زوجة: "اكتشفت خيانته لى مع جارتى وزواجه منها عرفيا"
زواج شريك الحياة من أخرى مصيبة كبيرة وفقا لمعظم الزوجات المثلات أمام محاكم الأسرة، فهو الكابوس الذى ينغص عليها سعادتها، ورد فعلها العنيف أحياناً عند علمها بمجرد عزم زوجها على التعدد، ومنهن من يستمر فى الحياة رغم فقدن الحب والترابط الأسرى، والبعض الأخر يعيشن فى معاناة، وتنتج عن تلك الزيجات جرائم بسبب الظلم، وعدم عدل الزوج بين الزوجتين وأطفال يعشوا أسوأ حياة بسبب تناحر الإباء والأمهات.
آلاف الشكاوى وفق لمكاتب تسوية المنازعات تكشف عن معاناة الزوجات سنويا بسبب "الضرة"، من دعاوى نفقات، وحبس لتخلف الأزواج عن النفقات، ونشوز لإجبار الزوجات بقبول الأمر الواقع، وما بين الزواج السرى وإثبات النسب لأزواج اضطروا لخوض تلك التجربة خوفا من تدمير زيجاتهم الأولى.
ووفقا لـ1700 سيدة مقامة ضدهن دعاوى طلب فى بيت الطاعة العام الماضى، أكدوا تعرضهن للإجبار من أزواجهن على العيش مع الزوجة الثانية، بخلاف وقوعهن فى دوامة العنف الأسرى من ضرب والإيذاء النفسى والبدنى لرفضهن قبول الزواج الثانى، فيما اشتكت 1903 زوجات من عدم معرفتهن بزواج أزواجهن إلا بعد مرور شهور على إتمام الزيجة وأحيانا سنوات، وأن دعاوى النفقة والحضانة التى تم رفعها بعد الخلاف والانفصال بين الزوجين بسبب الزواج الثانى احتلت نسبة 2% من إجمالى الدعاوى المقامة بمحاكم الأسرة.
ووفقا للزوجات المترددات على محاكم الأسرة، أوضحن أن الأسباب التي دفعت الأزواج للزواج مرة ثانية، وجاء فى مقدمتها رغبة الرجال فى التعدد، كما أحتل الزواج بسبب المشاكل المستمرة بين الزوجين نسبة كبيرة فى شكاوى الزوجات، والزواج مرة أخرى للضغط ولمعاقبة المرأة، بخلاف زواج البغض للرغبة فى إنجاب صبى، أو بسبب الحالة المرضية للزوجات.
الجارةv
الزوجة12 عاما زواج دمرتهم الجارة الجديدة بعدما دخلت فى حياة الزوجة ر.م.ك، البالغة من العمر 33 عاما، لتؤكد بدعوى الطلاق التى أقامتها بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة: "عشت سنوات صابرة مع زوجى على ضيق حاله، حتى وقف على قدميه وأصبح من أصحاب المحال وتاجر معروف، لتبدأ معاناتي مع الضرب والإساءة، رغم حفاظى على البيت وأطفاله، والتهديد بالتعدى على بالضرب المبرح".
وتابعت: "لا ذنب لى سوى أننى رفض زواجه على، رغم أننى كنت لا أرد له طلبا، لأدفع الثمن غاليا فى النهاية من عمرى وكرامتى، بعدما اكتشفت خيانته لى مع جارتى وزواجهم بشكل عرفى".
وأضافت: "رفض تطليقى وتركنى معلقة، فلم أجد سبيلا آخر أمامى للخلاص منه سوى اللجوء إلى القانون، وطرقت أبواب محكمة الأسرة، وأقمت ضده دعوى طالبت فيها بتطليقى بعد أن خان عشرتى وجرح كرامتى بعد كل هذه السنوات التى قضيتها مخلصة له".
الخلافات بين الزوجات
مفيش صاحب يتصاحب !!
جلست الزوجة ر.م.ك، البالغة من العمر 30 عاما، بمحكمة الأسرة بإمبابة تشكو غدر زوجها وقيامه بإخفاء زيجته طوال 17 شهرا، لتطالب الطلاق للضرر، قائلة:"لم أكن أتخيل يوما يأتى الغدر من المرأة التى فتحت لها بيتى وأطلعت على أسرارى، وشاركتنى قوت يومى والأيام الصعبة التى عشتها بعد وفاة والدى، ووضعتها فى منزله شقيقتى، لكن يبدو أنها لم تطق أن ترى سعادتى واستقرار زواجى، وأرادت أن ترث زوجى الذى عشت معه 9 سنوات، ووقفت إلى جواره حتى أصبح من أصحاب الأملاك".
