليبى متمثلا فى برلمانها وجيشها الوطنى بقيادة المشير حفتر، فكلاهما ضد التدخل التركى فى بلادهما، وضد الجماعات الإسلامية والتنظيمات الإرهابية خاصة فى طرابلس المحتلة من قبل المليشيات والتنظيمات الإسلامية، وبعد ثلاثة أشهر، ولأول مرة تتدخل إيران فى الأزمة الليبية بشكل علنى ولكن ضد حليفتها السورية.
وعلنت إيران أنها تتبادل الآراء مع تركيا بشأن سبل حل الأزمة الليبية، معربة عن دعمها لحكومة الوفاق ومقرها طرابلس؛ وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع نظيره التركي مولود شاويش أوغلو يوم الإثنين "نسعى إلى حل سياسي للأزمة الليبية لإنهاء الحرب الأهلية، نحن ندعم الحكومة الشرعية في ليبيا ، وهي قادرة على إنهاء الحرب الجارية، لدينا وجهات نظر مشتركة مع الجانب التركى حول سبل إنهاء الأزمة فى ليبيا واليمن".
أوغلو وظريف
وغادر وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف اسطنبول صباح الثلاثاء بعد زيارة إلى تركيا بدأت يوم الأحد متوجهًا إلى العاصمة الروسية موسكو؛ وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوى إن ظريف أجرى محادثات مع نظيره التركى شاويش أوغلو بشأن العلاقات الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية.
ويتناقض دعم إيران لحكومة الوفاق مع حليفتها الوثيقة ، سوريا ، التي هي حاليا في تحالف مع البرلمان الليبي ومقره طبرق، والحكومة الليبية المدعومة من الجيش الوطنى الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
والتنسيق الإيراني التركي، بدا على أشده منذ مطلع يونيو الجارى، ليس فى سوريا، بل امتد إلى ليبيا والعراق على حد سواء، وقد شاركت طهران تركيا فى القصف الجوي على العراق، حيث أعلنت وسائل إعلام عراقية تعرض قرية الآنة، الواقعة في قضاء جومان بأربيل، شمال العراق، لقصف تركي إيرانى مشترك، مؤكدة أن"القصف بدء عند الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء وتم خلاله استخدام طائرات مسيرة"، كما أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن الطيران التركى قصف، الثلاثاء، قرية كيستيان في ناحية كاني ماسي التابعة لقضاء العمادية، ما ألحق أضرارا ببعض الأراضي الزراعية.
وقد أعلنت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، فجر أمس الاثنين، عن بدء عملية عسكرية ضد "حزب العمال الكردستاني"، الذي تصنفه أنقرة "منطمة إرهابية"، في شمال العراق، أطلقت عليها اسم "مخلب النسر"، وقصفت في إطارها عددا من المناطق، من بينها مخيما للاجئين قرب مخمور وسنجار، وقرى الزاب، وقنديل، وخواكورك، وبرادوست، وزيني ورتي، وزاخو، وأفاشين، وبيسان، وجبلى كاره ومتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة