مليار شخص حول العالم لديهم نقص فيتامين د أو فيتامين الشمس، وفقاً لتقديرات خبراء الصحة في العالم، وبحسب ما ذكر موقع المكتبة الأمريكية للطب NLM، ومع تزايد الأدلة التي تشير إلى ارتباط نقص فيتامين د بحدوث مضاعفات أو الوفاة بسبب فيروس كورونا، نتعرف في السطور التالية على الخطر الذي قد يهدد مليار شخص بالعالم بمضاعفات كورونا، وهل يمكن أن يمثل علاج نقص فيتامين د وسيلة للوقاية من مضاعفات كورونا.
كيف يؤثر نقص فيتامين د على الجسم ؟
وفقاً لموقع "مايو كلينيك" فإن نقص فيتامين د من المشاكل الصحية الشائعة حول العالم ويبدو أن فيتامين د يلعب دوراً أيضًا في مقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم والوظيفة المناعية - وهذا يتعلق بأمراض القلب والسرطان.كما تم ربط المستويات المنخفضة من فيتامين د بزيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد.
وعلى الرغم من أن كمية فيتامين د التي يحصل عليها البالغون من وجباتهم الغذائية غالبًا ما تكون أقل مما هو موصى به، إلا أن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يعوض عن الفرق.
نقص فيتامين د قد يصبح مصدر قلق لبعض الأشخاص منهم خاصة الأشخاص الذين يعانون من السمنة، والذين لديهم بشرة داكنة والذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا - فقد يكون لديهم مستويات أقل من فيتامين د بسبب نظامهم الغذائي أو قلة التعرض لأشعة الشمس أو عوامل أخرى.
يخشى بعض العلماء أن يؤدي الإغلاق والعزل المنزلي إلى خفض مستويات فيتامين د بشكل أكبر.وتميل بعض المجموعات العرقية إلى أن يكونوا أكثر عرضة للخطر لأن بشرتهم أقل قدرة على صنع الفيتامين استجابة لأشعة الشمس.كما أن كبار السن في خطر أيضًا لأن الجسم يصبح أقل كفاءة في إنتاج الفيتامين مع تقدم العمر.
أدلة جديدة على العلاقة بين فيروس كورونا وفيتامين د
بحسب ما ذكر موقع جريدة "دايلي ميل" البريطانية فقد كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون إندونيسيون أن ما يقرب من 99 % من وفيات فيروس كورونا يعانون من نقص فيتامين د، وهذا يضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن فيتامين د يمكن أن يكون منقذاً للحياة ضد فيروس كورونا.
وقام الباحثون الإندونيسيون بتحليل سجلات المستشفيات لـ 780 شخصًا ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا وأظهرت النتائج وفاة 98.9 % من المرضى المصابين بنقص فيتامين د - أقل من 20 نانوجرام / مل ومع ذلك، انخفض هذا إلى 4.1 % فقط للمرضى الذين لديهم ما يكفي من فيتامين د.
وحذر الباحثون من أن الدراسة ليست حاسمة ونهائية، لأن المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستويات فيتامين د كانوا أصحاء وأصغر سنا.
يأتي الأمر في الوقت الذي يراجع فيه رؤساء هيئات الصحة بالعالم استخدام فيتامين د كمنقذ لإنقاذ حياة مرضى الفيروس التاجي.ووجد الفريق أن المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين د كانوا أكثر عرضة للوفاة 10 مرات عندما تم أخذ العمر والجنس والأمراض المصاحبة في الاعتبار.
وكتبوا في الورقة البحثية: "عند التحكم في العمر والجنس والأمراض المزمنة، يرتبط وضع فيتامين د ارتباطًا وثيقًا بوفيات Covid-19."
دراسات أخرى تؤكد الارتباط بين كورونا ونقص فيتامين د
تشير العديد من الدراسات إلى أن مرضى Covid-19 أكثر عرضة للوفاة إذا كانوا يعانون من نقص فيتامين د.وجدت أحد الاستقصاءات - التي أجرتها جامعة أنجليا روسكين في كامبريدج - أن الدول الأوروبية التي بها مستويات منخفضة من فيتامين د لديها إصابات أكثر بكثير من كورونا.
وأوصت هيئة الصحة العامة في إنجلترا بتناول مكملات فيتامين د للجميع في إبريل الماضي.وتقوم دراسة يقودها البروفيسور أدريان مارتينو من جامعة كوين ماري في لندن بالتحقيق في كيفية تأثير بعض عوامل نمط الحياة - بما في ذلك مستويات فيتامين د - على إمكانية الإصابة بالفيروس.
ووفقاً لصحيفة الجارديان: "يمكن اعتبار فيتامين د كدواء مصمم لمساعدة الجسم على التعامل مع التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية".
وجدت مراجعة من جامعة ساري بلندن، نُشرت في المجلة الطبية البريطانية الشهر الماضي، أن فيتامين د يجب أن يُنظر إليه على أنه جزء من نمط حياة صحي ولكن ليس "حل سحري" - لأن الدليل ليس واضحًا بعد.وقالت الدكتورة لي سميث، التي قادت دراسة جامعة أنجليا روسكين:" لقد ثبت أن فيتامين د يحمي من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، وكبار السن، المجموعة الأكثر نقصًا في فيتامين د وهم أيضًا الأكثر تضرراً من Covid-19."
وجدت دراسة سابقة أن 75 % من الأشخاص في المؤسسات ، مثل المستشفيات ودور الرعاية يعانون من نقص حاد في فيتامين د.