وتتابع: "لم أقصر يوما فى حقه حتى وأنا أنازع على فراش المرض، ويا ليته قدر ما فعلته من أجله بل ارتمى فى أحضان أول سيدة غازلته، بعد أن تكررت زياراتها لنا، وتوطدت علاقة زوجى بها، ويتحدثان سويا طوال الوقت ويتبادلان الرسائل، ولم يخطر ببالى وقتها أنها كانت تخطط للإيقاع به، لينقلب زوجى على وأصبح ينتقدنى طوال الوقت ويتشاجر معى بدون سبب، إلى أن رأيت بعينى رسائلهما الغرامية ".
الزوجة الثانية
وفى الجانب الآخر بعض الزوجات التى يوافقن على التعدد يعشن فى معاناة، لتؤكد س.م.خ البالغة من العمر 34 عاما، بمحكمة الأسرة بأكتوبر: "عريس فى اليد- والراجل ميعبوش غير جيبه".. أبرز مقولتين لاحقتنى والدتى بهم حتى تجبرنى على الزواج بزوج يكبرنى بـ16 عاما على ضره، وها أنا أدفع الثمن بعد أن غدر بى زوجى وأخذ أبنى وألقانى فى الشارع".
وأضافت: "عانيت بسبب ظروف أهلى وعدم مقدرتهم على تجهيزى، لكى أتزوج حتى وصلت لمرحلة القبول بأى زوج، فوافقت كى أتخلص من حياتى المملة وهنا بدأت معاناتى".
وتابعت: "بعد أن أنجبت ابنى قام زوجى بحرمانى منه بسبب خلافات مع زوجته القديمة، واشتراطها طردى فى الشارع لاستمرار زواجهم، ورفض أن أراه، ولاحقنى باتهامات بشرفى، وفضحنى بالمنطقة السكنية التى أقيم فيها، وهدد بإيذائى".
الزواج الثاني وأسباب الخلافات
الدين قال أيه؟
فيما قال الشيخ محمد البسطوسى، رئيس نقابة الأئمة والدعاة: التعدد فى الإسلام يكون بشروط، فإذا كانت المرأة بها من المرض وسلاطة اللسان فله الحق بذلك ليعف نفسه من الحرام، أما إذا كانت لا تشتكى من خطب فلم يقدم الزوج على ذلك فليتق الله فى أسرته، وخصوصا إذا كانت الحياة على قدر الكفاف، فكيف له أن يقطع مما يعطيه لأسرته ليتزوج بأخرى.
وأكمل: الدين لم يفتح الباب على مصراعيه وحافظ على العلاقة الزوجية فأبغض الحلال عند الله الطلاق وهدم الأسرة، ويجوز للزوجة عند الزواج أن تضع شرطا ألا يجوز له أن يتزوج بأخرى إلا برضاها.
قانون الأحوال الشخصية يحسم الموقف
قال محمود سعيد المحامى المختص بالشأن الأسرى، إن قانون الأحوال الشخصية، أكد أن على الزوج أن يقر فى وثيقة الزواج بحالته الاجتماعية، فإذا كان متزوجا فعليه أن يبين فى الإقرار اسم الزوجة أو الزوجات اللاتى فى عصمته، ومحال إقامتها، وعلى الموثق إخطارها بالزواج الجديد بكتاب مسجل مقرون بعلم الوصول.
وتابع سعيد فى حديثه لـ"اليوم السابع": "وضع القانون عدة شروط لتطليق الزوجة طلقة بائنة لزواج زوجها بأخرى أمام محكمة الأسرة وفقا لنص المادة 11 مكررا من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985"، بشرط التقدم قبل مضى سنة من تاريخ علمها بزواج زوجها، وفى حال كانت قد رضيت بذلك صراحة أو ضمنا يسقط حقها فى التقدم للمحكمة، للتطليق لزواج الزوج".
وأضاف سعيد: "القانون أشار إلى أنه حال عدم علم الزوجة الجديدة أنه متزوج بسواها، ثم ظهر أنه متزوج فلها أن تطلب التطليق كذلك بشرط أن تقيم الدليل علي أنه قد أصابها من هذا الزواج ضرراً مادياً ومعنوياً".